وللحريّة الحمراء بابٌ بكلُّ يدٍ مضرّجةٍ يُدقُّ تاقوا للحريّة ولم ينتظروا نخوة السّجّان، قرعوا باب الخزّان وانطلقوا في السّهول والوديان، تنسّموا الهواء النّقي، تفيّأوا ظلال الأشجار، وكانت مفاجأةً هدّت أركان الاحتلال، جنّدوا من الجنو د المئات، وألغوا الإجازات، تهلهل الكيان الّذي لا يُقهر، وتحطّمت أسطورةٌ ظنّت أنّها القويّة المنيعة، التي لا يقوى عليها إنسان، ولكن كانت إرادة التّحرّر من الظّلم والقهر هي الأقوى والأشد على ظلمٍ لا بدّ زائل. يا لإرادتهم القويّة! يا لعزمهم الّذي لا يلين ولن يلين. نعم.. لم ينعُم البعض من الأشاوس الستة من مكر الاحتلال، فقد أعيدوا إلى القيد.. ولكن مع العزّة والكرامة.. عادوا بنفوسٍ أبيّة تقول لهم: حاولنا ونجحنا، وسنرى الضّوء ولو كان النفق طويلًا.. وستتكسّر قيود الظّلم مهما طال الزّمان، فالنصر لنا، والغد لنا.. وصدق شاعرنا حينما قال: « وضعوا على فمه السلاسل ربطوا يديه بصخرة الموتى، وقالوا: أنت قاتل! أخذوا طعامه والملابس والبيارق ورموه في زنزانة الموتى وقالوا: أنت سارق! طردوه من كل المرافئ أخذوا حبيبته الصغيرة ثم قالوا: أنت لاجئ يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات، ولم تمت روماً.. بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل..! «