بعد مفاوضات طويلة وصعبة تجاوزت الموعد المحدد لانتهاء مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب 27)، أقرّ المندوبون خلال جلسة عامة ختامية، أمس الأحد، في شرم الشيخ على البحر الأحمر، نصّا ختاميا يحث على خفض "سريع" للانبعاثات، فضلاً عن إنشاء صندوق لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تتكبّدها الدول النامية جراء التغير المناخي. حثّ رئيس المؤتمر وزير خارجية مصر سامح شكري المندوبين، من حوالي 200 بلد، مجتمعين منذ أسبوعين في منتجع شرم الشيخ على اعتماد القرارات التي ستعرض عليهم، مؤكّداً أنّها تعكس "توازنات دقيقة"، و«الطموح الأعلى الذي يمكن تحقيقه في الوقت الراهن"، في إشارة إلى الصعوبات التي واجهها المؤتمر.فيما صفّق الحضور عند إقرار هذا الصندوق الذي تطالب به الدول النامية منذ سنوات طويلة، وكانت تتحفّظ عليه الدول الغنية حتى الآن. وكاد ملف "الخسائر والأضرار هذا" يفشل المؤتمر برمّته قبل أن تحصل تسوية بشأنه في اللحظة الأخيرة تبقي الكثير من المسائل عالقة، لكنها تقر مبدأ إنشاء صندوق مالي محدّد لهذا الغرض. تراجع ونقاشات حادّة إلى ذلك، أقرّ المؤتمر إعلاناً ختامياً يحث على خفض "سريع" لانبعاثات غازات الدفيئة، ويعيد التأكيد على هدف حصر الاحترار ب 1,5 درجة مائوية. وكان النص المتعلق بخفض الانبعاثات موضع نقاشات حادة، إذ ندّدت دول كثيرة بما اعتبرته تراجعا في الأهداف المحدّدة خلال المؤتمرات السابقة ولا سيما إبقاء هدف حصر الاحترار ب 1,5 درجة مائوية، لاسيما أن الالتزامات الحالية للدول المختلفة لا تسمح بتاتاً بتحقيق هدف حصر الاحترار ب 1,5 درجة مائوية، إذ تفيد الأممالمتحدة بأنها تسمح بأفضل الحالات بحصر الاحترار ب 2,4 درجة مائوية في نهاية القرن الحالي. لكن مع بلوغ الاحترار حوالي 1,2 درجة مائوية حتى الآن، كثرت التداعيات الكارثية للتغير المناخي.