عاد السؤال الجوهري ليهيمن على تفكير الأولياء بولاية بومرداس ويطرح من جديد ككل سنة مفاده، أين هي الوجهة السياحية والترفيهية خلال العطلة المدرسية، وكيف يمكن تحقيق رغبة الأطفال الذين هم بحاجة الى فسحة ترفيه في ظل غياب المنتزهات وحدائق الألعاب والتسلية والمسالك السياحية المهيأة التي تحدثت عنها مديرية السياحية في عدد من الفضاءات الغابية والجبلية في إطار تشجيع السياحة الوطنية والوجهة الداخلية، خصوصا بعد تحسن الوضع الصحي وانتعاش حركة تنقل العائلات؟. هو سؤال قديم جديد لم يقتصر ترديده على العائلات والأطفال وحتى الشباب الذين يبحثون عن فضاءات عامة مهيأة وتتوفر على خدمات وأنشطة مختلفة بإمكانها إيجاد حركية سياحية واقتصادية للولاية، بل تم طرحه في كثير من المناسبات في شكل تساؤلات واقتراحات من قبل متعاملين وهيئات، وحتى أعضاء منتخبين بالمجلس الشعبي الولائي، ضمن مقترحات لجنة السياحة التي تساءل أعضاؤها عن سبب افتقاد منطقة سياحية مثل بومرداس، إلى حظيرة وطنية أو حديقة ألعاب بمعايير عالمية، أو حديقة للألعاب المائية، رغم الإمكانات الطبيعية والغابية التي تتميز بها ومصبات الأودية والمناطق الرطبة والسدود، فهي ولاية تمتلك كل مقومات الجذب السياحي، خصوصا في هذه الفترة من السنة التي يقل فيها الإقبال على البحر والشريط الساحلي. وأمام هذه الوضعية، فضلت كثير من العائلات بولاية بومرداس، بحسب ما رصدته "الشعب"، القيام بزيارات ورحلات استجمام - في الغالب - إلى الولايات المجاورة بسبب قرب المسافة من جهة، ووجود عدد من الفضاءات الغابية المعروفة على المستوى الوطني، أهمها حظيرة تيكجدة بولاية البويرة، جبال الشريعة، غابة إعكوران بولاية تيزي وزو، إضافة إلى الفضاءات المعهودة المتواجدة بالعاصمة، كحديقة الحيوانات والتسلية ببن عكنون، حديقة التجارب بالحامة، منتزه الصابلات... وعدد من فضاءات الألعاب بباب الزوار. في حين، تفضل بعض العائلات التوجه إلى عدد من الفضاءات الطبيعية القريبة، ولو لساعات خلال اليوم، من أهمها المسلك الطبيعي على مستوى سد قدارة الذي بدأ يستقطب عددا كبيرا من العائلات خلال نهاية الأسبوع، في ظل الأجواء المشمسة، على الرغم من ضعف مستوى الخدمات والتهيئة المطلوبة، بالإضافة الى منطقة سد بني عمران، أعالي الناصرية، جبل بوعربي والميناء القديم بدلس، وبعض الحدائق العامة بعاصمة الولاية، من أهمها حديقة النصر التي استفادت من أشغال تهيئة لاستقبال العائلات والزوار. 8 مناطق توسع سياحي تنتظر التهيئة لعل وجهة الجنوب والمناطق الحموية من حمامات معدنية وغيرها، جديرة بالإشارة. فقد بدأت تلقى مزيدا من الاهتمام من قبل العائلات والوكالات السياحية التي تتنافس على تنظيم رحلات بمناسبة العطلة الشتوية، وأخرى بادرت إليها اللجنة الولائية للخدمات الاجتماعية لعمال التربية التي حددت وجهتين، أولاهما داخلية، والثانية خارجية إلى تونس، لفائدة العائلات والتلاميذ. وتبقى هناك محطات حمامات دباغ بقالمة، قرقور بسطيف وبوحجر بمعسكر، وغيرها من الوجهات الهامة خلال هذه العطلة. وفي انتظار تجسيد مناطق التوسع السياحي الداخلي الثماني بولاية بومرداس، وهي التي تشمل منطقة "ايغيل" ببلدية الناصرية، منطقة "ثلاث" بعمال، "القلعة" و«بوقري" ببلدية بني عمران، منطقة "ذراع الحفة" ببلدية الأربعطاش ومنطقة بوزقزة قدارة، إلى جانب ثلاثة مسالك سياحية في كل من سد الحميز، قاعدة الحياة بالأربعطاش، سد بني عمران، منطقة "اسواف" الغابية ببلدية دلس... تبقى العائلات البومرداسية وفئة الشباب في رحلة بحث دائمة عن بدائل سياحية وترفيهية أخرى، كان بالإمكان توفيرها محليا بفضل مجمل المشاريع المقترحة للإنجاز منذ عدة سنوات.