تعاود القارة السمراء احتضان مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا «تيكاد 8» اليوم وغدا في تونس، حيث تتمحور أعمال هذه الدورة حول أولويات التنمية في إفريقيا لمرحلة ما بعد جائحة «كوفيد 19»، وستتوزع على ثلاثة محاور أساسية هي «تحقيق نمو مستدام وشامل مع الحدّ من التفاوت الاقتصادي»، و»بلوغ مجتمع مستقرّ ومرن قوامه الأمن الإنساني» و»بناء سلم واستقرار مستدامين من خلال دعم المجهودات الذاتية لإفريقيا». تحتضن تونس اليوم وغدا مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا «تيكاد» في دورته الثامنة، حيث شرع الرئيس التونسي في استقبال ضيوفه، منذ أمس الأول، وكلّه حرص وعزم على إنجاح هذه القمة التي تكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى أنها تولي أهمية كبيرة لإعادة التركيز الدولى على احتياجات التنمية في أفريقيا من خلال عقد شراكة مع المجتمع الدولي، وتعزيز الحوار السياسي رفيع المستوى بين أفريقيا وشركائها للتنمية، وحشد الدعم لصالح مبادرات التنمية الإفريقية. عين على الاقتصاد وأخرى على السلام في السياق، قال تاديوكي ميشيتا، المسؤول بوزارة الخارجية اليابانية والمعنى بالشؤون الأفريقية: «إن انعقاد القمة هذا العام، يهيمن عليه معاناة العالم من تداعيات وباء كورونا، وأزمة الحرب فى أوكرانيا وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، لهذا ستركز القمة هذا العام على النمو ودعم الاقتصاد ومواجهة تغير المناخ ومكافحة الإرهاب في إفريقيا». وترغب اليابان في التعاون مع إفريقيا من خلال العمل على ثلاثة أعمدة رئيسية، وهي الاقتصاد والمجتمع والاستقرار والسلام. وأضاف ميشيتا، أن القمة ستركز كذلك على منتدى أعمال للشركات اليابانية مع نظيرتها فى إفريقيا لتعزيز التعاون الاقتصادى. أوضح أنه وفي ظلّ الأوضاع الاستثنائية الراهنة بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19»، تشكّل دورة تونس اليوم، مناسبة هامّة لإبراز الالتزام الدولي عامّة والياباني بشكل خاصّ تجاه القارة الإفريقية وتجسيم روح التكافل والتضامن والعمل الجماعى لمواجهة التحدّيات المشتركة وتحقيق أهداف التنمية الشاملة والدائمة. وقال إن اليابان ستواصل من خلال تيكاد 8 العمل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة في إفريقيا، بناءً على مفهوم الأمن البشرى، بهدف «عدم ترك صحة أحد وراء الركب». انتعاش الاقتصاد التونسي يمثل مؤتمر «تيكاد 8» الذي يعقد بالعاصمة التونسية فرصة استثمارية ودبلوماسية هامة لتونس التي تواجه أزمة إقتصادية. وقال المتحدث الرسمي باسم «تيكاد 8» محمد الطرابلسي إن تونس تتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية من خلال مؤتمر طوكيو خاصة على مستوى صورة تونس في الخارج ومدى انعكاسا إيجابيا على المستوى الاقتصادي. وأكد في تصريحات أنه من المنتظر أن يشارك خلال هذه القمة 100 ممثل للشركات اليابانية الكبرى. وأكد أن الدورة السابقة ل «تيكاد» انتظمت في كينيا وعرفت أثرها هذه الأخيرة تطورا كبيرا للاستثمارات.. وأشاد بأهمية العلاقات الثنائية والتعاون المالي بين تونسواليابان. ويرى مراقبون للمشهد الاقتصادي التونسي أن «تيكاد» سيكون فرصة لإنعاش الاقتصاد التونسي واسترجاع ثقة المستثمرين. وأكد أستاذ الاقتصاد التونسي رابح بوراوي، أن هذا المؤتمر سيكون منطلقا للاستثمارات اليابانية في منطقة شمال افريقيا.. مضيفا أن انعقاده في تونس، سيكون له وقع على مستوى تحسن الاقتصاد التونسي الذي يعاني من بعض المصاعب، ما سيجعل تونس تتموقع في الساحة الاقتصادية الدولية كوجهة استثمارية. وتوقع بأن تكون تونس قد أعدت بدورها مشاريع لعرضها على الجانب الياباني في إطار الشراكة الثنائية بين البلدين. فيما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسيةاليابانية، الهادي بن عباس، أنه تم الاختيار على 81 شروعا لعرضهم على الجانب الياباني خلال (تيكاد 8) .