أجمع أساتذة جامعيون مختصون في مجال الإعلام الآلي أمس بالبليدة على ضرورة تشجيع المؤسسات الناشئة على الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يعد من أهم روافد الاقتصاد الوطني مستقبلا. أوضح الأستاذ الباحث بجامعة نيويورك تخصص إعلام آلي، رياض البغدادي في مداخلته التي عرفت حضورا لافتا لطلبة جامعة سعد دحلب من مختلف التخصصات، أنه لابد من إيلاء أهمية كبيرة لتشجيع الشباب على دراسة تخصص الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيه كونه يعد القاطرة التي تقود الثورة التكنولوجية الحديثة. وأضاف أن "دول عظمى لديها اقتصاد قوي على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والصين ودول الإتحاد الأوروبي تولي أهمية بالغة لتطوير والاستثمار في هذا المجال الذي ساهم في اكتشاف اختراعات جديدة سهلت حياة الإنسان على غرار تلك التطبيقات الخاصة بالهواتف النقالة الذكية والسيارات ذكية القيادة". وقال إن نحو 50 بالمائة من مداخيل الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأربعين سنة الأخيرة كانت مبنية على اكتشافات واختراعات حققتها شركات معروفة في هذا المجال على غرار غوغل وفايسبوك وآبل وغيرها من المؤسسات المختصة في هذا المجال. وفي هذا الصدد، دعا الأستاذ البغدادي الطلبة الحاضرين الذين تفاعلوا معه من خلال طرح الأسئلة، إلى الاهتمام ودراسة هذا المجال لاسيما في ظل توفر جميع المراجع والمحاضرات التي تلقى على مستوى الجامعات العالمية مجانا عبر شبكة الانترنت بالإضافة الى تعلم اللغة الانجليزية نظرا إلى أن جميع المراجع والأبحاث المتعلقة بهذا المجال صادرة بهذه اللغة. بدوره، أكد الدكتور بجامعة التكنولوجيا بماليزيا، حمزة حنطاوي في مداخلته هو الآخر على دور الذكاء الاصطناعي في تطوير مختلف المجالات العلمية الأخرى على غرار المجال الصحي والطبي. وأشار الأستاذ حنطاوي إلى أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تخفيض تكلفة اكتشاف أدوية جديدة وكذا ربح الوقت لافتا إلى أن فترة اكتشاف دواء جديدة كانت تترواح في الماضي ما بين 10 و15 سنة إلا أنه بفضل استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي أضحت الشركات العالمية تتمكن من اكتشاف الجزئيات الخاصة بصناعة الأدوية في فترة لا تتعدى الثلاثة أشهر فقط. وقال إن أزمة انتشار جائحة كورونا بينت أهمية الذكاء الاصطناعي في اكتشاف اللقاحات المضادة للأمراض والأوبئة والأدوية الجديدة في ظرف زمني قصير مما استدعى إيلاء أهمية بالغة الى تدريس هذا المجال والاستثمار فيه.