تنتظر منطقة بترونة التابعة لبلدية تيزي وزو، اعادة دفن رفات 41 شهيدا ضحوا بدمائهم من أجل الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية، موضوعة حاليا داخل أكياس قماش ابيض، بمسجد المنطقة منذ أزيد من شهرين، بسبب تآخر أشغال ترميم مقام الشهيد. وقفت «الشعب» على الوضعية المؤثرة والتي ابكت العديد من المجاهدين وأبناء الشهداء بالولاية لمعرفة تفاصيل المشكل، إذ اكد لنا مندوب ناحية تيزي وزو السيد «أحمد سناني» عضو سابق في جيش التحرير الوطني، أن المشكل ظهر سنة 2012 عند إنطلاق أشغال ترميم مقام بترونة، وقد بادر سكان القرية لتسهيل عملية بناء جدار وقائي بنقل رفات 41 شهيدا من بين 171 شهيدا إلى المسجد ووضعهم داخل أكياس، على أمل الاسراع في إعادة بناء المقابر، لكن تماطل السلطات في التدخل لمعالجة مشكل طفيف بسبب اعتراض شاب على بناء الجدار تسبب في تعطيل تقدم الأشغال وبقاء رفات الشهداء بالمسجد منذ شهرين، وأمام ذلك طالب أعضاء قسمة تيزي وزو من مسؤولي البلدية التدخل، لكن لا حياة لمن تنادي ليدفع ثمن ذلك شهداء المنطقة أمام مرأى أبنائهم خاصة مع تزامن ذلك بعيد الاستقلال، وقال محدثنا أن شهداء المنطقة سيحتفلون داخل المسجد وهم منسيون بسبب الإهمال في الوقت الذي زينت فيه شوارع الولاية. وفي ذات السياق يضيف أحمد سناني أن هذه الوضعية لا تقتصر على مقام شهداء بترونة فقط بل حتى مقام الشهيد المتواجد في بوهينون الذي يبعد بحوالي 15 كلم عن مدينة تيزي وزو والذي دفن فيه 84 شهيدا، تتواجد مقابره في وضعية كارثية،حيث تحطمت عن آخرها، مضيفا أن العظام تظهر فوق الأرض و يلجأ المواطنون لتغطيتها بأكياس البلاستيك نظرا لدخول الأمطار إلى المقابر، وبعد شكاوى متكررة إستفاد هذا المقام من ميزانية للترميم وانطلقت أشغاله لكن توقفت منذ سنتين لأسباب مجهولة. رئيس البلدية أكد أن مسؤوليته لا تتعدى الحفاظ على النظافة بالولاية وأن مشكل الشهداء ليس من مهامه وهي نفس الإجابات التي يتلقاها أعضاء مكتب قسمة تيزي وزو في كل مرة يرفعون أصواتهم للمسؤولين، حيث قال مندوب تيزي وزو «كيف يمكننا أن نحتفل بعيد الاستقلال في شوارع مزينة وأعلام ترفرف بكل الولاية لكن الأماكن والتاريخ الحقيقي لدم شهداء البلدية البالغ عددهم 700 شهيدا يتواجد في مقابر منسية» مضيفا أن «المسؤولين المحليين لم يبادرو حتى ونحن في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال بشراء إكليل من الزهور لوضعها ترحما على أراوحهم الطاهرة». نفس الوضعية تتواجد فيها جل مقابر بلدية تيزي وزو البالغ عددها 11 مقاما فرغم تخصيص الميزانية اللازمة لإعادة تهيئتها إلا أن الأمور بقيت على حالها في ظل الإهمال الذي طال الشهداء الابرار، على غرار مقام وسط مدينة تيزي وزو، مقام بوخالفة الذي يحوي على رفات 31 شهيدا، مقام رجاونة ب 654 شهيدا، مقام تيميزار ب 35 شهيدا، مقام حسناوة 136 شهيدا ، مقام بترونة ب 171 شهيدا، مقام برهينون ب 84 شهيدا، ثالة عثمان ب 19 شهيدا، مقام ثالة علام 7 شهداء، وعبيد شملال ب 10 شهداء، آيت حسن ب 72 شهيدا. ولا يتوقف المشكل عند هذا الحد حيث أن العديد من شوارع ولاية تيزي وزو لا تحمل أسماء ولافتات تخليدا لذكرى أرواح الشهداء على غرار شارع ستيتي وغيرها ، فحوالي 84 لوحة تسمية للشوارع غير موجودة ولم يتم وضعها. وأمام هذه المشاكل يطالب أبناء الشهداء والمجاهدون وأعضاء مكتبة قسمة تيزي وزو الوزارة الوصية بالتدخل العاجل للحفاظ على تاريخ المقاطعة الثالثة، واحترام أرواح الشهداء بترميم أماكن دفنهم.