خصّص اليوم الثالث من فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للزّي التقليدي في طبعتها الخامسة تحت شعار «أزياء صامدة لأجيال خالدة»، إلى فن البيزرة أو الصيد بالجوارح وإلى عادات وتقاليد أولاد نايل من فانتازيا ونسيج ببرنوس وقشابية الوبر ونسج الزرابي وصناعة الأحذية الجلدية المشتركة، وغيرها من الحرف التي تحاول جمعية «بيازرة بالجلفة للحفاظ على التراث البيزري وحماية طيور الكواسر»، اليوم، الحفاظ عليها من الزوال والتعريف بها في كل المحافل والمناسبات. دعا المشتركون، أمس، في ندوة النقاش حول البيزرة و الزي التقليدي النايلي إلى ضرورة التسريع في وضع نصوص تشريعية تفتح الأبواب أمام فن البيزرة العريق والمتوارث أبا عن جد، منذ عصور عند أولاد نايل وتساعد على تصنيفه كتراث وطني، الأمر الذي يسمح للجزائر أن تصبح عضو في مجال البيزرة المصنف من قبل اليونسكو كتراث لا مادي للإنسانية. في السياق، كشف خالد بشراوي أن جمعية بيازرة الجلفة سبق لها وأن «أعدت بحثا عميقا جدا بأدلة وبراهين وصور وباللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بهدف التصنيف والذي مازال للأسف الشديد حبيس أدراج مديرية الثقافة بالجلفة». الجمعية عضو دائم في الاتحاد العالمي للبيزرة ومقره في ألمانيا، لكنها غير معروفة على مستوى الجزائر بالرغم من أنها تقوم بالتعريف والحفاظ على هذا الفن وكل ما يحيط به من حرف وعادات وإشعار وحكم وأيضا تقنيات وطرق تربية وتنظيف ومعالجة الصقور ومعالجة وقنص الصقور. وأشار خالد يساوي خلال اللقاء الذي احتضنته قبة قصر 18بمركز الفنون والثقافة بحر رياس البحر، أن البيزرة تقوم أيضا على «بناء علاقة تشاركية بين الفارس والصقر، وهو تقليد فن وهواية توارثناها منذ القدم وأصبحت اليوم منذ تأسيس الجمعية وتكثيف نشاطاتها يعرف الكثير من الإقبال بين أوساط شباب المنطقة.» وأشار بشراوي أن أقدم فيديو يوثق لفن البيزرة في منطقة أولاد نايل بالجلفة يعود إلى سنة 1909 وأن الجمعية اليوم تسعى جاهدة إلى نشر والتعريف بهذا التراث الجزائري 100% وليس المستوحى من بلدان أخرى ولتطويره وتصنيفه كتراث وطني، كما يمكن لأي شخص ممارسة هذه الهواية».