شبح الجفاف يهدّد 120 ألف رأس إبل بتندوف انجاز 35 بئرا رعوية لحماية الثروة الحيوانية معاناة متراكمة يعيشها مربو الإبل بولاية تندوف، نتيجة الجفاف ونقص الكلأ الذي يهدّد هذه الثروة بالمنطقة، الأمر الذي دفعهم إلى التفكير في التخلي عن المهنة المتوارثة، والنزوح نحو المناطق الحضرية لإيجاد مصدر رزق آخر يعيلهم وعائلاتهم، في حين يعيش آخرون على أمل إنقاذ المهنة من الاندثار. تعابير حزن ممزوجة بالأمل، بادية على وجوه المربين الذين قاسمونا يومياتهم في قلب الصحراء الواسعة، حيث كان الجفاف والقحط أول المشاكل التي يعانون منها ودقوا ناقوس الخطر بشأنها، إلى جانب نقص الأعلاف وارتفاع أسعارها بسبب المضاربة،داعين السلطات إلى ضرورة التدخّل لإنقاذ الثروة الحيوانية بالمنطقة. الجفاف يضرب المناطق الرعوية المعاناة نفسها يعيشها مربو واد مهية، شمال تندوف، نتيجة الجفاف الذي ضرب المناطق الرعوية بالولاية، خاصة شراهمة كوري التي أصبحت خالية من الحشائش والنباتات، مما أثر سلبا على رؤوس الإبل، حيث تدهور وضعها الصحي بسبب غياب الرعاية البيطرية الكافية. من المشاكل المطروحة على مستوى المصالح الفلاحية، نقص الأعلاف المدعّمة مقارنة بعدد الرؤوس، الأمر الذي جعل المربين يعيشون أزمة كبيرة في ظلّ صعوبة الحصول على الأعلاف، في حين، أكد آخرون أنهم لم يستفيدوا منها منذ فترة، مما يجبرهم على شراء أعلاف المواشي، بأثمان باهظة لإنقاذها. حصة الغذاء الموجهة إلى مربي الإبل، قليلة وغير كافية، ما يجبرهم على شرائها بطريقة أخرى، وبأسعار قياسية، لهذا ظلّوا يطالبون بتوفير الحبوب والنخالة من أجل تلبية احتياجاتهم، لاسيما وأن المنطقة تتميز بمناخ صعب جاف وصحراوي، يعرف شحا في تساقط الأمطار طول السنة. غياب العقار الفلاحي.. أكبر الصعوبات لم يخف رعاة البدو الرحل الذين شركناهم يومياتهم، المشاكل الإدارية التي يتخبّط فيها الموّالون، كاشفين أن اختلاف آراء المسؤولين المحليين أثر على المربين الذين يعانون مشاكل كثيرة أرقتهم وزادت من معاناتهم، ولقد ثمّنوا التفاتة وزارة الفلاحة بإيفاد المدير التقني إلى المنطقة، للاستماع عن كثب لانشغالاتهم. وأشار آخرون، إلى بعض الصعوبات التي تحول دون تطوير الشعبة، تتعلق بغياب العقار الفلاحي، اعتماد الطرق التقليدية، نقص المناطق الرعوية، انتشار بعض الأمراض التي تهدّد الإبل، فيروسية بكتيرية وما تتسبب فيه الطفيليات، وكذا تعرضها إلى النفوق بسبب حوادث المرور، فضلا عن غياب التكوين الذي أخّر تطوير الشعبة.
آبار رعوية بألواح شمسية قال ممثل وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد كريم عوفي، على هامش الخرجة الميدانية إلى المناطق الرعوية، في رده على انشغالات المربين، إن الوزارة تعكف على تزويد المناطق الرعوية بآبار رعوية مجهزة بلوحات شمسية ومضخات، بالإضافة إلى خزانات مائية وصهاريج، لتوفير المياه بجميع نقاط الولاية. وأضاف قائلا، إن الدولة سخّرت كافة الإمكانات المادية للتكفل بانشغالات المربين في مناطق الجنوب، خاصة ولاية تندوف التي تمتاز بسلالات فريدة من الإبل، يمكن أن تساهم في دعم نمو الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن جميع المشاكل والمعوقات، سيتمّ إيجاد الحلول المناسبة لها من طرف الوزارة الوصية التي تولي أهمية لشعبة تربية الإبل. من جهته، كشف مدير المصالح الفلاحية لولاية تندوف، بن ثابت توفيق، عن الشروع في حفر 35 بئرا رعوية من أصل 49 المسجلة ضمن المشاريع التنموية قيد الانجاز بواد السبطي، وذلك من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية وتشجيع المربيين على الاستقرار بهذه المناطق، ومن ثمّ، المحافظة على رؤوس الإبل، النوق والماشية من الضياع، بسبب أزمة الجفاف التي تضرب الولاية منذ سنوات. في هذا الصدد، أوضح المتحدث، أن منطقة واد السبطي تعاني شحّ الأمطار منذ سنوات، ما دفع المصالح الفلاحية للولاية إلى التفكير في إدراج مشروع الآبار الرعوية لتوفير المياه لرؤوس الإبل، وحل مشاكل المربين، خاصة ما يتعلّق منها بالجفاف، موضحا بخصوص نوعية المياه، أنها غير مالحة وصالحة للشرب في هذه المنطقة الرعوية. وأكد بن ثابت، لدى الخرجة الميدانية التي قامت بها المصالح الفلاحية إلى المناطق الرعوية بولاية تندوف، على مرافقة المربين والاستماع لانشغالاتهم، مع تخصيص ميزانية معتبرة لإنجاز الآبار الرعوية، خاصة في المناطق البعيدة التي تعاني الجفاف. تصنيع حليب النوق.. خطوة نحو التجسيد تضمّن الملتقى الوطني لترقية شعبة الإبل المنظم بولاية تندوف، خرجات ميدانية إلى بعض الملابن للوقوف عند إشكالية الحليب وإمكانية استقبال حليب النوق بكميات كافية، تغطي الطلب المحلي والتوجّه نحو تحويله إلى مناطق الشمال. ووقفت المصالح الفلاحية رفقة كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين، خلال الزيارة الميدانية التي نظمتها نحو ولاية تندوف، بمناسبة الملتقى الوطني الأول للإبل، عند ملبنة الساقية، كعينة عن الملابن التي تحتاج إلى المرافقة لرفع الطاقة الإنتاجية والتوجّه نحو تصنيع حليب النوق. وقال صاحب ملبنة «الساقية»، إن الإمكانات متوفرة لتحسين المردودية ورفع الإنتاج، ولكن الحاجة إلى المرافقة أكيدة، ليبدي استحسانه لاقتراح فدرالية منتجي الحليب بإبرام شراكة لتوفير حليب النوق بكميات كافية تغطي الطلب من هذه المادة ومشتقاتها. من جهتها، تعكف فدرالية منتجي الحليب على تشجيع عملية تصنيع حليب الناقة لما فيها من فوائد صحية، مع ضرورة الذهاب نحو التسويق على مستوى ملبنات تندوف أو في الولايات المجاورة، في خطوة نحو التخلي تدريجيا عن بودرة الحليب التي تكلف الخزينة مبالغ باهظة. ويتمّ العمل حاليا، على تشجيع هذا المنتوج الوطني الذي يمكن أن يساهم قي رفع القدرة الإنتاجية من الحليب، لاسيما وأن استغلال حليب النوق بعد بسترته، يحقق إنتاجا ذا نوعية، يساهم قي تحقيق الاكتفاء الذاتي. وفي رده على انشغالات المربين والحضور المشارك في أشغال الملتقى الذي نظّم بمقر مديرية المصالح الفلاحية بتندوف، أكّد مفتش ولاية تندوف، حسين كريم، أن السلطات الولائية تعكف على اتخاذ جملة من الإجراءات لتنمية الشعبة ومرافقة المربين لتحسين أوضاعهم.