حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ،امس، اسرائيل من أن شن عملية برية على غزة قد يكلفها خسارة جانب كبير من الدعم الدولي الذي تلقاه، مضيفا ان مثل هذه العملية تهدد بتمديد النزاع، وقال هيغ في تصريح إعلامي «ان رئيس الوزراء وانا شخصيا أكدنا لنظيرينا الاسرائيليين ان اي غزو بري لغزة سيكلف اسرائيل خسارة جانب كبير من الدعم الدولي الذي تحظى به في هذا الوضع مشدداً على ان الغزو البري يصعب كثيرا دعمه بالنسبة للمجتمع الدولي». في المقابل،اعتبرت جهات اسرائيلية انئالجيش استنفذ إمكانية تحقيق أهداف العملية العسكرية «عامود السحاب»، عبر القصف الجوي، وهو ما جعل النقاش محتدماً حول العملية العسكرية. ففيما يدعوا قياديون عسكريون ووزراء في الحكومة الاسرائيلية الى ضرورة توسيع العمليات والدخول في عملية برية الى غزة، يسعى رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، الى تخفيف حدة الضغوط على اسرائيل من قبل مصر والولايات المتحدة، حول العملية البرية، ويطرح امكانية التوصل الى تهدئة مع حماس بشروط تضعها اسرائيل ولا تظهر حركة حماس منتصرة، مهددا ان بلاده ستكثف قصفها اذا لم توافق حماس على شروط اسرائيل لوقف اطلاق النار،وقال نتانياهو في بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان «الجيش مستعد لتوسيع العملية بشكل كبير، مشيراً الى ان الجنود مستعدون لاي تحرك قد يحدث». وارتفعت إثارة الاجواء الحربية الى ذروتها، حيث شهدت شوارع رئيسية بين مدن كبرى حالت استنفار غير مسبوقة للجيش والشرطة واغلاق كبرى الشوارع لدخول عشرات المدرعات والحافلات العسكرية اليها، في مقابل قصف مكثف للصواريخ الفلسطينية واعتراف اسرائيل بأن الحركة تمتلك صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، قادرة على تهديد مركز اسرائيل، وحتى ما بعد تل ابيب. هذه الوضعية جعلت الأصوات الداعية الى عدم تنفيذ عملية برية تتفوق على الاصوات الداعية الى تنفيذها، للمخاطر المتوقعة من هذه العملية. وقد اجرى نتانياهو اتصالات مكثفة مع الرئيس الامريكي، باراك اوباما، وجهات دولية اخرى في محاولة لفرض شروط التهدئة بالشكل الذي تريده اسرائيل. وضمن ما يتوقعه اسرائيليون ان يطرح نتانياهو الالتزام بعدم المس بقادة حماس وبرفع الحصار عن قطاع غزة، مقابل وقف التزود بالصواريخ وبجعل غزة منزوعة السلاح وتحت إشراف دولي، باعتبار ان عدم وجود مثل هذه الشروط فان حماس سيعود من جديد للتزود باسلحة اكثر تطورا تحضيرا لجولة الاشتباكات المقبلة. ومع وصول، صواريخ المقاومة الى تل ابيب والقدس و التي جعلت ملايين الاسرائيليين ينزوحون الى الملاجئ، اضافة الى الجهود الدولية للتهدئة، تأكدت حكومة اليمين، ان أهداف العملية العسكرية لم تحقق نجاحها المنتظر حتى على الصعيد الانتخابي، ولم ينجح نتانياهو في اقناع الصهاينة انه الشخص المناسب لضمان أمنهم.