تتجه أنظار العرب قاطبة إلى الجزائر من أجل متابعة اجتماع القادة العرب الذي سيلتئم بالمركز الدولي للمؤتمرات، اليوم وغدا، منتظرين من الرؤساء والملوك الخروج بنتائج قيمة تتماشى مع رغبة الشعوب العربية التواقة إلى تشكيل تكتل عربي يخدم الجميع دون استثناء. القمة 31 جعلت منها الجزائر حدثا متزامنا مع الذكرى ال 68 الذي يعد تاريخا عزيزا على كل العرب، لأنه يمثل اندلاع أعظم ثورة في التاريخ انتهت باستقلال الجزائر بعد أن سقط في ميدان الشرف أزيد من مليون ونصف مليون شهيد، لنكون اليوم جميعا مع حدث آخر تسعى الجزائر من خلاله «لمّ الشمل». ويستهدف القادة المجتمعون في قصر المؤتمرات بداية من اليوم، تحقيق توافق شامل يتماشى مع التوافقات التي اختتمت بها أشغال الاجتماع الوزاري الذي ترأسه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، خاصة وأن الجميع يصبو إلى خط إعلان توافقي. وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية، سمير محرز، في اتصال هاتفي مع «الشعب» إن بوادر نجاح القمة العربية التي تنعقد اليوم الثلاثاء، أضحت بارزة وظاهرة للجميع، لاسيما بعد توصل وزراء الخارجية العرب إلى توافقات بشأن جميع الملفات التي تم مناقشتها يوم الأحد. ويضيف محرز في هذا السياق «تم التأكيد على القرارات السابقة الخاصة بدعم السودان والتوافق على الذهاب لانتخابات رئاسية ليبية لإنهاء المراحل الانتقالية التي عاشتها ليبيا إضافة لمناقشة الكثير من المواضيع تتعلق بالأمن القومي العربي، وبالأساس القضية الفلسطينية والسورية والوضع السياسي في دولتي جيبوتي والصومال». ويقول أستاذ العلوم السياسية، إن كل هذه الوقائع تؤكد أن القرارات التي جرى التوصل إليها متوازنة وتحقق طموحا ومصالح الشعب العربي، وأن القمة العربية بالجزائر كانت ناجحة جدا على مستوى وزراء الخارجية. ويبرز المتحدث ذاته، أنه بالإمكان أن يكون هناك توافق عربي كما يمكن أن نرى تطبيقا لمخرجات وتوصيات القمم السابقة، شريطة توفر الإرادة السياسية للقادة العرب جميعهم، في حين شدد على ضرورة وجود نية حقيقية من أجل التنسيق والعمل العربي المشترك، وهو ما اعتبره محرز شرطا أساسيا للمضي في تنفيذ القرارات السابقة مستقبلا. ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن الجزائر أبانت عن نية وإرادة واضحة من خلال هذه القمة، بدءا من شعار «لمّ الشمل العربي»، ومن خلال سعي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى إيجاد حلول لبعض المعضلات الأمنية والمشاكل السياسية الواقعة في المنطقة العربية بصفة عامة. وبشأن الرهان الذي ينتظر القادة العرب، اليوم وغدا، لفت إلى السعي لإيجاد حلول لأكبر قدر من الأزمات الاقتصادية كما هو الوضع في لبنان والمشاكل السياسية والأمنية والتوافق على إيجاد مخارج للقضية الفلسطينية وبالتالي التحدي الجزائري قائم في لمّ الشمل العربي. وفي جواب على سؤال آخر، يذكر محرز أن قمة الجزائر ستركز على ضرورة العمل العربي المشترك والتنسيق الأمني والتكامل الاقتصادي ومجابهة التحديات السياسية والاقتصادية من خلال تمكين وتفعيل التعاون، إضافة للعمل على إيجاد حلول للقضايا الكبرى كالقضية الفلسطينية وإيجاد حل للأزمة الليبية والسورية واليمنية.