وليد عريبيد، أستاذ في العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية، مدرس في كلية القيادة والأركان في الجيش اللبناني، ورئيس رابطة الجامعيين اللبنانيين خريج الجامعة الفرنسية، وله عدة إصدارات في مجال الجيو سياسي والملفات العربية الكبرى. تحدث ل«الشعب» من خلال هذا الحوار على أهمية الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر ابتداء من اليوم الرئيس الفرنسي «فرانسوا هولاند»، وأثرها على العلاقات المشتركة بين البلدين. * «الشعب»: كيف تنظرون إلى زيارة الرئيس «فرنسوا هولاند» إلى الجزائر؟ @@ الدكتور وليد عريبيد: تعتبر زيارة الرئيس الفرنسي «فرنسوا هولاند» إلى الجزائر قبيل نهاية 2012، مهمة جدا، كونها لأول رئيس فرنسي اشتراكي، يأتي للحديث مباشرة مع الجزائريين في ملفات عديدة. إن العلاقات الجزائرية الفرنسية ترتبط اليوم ببعد جيو سياسي يهم البلدين. فما يحدث في منطقة الساحل، إلى جانب الأزمة في مالي وأيضا قضية الرهائن الفرنسيين المختطفين من قبل الحركات الإسلامية المتطرفة، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها فرنسا، كلها ملفات ستكون حتما في قلب المحادثات بين الجانبين الفرنسي والجزائري. هناك طبعا ملفات أخرى من الممكن التطرق إليها بالنظر إلى قوة العلاقة بين البلدين، ومن المؤكد أن الجزائر باستطاعتها اليوم أن تلعب دورا هاما في حفظ الأمن والاستقرار في البحر الأبيض المتوسط، وكذا بمنطقة الساحل. * في رأيك إلى أين تتجه، أزمة مالي في ظل كل المعطيات، وكيف تحللون الأوضاع الراهنة في الساحل؟ @@ ينظر اليوم إلى أن هناك أزمة جيو سياسية فيما حصل في شمال مالي، وهو تربع حركات أصولية على جزء من دولة مستقلة عضو في هيئة الأممالمتحدة، بالإضافة إلى أن هذا الجزء من مالي كان نتيجة الانعكاسات الخطيرة للحرب الأهلية التي وقعت في ليبيا والسؤال الذي يطرح نفسه هو: «كيف ستتعامل دول الجوار والدول الإفريقية والعربية مع هذه الأزمة التي تحمل عنوان «قوة التطرف الديني، (القاعدة)، أو الحركات الأصولية»؟ ونرى هنا أنه يجب على فرنسا أن تساعد على حلحلة بعض الأمور العالقة في هذه المنطقة ومنها مسألة الصحراء الغربية. * بذكر ملف الصحراء الغربية، تزامن وجودكم في الجزائر للمشاركة في الندوة الدولية الثالثة بخصوص حق الشعوب في المقاومة، فكيف تنظرون كمحلل سياسي للقضية الصحراوية؟ @@ لقد سبق وأن حضرت المؤتمرات السابقة للدفاع عن قضية الشعب الصحراوي التي هي بنظري محطة ليست فقط من الناحية السياسية بل بالنسبة للقانون الدولي العام، كما يضاف لها القانون الدولي الإنساني، لأن الشعب الصحراوي عان ويعاني من أجل المطالبة في حقه في تقرير المصير. * هل يوجد صدى للقضية الصحراوية على الساحة السياسية في أوساط المجتمع المدني اللبناني؟ @@ بالفعل، فقد بدأنا منذ فترة في لبنان بتأسيس مجموعات تضامنية تضم مثقفين ومسؤولين وممثلين عن المجتمع المدني من أجل تعريف اللبنانيين بشكل خاص والعرب المشرقيين بشكل عام بهذه القضية التي أصبحت شبه منسية في المشرق العربي. ومن جهة أخرى، عملنا على تأسيس الجمعية اللبنانية لدعم الشعب الصحراوي، وعملنا أيضا على عرض كتاب «الرحيل نحو الشمس» للكاتبة ووزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي في معرض الكتاب العربي في بيروت والذي لاقى صدى واسعا. * ما هي الانطباعات التي تركتها لك الزيارة التي قمت بها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين؟ @@ مما لا شك فيه، أن الشعب الصحراوي استطاع تسيير أمور الحياة والمعيشة اليومية وقهر ظروف طبيعية جد قاسية. واستطاع أيضا ومن قلب المخيمات أن يبث للعالم برسالته التي تقول أن الشعب الذي يطالب بتقرير المصير وبحركة تحرر، استطاع بالموازاة إدارة مخيماته بديمقراطية وتنمية حقيقية بين شمس حارقة وأمطار غارقة. فلابد في نظري للعرب المشرقيين من زيارة المخيمات من أجل الاضطلاع أكثر وأكثر على الحقيقة التي يطالب بها الشعب الصحراوي. * يكثر الحديث عن ملف انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية؟ @@ الشعب الصحراوي أحترم كل القرارات الأممية، وهو الذي يؤمن أن حقه في تقرير المصير يرتكز في احترامه للقانون الدولي، لكن وللأسف تبقى هناك مصالح الدول الإقليمية والدولية والتي توفر نفسها على المحافل الدولية والقرارات الأممية والتي من أجل احترام القانون ومبادئه يجب احترام القانون ومبادئه يجب احترام المطالب في حركة التحرير لأخر مستعمرة في إفريقيا والمضي قدما في مناهضة الاستعمار ورجوعه إلى القارة السمراء والى العالم العربي . * ما تعليقكم على ما يجري في العالم العربي اليوم من صراعات داخلية وتحولات خطيرة متسارعة في أكثر من دولة، خاصة بالمشرق؟ @@ الوضع هذا موجود في مختلف جهات العالم العربي، ليس المغرب العربي وحده الذي لديه بعض المشاكل، هناك المشرق العربي الذي تبرز فيه عوامل نزاعات لم تستطيع المساعي الدولية حلحلتها، فالأزمة السورية بعواملها الثلاثة الداخلية والإقليمية والدولية، قد تشكل في تداعياتها خطرا على وحدة سوريا، واستقلالها وحتى سيادتها، وبالتالي هل من الممكن أن تشهد هذه المنطقة طُروحات جديدة لشعوب تطالب باستقلال كياناتها مثل الشعب الكردي على سبيل المثال . إن الشعب الفلسطيني الذي حقق انتصارا دبلوماسيا في الأممالمتحدة شكل في غزة عاملا جديدا في المقاومة في وجه الآلة العسكرية السورية، دون التحدث على انعكاسات ما يسمى بالربيع العربي في خلخلة المجتمعات العربية المتصارعة على السلطة، وهذا ما يحصل اليوم في مصر. ونكشف كذلك، من خلال الأزمة السورية الخلل الحاصل في لبنان وقلل شعبه على وحدته، وخوفه من شبح الحرب الأهلية ومن تصاعد الحركات الإسلامية المتطرفة، إلى جانب خطر مجابهة إسرائيلية مسلحة مع المقاومة في جنوب لبنان .