احتضنت قاعة المحاضرات لفندق «ايدن» دورة تكوينية حول المعجم التاريخي للغة العربية، من تنظيم اتحاد المجامع اللغوية والعلمية العربية بالجزائر، وجامعة الجيلالي اليابس لسيدي بلعباس، حيث نشطت جلسات عن طريق الحضور وعن بعد. صرح الدكتور بلعيد صالح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في مداخلة له، أن هذه الدورة من بين سلسلة الدورات التكوينية السنوية التي يتم تنظيمها بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وشهر اللغة العربية الذي أقرته الجزائر، والذي يصبو إلى تقييم ما انجز خلال السنة، وإضافة أعضاء جدد إلى المجموعة الجزائرية التي يرأسها 10 خبراء، مضيفا أن كل خبير يجمع 10 باحثين ويجري العمل على إضافة 20 باحثا جديدا من جامعة سيدي بلعباس، حتى تكون المجموعة ب120 باحث. وأضاف البروفيسور، أن الهدف من ذلك يرمي إلى اطلاع الباحثين بكل جديد، خاصة المنصة الرقمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لجعلهم في مستوى خدمة اللغة العربية، قائلا إن المجلس يشرف على 36 مجلدا للأحرف التسعة من الهمزة إلى الدال، وسيكون في السنة المقبلة 72 مجلدا. وأشار إلى أن هذه الدورة، التي تتزامن مع الاحتفال بشهر اللغة العربية وتطوير الجامعة الجزائرية، يراد منها تحقيق المزيد من الانجازات، حتى تحتفظ المجموعة الجزائرية بمرتبتها الأولى عربيا من بين 12 مجموعة عربية، وتعمل حاليا على حرف الضاد، وحول كيفية جعل الباحثين في خدمة اللغة العربية وجعل وسائل الاعلام ترافق المشروع لجذب القارئ لتصحيح أخطائه. كما كشف المتحدث، أن الندوة التكوينية لتحسين أداء المجموعة الجزائرية في منجز القرن، وهو المعجم التاريخي للغة العربية تسعى لاستقطاب كفاءات عربية، تخص بالدرجة الأولى الذكاء الاصطناعي والمنصة الرقمية، حتى يكون المعجم في حجم قيمة اللغة التي تحوي 12 مليونا و300 ألف و912 كلمة، مضيفا أنها اللغة الوحيدة التي يمتد ماضيها في حاضرها وهي لغة القرآن الكريم واللغة التي تعرف تطورا، حيث أنها أصبحت تستعمل من قبل 63 دولة كلغة رسمية، بعدما كانت تستعملها 22 دولة فقط في 2012، بينما اللغات الأخرى تعرف الترقية، كما لها خصوصيات لا توجد في اللغات الأجنبية الأخرى. وواصل القول بأن المجلس الأعلى للغة العربية، أصبح يجتهد لأجل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وتطوير من خلاله الباحثين الذين يجمعون بين فقه اللغة والذكاء الاصطناعي، موضحا أنه قد نجح بنسبة 95٪ ومازالت البحوث البينية تتواصل لتحقيق الغاية، والربط بين القول والفعل. وأضاف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن المعجم التاريخي للغة العربية هو المعجم الوحيد في العالم الذي ينجز بتقنية الذكاء الاصطناعي، من خبراء درسوا في جامعات عربية وباللغة العربية. وعن توصيات الندوات السابقة، كشف المتحدث أنها حثت على تكثيف اللقاءات لإنجاح المشروع المخطط له لآفاق 2026، حيث تم إنجاز 5 آلاف جرد من بين 16800 جرد وأيضا البحث عن البحثة للقيام على صناعة المعجم والابقاء على العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وفقه اللغة للوصول إلى المبتغى، ومراعاة الجانب التطبيقي مع الجانب النظري، وبالتالي مواصلة العمل والاستثمار في التقنات المعاصرة والذكاء الاصطناعي لحسن التدبير ولربح الوقت. وحسب الدكتور بلعيد صالح، فإن المنصة الرقمية، مكنت من التقليل من نسبة الخطأ إلى 1٪ وأيضا ربح الوقت وتقليل المصاريف. وعن واقع اللغة العربية في الجزائر، صرح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أن هذه الأخيرة تطورت عن السنوات الماضية، حيث عرفت حسن الاتقان والتقدم، بالرغم من الثغرات والتقارير التي وردت من المدارس الابتدائية خلال السداسي الاول من السنة، عن الضعف اللغوي، وأرجع ذلك إلى الركود الذي عرفته الجزائر بسبب جائحة كورونا، وأيضا بسبب دخول المستجدات والتقنات المعاصرة، وطمأن قائلا إن اللغة العربية بخير، مادام يهتم بها باحثون وإعلاميون ومنتجو الافكار، إضافة إلى التسهيلات التي قدمها رئيس الجمهورية لمواكبة ومرافقة لغة الضاد التي أصبحت في المرتبة الخامسة، ويسعى المجلس لوصولها إلى مرتبة أحسن بين اللغات الأجنبية.