جريدة «الشعب» أول من كتب عن ملف المفقودين ونشرت صورهم في 1962 تطرق الباحثون في منتدى جريدة «المجاهد» أمس، إلى ملف المفقودين الجزائريين في معركة الجزائر في الفترة 1957-1958، وأعلنوا عن مشروع الجزائريين المخطوفين قسريا من طرف المظليين الفرنسيين، والذي مكنهم من الاتصال بعائلات المفقودين، والبحث في هذا الملف بناء على الوثائق والصور. أوضحت الباحثة الجزائرية مليكة رحال، في مداخلتها أن المظليين الفرنسيين قاموا بقمع الجزائريين بالعاصمة خلال ما أسموها بمعركة الجزائر، اختطفوا جزائريين من مختلف الأعمار والمهن قسريا، ولحد الآن يجهل مصيرهم. وأكدت رحال أن القمع كان وحشيا ضد الجزائريين مسّ كل الأعمار أصغرهم عمره 15 سنة اسمه سعيد خميسة، حيث كانت الأحياء الجزائرية ضحية لهذا القمع، وأشارت المؤرخة إلى أن من بين المفقودين عاملون في المصانع أو الموانئ، أو حارس بلدية، أو بائعو التبغ، محامون مثل علي بومنجل، معلمون وتلاميذ. وأضافت:» عائلات المفقودين بحثت عنهم منذ 1957، لكنها لم تتلق ردا إيجابيا من طرف الإدارة الاستعمارية التي كذبت عليهم وأخبرتهم بأنه أطلق سراحهم والحقيقة عكس ذلك». وأوضحت رحال أن الهدف من دراستهم هي الإجابة لاحتياجات عائلات المفقودين الذين ما يزالون يبحثون عن ضحايا قمع 1957، ولم يعثروا على وثائق، وإخراج ملف المفقودين من النسيان وتحقيق العدالة بالاعتراف بجريمة اختطافهم قسريا. قال المؤرخ الفرنسي فابريس ريسي بوتي Fabrice récit petit أنه نهاية 2018، استحدث موقع الكتروني باسم» نداء طلب شهود»، للحصول على شهادات ووثائق عن المفقودين في ما سميت معركة الجزائر، بعدما عثر على وثائق في الأرشيف الفرنسي وهي رسائل لعائلات المختطفين إلى رئيس البلدية يستفسرون عن مصير أزواجهم وأبنائهم الذين اختفوا لأيام. وأشار إلى أن الموقع الالكتروني استقطب اهتمام عائلات المفقودين الذين راسلوا الموقع وأدلوا بشهادتهم. وجاء فيه:» على أساس قائمة غير مكتملة عثر عليها في الأرشيف الفرنسي والتي تتناول أسماء أشخاص قبض عليهم من قبل الجيش ومبحوثين من قبل عائلاتهم في 1957، نحن نتقدم اليوم بدعوة منكم للإدلاء بشهادات من أجل التعرف على جميع أولئك الذين تعرضوا للاختطاف في الجزائر العاصمة من قبل المظليين في 1957، سواء نجوا أم لا، وذلك بتحصيل كل ما توفر من مستندات وصور من العائلات التي توّد مشاركتها معنا من أجل الإشهار بتاريخ هؤلاء المفقودين المجهولين والإقرار به». وأوضح المؤرخ الفرنسي انه في 1957 خلال «معركة مدينة الجزائر»، والتي تدعى كذلك بالقمع الكبير للجزائر العاصمة، قام المظليون الفرنسيون بقيادة اللواء ماسو، بناء على أوامر من الحكومة الفرنسية، باختطاف الآلاف من الرجال والنساء، في حين تعرض أغلبية هؤلاء للتعذيب، كما اختفى الكثيرون منهم. معركة الجزائر مفهوم أطلقه المجرم ماسو أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم ، أن اختفاء الجزائريين قسريا في معركة الجزائر في 1957، هو جريمة ضد الإنسانية، واصفة إياه بالقمع الوحشي ضد المدنيين. وكشفت المحامية أن جريدة «الشعب» هي أول من كتب عن ملف المفقودين ونشرت صور المفقودين في 1962.