يعدّ مشكل النفايات وانتشار المفرغات العشوائية التي ترمى هنا وهناك ببلدية تيزي وزو، من أهم المشاكل الكبرى المسجلة والتي أرقت حياة السكان وشوّهت المظهر الجمالي والحضاري للمدينة، ناهيك عن تاخر استكمال مختلف المشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية، التي للأسف بقيت حبيسة الأدراج منذ سنة 2009 والمتعلقة خصوصا بمشاريع سكنية، وكذا بناء ملاعب بلدية وأسواق جوارية وترميم الطرقات وتهيئة بعض الأحياء. ولعل من أوليات رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تيزي وزو المنتخب، هو نفض الغبار عن هذه المشاريع وإيجاد حلول عاجلة لاسترجاع المظهر الحضاري للبلدية الذي شوّهته القمامات المنتشرة بسبب تماطل عمال البلدية في جمعها في أوقاتها المحددة نتيجة احتجاجاتهم المتواصلة. تعدّ بلدية تيزي وزو من بين أكبر البلديات بالولاية كونها تضم العديد من القرى على غرار قرية ارجاونة، حسناوة، بوهينون، بوخالفة، تميزار، بترونة، ثالة علام وغيرها، وللاسف الشديد فجملة هذه القرى أصبحت في طي النسيان رغم قربها من وسط مدينة تيزي وزو فمشكل غياب الغاز الطبيعي الذي لم تستفد منه كل من قرية تصادورت بوخالفة وبعض قرى حسناوة من بين أهم متطلبات القرى فتشهد تأخر فادح رغم موقعها القريب من عاصمة الولاية، أين تتمركز قنوات أنابيب ربط الغاز بهذه الأخيرة، فقرية تصادورت التي لا تبعد إلاّ بحوالي 3 كلم عن وسط المدينة يشتكي سكانها من انعدام هذه المادة الحيوية التي يزداد الطلب عليها خاصة في فصل الشتاء، إلى جانب ذلك فتأخر ترميم طرقات القرى أثار استياء المواطنين أين أصبحت شوارعها عبارة عن حفر يتجمع فيها المياه في فصل الشتاء يكبد السكان يوميا معاناة استعمالها، خاصة كما هو الحال بقرية تصادورت وكذا قرية بوهينون ويامل السكان من رئيس البلدية الجديد بعث روح التنمية بهذه البلدية التي تعد قلب ولاية تيزي وزو، وكذا ضرورة التزامه بالوعود التي قدمها وتجسيدها في أرض الواقع بدل الاكتفاء بتداولها بين رئيس بلدية سابق وجديد فقط بهدف الحصول على أصوات المواطنين. فمشاكل بالجملة تحاصر سكان قرى بلدية تيزي وزو، لكن وللأسف الشديد فإن الوضعية لا تقتصر على القرى فقط بل هي نفس المشاكل التي سجّلت بوسط المدينة أين أصبحت أزقتها وأحيائها مهترئة وتحتاج للترميم وإعادة بناء أرصفتها، فالمتجول بالمدينةالجديدة على سبيل المثال وبالضبط بشارع لاتور فحدّث ولا حرج، فرغم كونها عاصمة الولاية إلاّ أنّ الازدحام يوميا يسجل على مستوى شارعها بسبب اهتراء طرقاتها والتي يصعب استعمالها. وما يزيد من حدة المشكل، انسداد البالوعات بسبب عدم جمع النفايات ما يجل الشارع الذي يربط بوسط المدينة تغمره المياه بمجرد سقوط قطرات من الأمطار، حيث تختلط النفايات بالمياه ما يسبب في انسدادها ويجعل مستعملي الطريق والمواطنون ينفرون يوميا من الروائح الكريهة وانتشار المياه الذي يخلق يوميا ازدحام كبير، ونتيجة لذلك فإنّه يستوجب على رئيس البلدية المنتخب اقتناء 3 شاحنات نظافة تضاف إلى 3 أخرى متوفرة لتدعيم عمل حظيرة البلدية، فبالرغم من الوعود التي قدمها رئيس البلدية السابق إلاّ أنّ ذلك لم يتم في ارض الواقع، وينتظر السكان من المير الجديد النظر في جملة هذه المشاكل خاصة أنه تابع لذات الحزب. تحوز بلدية تيزي وزو على عدة مشاريع تنموية في إطار البرامج التنموية ولعل مشروع 50 مسكنا ببوخالفة، والذي انطلق سنة 2005 وواجهته صعوبات أدت إلى تأخر الإنجاز به من أهم مطالب السكان، ويستوجب على رئيس البلدية النظر فيها للقضاء على مشكل السكن الذي يواجهه سكان البلدية بدليل أن عدد الملفات المودعة على مستوى البلدية وصلت إلى 4000 طلب سكن اجتماعي، أما التساهمي فقد بلغ 7000 ملف، ومنذ سنوات فقد استفادت البلدية فقط من 100 وحدة سكنية، في انتظار إنجاز 80 وحدة سكنية اجتماعية قريبا. كما يستوجب على رئيس البلدية الجديد إعادة بعث المشروع الذي انطلق بدرڤانة سنة 2006، وعرف توقفا بسبب المشاكل المالية، التي اختلست من طرف رؤساء البلدية السابقين حيث وصلت ديون البلدية 81 مليار سنتيم، وكانت البلدية لسنوات عاجزة حتى عن تسديد أجور العمال بالشكل الكافي. عدة مشاريع اتخذت ببلدية تيزي وزو بعين الاعتبار للقضاء على مشكل النشاط التجاري الفوضوي، وهو ما يتيح للبلدية القضاء على نسبة معتبرة من البطالة وتوظيف الشباب، حيث بُرمج مشروع إنجاز سوق جواري على مستوى المدينةالجديدة وواد فالي سينطلق قريبا، ومشروع إنجاز مركز تجاري ب 4 طوابق، أما بالنسبة للتجار الطفيليين المتمركزين بالمدينةالجديدة فسيستفيدون من محلات وطاولات سيتم تسليمها مباشرة بعد انتهاء الأشغال بسوق واد فالي، وقد كلّفت ميزانية إنجازه ما قيمته 4 ملايير سنتيم، لذا سيتم القضاء نهائيا على التجارة الفوضوية خلاله بكامل تراب البلدية، دون المساس بمستقبل الشباب أو دفعهم إلى أحضان البطالة. ويأمل السكان مجددا في استكمال هذه المشاريع التي من شأنها أن تنهي معاناتهم خاصة أن ولاية تيزي وزو تعد من بين الولايات المتأخرة تنمويا، والذين ذاقوا ذرعا من هذه المشاكل وتوجهوا لصناديق الاقتراع من أجل اختيار الأنسب للنظر في المشاكل التي تحاصرهم منذ سنوات.