يعيش قطاع التربية الوطنية المغربي منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي، سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات عن العمل التي تخوضها عدة فئات تعليمية، احتجاجا على أوضاعها، وللمطالبة بتسوية ملفاتها. إلى جانب الإضراب الوطني لأساتذة التعاقد، والإضرابات التي يعتزم خوضها المقصيون من خارج السلم وأساتذة الزنزانة 10، واحتجاج الأساتذة العرضيين وغيرهم، قرّر الأساتذة ضحايا تجميد الترقيات، الدخول في إضراب وطني عن العمل، مع اعتصام مفتوح أمام مديرية الموارد البشرية التابعة للوزارة في اليوم الأول من الإضراب. واعتبر الأساتذة أنّ ما يحدث لهم وصمة عار على جبين الدولة التي تشن هجوما غير مسبوق بسياستها التضييقية على نساء ورجال التعليم، مستهدفة أبسط حقوقهم التي يكفلها الدستور، من الأجرة والترقية إلى حرية الاحتجاج وحرية التعبير. وفي السياق، أعلنت السكرتارية الوطنية لموظفي وزارة التربية للمقصيين من خارج السلم بالمغرب، عن إضراب وطني يبدأ اليوم وسيستمرّ إلى الخميس، وتنظيم وقفة احتجاجية، غدا الأربعاء، أمام مقر وزارة التربية، تزامنا مع تخليد اليوم العالمي للمعلم. وقالت السكرتارية المغربية في بيان لها، أمس الأول: "أمام سياسة العبث والتماطل التي تنهجها الحكومة في التعاطي مع قضايا القطاع ونساء ورجال التعليم، وإفراغ الحوار من محتواه، والاستمرار في إقصاء أساتذة الابتدائي والإعدادي وملحقي الإدارة والاقتصاد والملحقين التربويين من حقهم في الترقي إلى الدرجة الممتازة (خارج السلم)، ندعو كل المقصيات والمقصيين إلى خوض إضراب وطني أيام 4 و5 و6 أكتوبر 2022، والمشاركة بكثافة في الوقفة الممركزة أمام وزارة التربية بالرباط". وأكّدت في السياق أنّه "لا إصلاح للتعليم دون إصلاح الأوضاع المادية والمعنوية والمهنية لنساء ورجال التعليم"، معتبرة أنّ "أي نظام أساسي لا ينصف المقصيين وكافة نساء ورجال التعليم هو عبث يستهدف التعليم العمومي". وحملت السكرتارية المغربية لموظفي وزارة التربية للمقصيات والمقصيين من خارج السلم، الحكومة مسؤولية الاحتقان بقطاع التربية، والذي سيسبّبه عدم التعاطي بجدية مع ملف المقصيين من خارج السلم، ومطالب نساء ورجال التعليم عموما لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والإدارة التابعة لها، مشدّدة على أنّ "ما لا يأتي بالنضال يأتي بمزيد من النضال". وفي سياق الاحتجاجات التي تفاقمت بقطاع التربية، أعلنت التنسيقية الوطنية لأساتذة "الزنزانة 10" خريجي السلم التاسع بالمغرب، 5 أكتوبر يوما ل "غضب المدرس" مع حمل الشارة السوداء خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. ويطلق اسم أساتذة "الزنزانة 10" على الأساتذة خريجي السلم 9، الذين لم يحصلوا على الترقية رغم أنّهم استوفوا شرط 14 سنة من الأقدمية عكس زملائهم من خريجي السلم 10. يشار الى أنّ قطاع التربية والتعليم العالي في المغرب يعرف احتقانا كبيرا، جراء تأزم الاوضاع الكارثية التي تعيشها الكثير من الفئات، ما دفعها للخروج الى الشارع احتجاجا على الأوضاع المزرية، خاصة بعد فشل الحوار القطاعي بين وزارة التربية والنقابات الخمس الأكثر تمثيلية في الاستجابة إلى أدنى مطالب العمال في هذا القطاع. نقابة التّعليم العالي تعلن التّصعيد في السياق، أعلن المكتب الوطني للنقابة المغربية للتعليم العالي والبحث العلمي عن تنظيم وقفة احتجاجية وطنية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالرباط، احتجاجا على أساليب التسويف والتجاهل للمطالب العادلة للأساتذة الباحثين. وأكّدت نقابة التعليم العالي في بيان لها، مضيّها في تنزيل برنامجها النضالي التصعيدي، دفاعا عن المطالب العادلة، وفي مقدّمتها نظام أساسي جديد وعادل منصف ومحفز، يستوعب كل فئات الأساتذة الباحثين دون استثناء أو تمييز خارج منطق الفئوية التراتبية، على قاعدة الزيادة الوازنة في الأجور المجمدة منذ ربع قرن.