لن يفتقد المنتخب الوطني للاعبين المحليين لخدمات أحمد قندوسي بعدما تعاقد مع فريق من خارج البطولة، ويتعلق الأمر بالأهلي المصري الذي أصدر بيانا أكد فيه أنّ اللاعب سيواصل المغامرة القارية مع المنتخب في «الشان» تقديرا للعلاقة الطيبة بين النادي المصري والجماهير الجزائرية، وبذلك سيكون قندوسي حاضرا خلال مواجهة النيجر. يرتقب أن يظهر قندوسي بمستوى فني أفضل خلال المواجهة المقبلة أمام منتخب النيجر في نصف نهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بعدما حسم مستقبله بالانتقال إلى الأهلي المصري، الذي أكّد في بيان رسمي تعاقده مع اللاعب قبل أن يصدر بيانا آخر يؤكّد فيه أنّ قندوسي سيواصل المغامرة مع المنتخب الجزائري في البطولة الافريقية، وهذا لدعم قدرات المنتخب بالمنافسة على اللقب القاري. ورغم أنّ قندوسي لم يظهر بمستواه المعهود، إلا أن بوقرة كان يسانده من خلال الاعتماد عليه في كل مرة كأساسيا، والمرة الوحيدة التي بقي فيها على دكة البدلاء كانت أمام موزمبيق خلال الجولة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات بعد ضمان التأهل إلى ربع النهائي. قرار الأهلي المصري بترك قندوسي مع المنتخب الوطني أثلج صدر بوقرة، خاصة أنه لن يكون من السهل عليه تعويض قندوسي، إلا أنّه كان سيكون مضطرا لإيجاد حل جذري لغيابه عن بقية البطولة من خلال منح الثقة للاعب آخر ينشط مكانه، وهنا تتواجد بعض الخيارات المتاحة مثل الاعتماد على جحنيط أو اللاعب بكير، وهو الأمر الذي يبدو منطقيا، خاصة أن هذان العنصران يمتلكان الامكانيات اللازمة التي تسمح لهما بمنح الاضافة للمنتخب، إلا أنّ قيمة قندوسي تبقى كبيرة وتواجده أمام النيجر سيمنح العديد من الحلول للناخب الوطني. من حسن حظ بوقرة أن فترة الانتقالات الشتوية تشارف على نهايتها، وبالتالي لن يكون بالإمكان مواجهة سيناريو مشابه لما حدث لقندوسي، ورغم احترافية الأهلي المصري إلا أنّ الأمور كان يمكن أن تكون مغايرة لو كان الأمر يتعلق بفريق آخر. كان قندوسي قد تلقى العديد من العروض من مصر خاصة، حيث تنافست ثلاثة فرق على خدماته، ويتعلق الامر بكل من الاهلي والزمالك، إضافة الى بيراميدز كما تلقى اللاعب عرضا من البرتغال وآخر من أوكرانيا، حسب التصريحات التي أدلى بها ابراهيم العرباوي، المدير العام للفريق لقناة «أون تايم سبورت» المصرية. قيمة انتقال اللاعب الى الاهلي المصري قدرت بمليون دولار، حيث سيتم تقسيم القيمة الى نصفين 500 الف دولار ستدخل خزينة الفريق مباشرة بعد الامضاء، والقيمة المتبقية ستكون بعد نهاية الموسم، وهو الأمر الذي لاقى استحسان إدارة الاهلي، خاصة أنّها ستخوض تحدّيات كبيرة في الفترة المقبلة منها المشاركة في كأس العالم للأندية. تلقّى اللاعب أيضا عرضا مماثلا لعرض الاهلي من الناحية المالية من فريق مولودية الجزائر، إلا أنّ قندوسي فضّل الاحتراف خارج الوطن من خلال الانتقال إلى أحد عمالقة الكرة الافريقية، وهو الفريق القادر على منح اللاعب الدفعة اللازمة من أجل التطور والبروز والتواجد مع المنتخب الوطني الاول. كما أنّ الأمر الذي حسم الأمور لصالح الاهلي المصري هو الجدية والشفافية التي تعاملت معها إدارة الفريق مع موضوع التعاقد مع قندوسي، من خلال إرسال مسؤول التعاقدات أمير توفيق، الذي حلّ بمدينة سطيف الخميس الماضي، وباشر التفاوض مع عبد الحكيم سرار حول كيفية التعاقد مع اللاعب. وقبل حلول أمير توفيق بمدينة سطيف كان رئيس الاهلي المصري محمود الخطيب قد تحادث هاتفيا مع نظيره في الوفاق، وأكد له رغبته في التعاقد مع قندوسي، ولإثبات حسن النية قام بإرسال مسؤول التعاقدات بالفريق لإنهاء الصفقة التي جرت مفاوضاتها في شفافية كبيرة. على عكس النادي الأهلي لم يكن الزمالك في نفس مستوى الاحترافية من خلال تفضيل إدارته التعامل بطريقة غير مباشرة مع إدارة الوفاق، وهذا من خلال تكليف أحد وكلاء اللاعبين من أجل التفاوض معها، مع اشتراط هذا الأخير حصوله على نسبة من الصفقة، وهو الأمر الذي اعتبرته إدارة الوفاق تقليل من قيمتها ومن قيمة اللاعب. إدارة الزمالك لم تكن تريد التعاقد مع اللاعب بصفة مباشرة، حيث طلبته على سبيل الاعارة لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد مقابل 400 ألف دولار، وهو ما يتعارض مع رغبة إدارة الوفاق التي كانت تريد بيع عقد اللاعب بصفة نهائية من أجل الحصول على مقابل مالي مجزي بالنظر إلى حاجتها الكبيرة لسيولة مالية في الفترة الحالية. اللاعب من جهته أبدى سعادته بالانتقال الى الاهلي المصري، حيث قال في تصريح للقناة الرسمية للوفاق على «الفيسبوك» «أؤكّد لأنصار الوفاق أنّني أمضيت بصفة رسمية في فريق الاهلي المصري، حيث حقّقت حلمي بالانتقال إلى أحد أكبر واعرق الاندية في افريقيا، ولا أفوّت الفرصة لأشكر كل من دعّمني في الوفاق سواء أنصار أو لاعبين، وحتى المسيرين الذين وقفوا إلى جانبي في أصعب الظروف». قندوسي لم ينس فضل الوفاق، حيث قال «لولا وفاق سطيف لما وصلت لأكون لاعبا في المنتخب الوطني للاعبين المحليين والمشاركة في بطولة افريقيا، والفضل الأكبر يعود للوفاق الذي منحني المكانة التي أتواجد عليها اليوم».