تتواصل حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب سورياوتركيا الإثنين الماضي في الارتفاع، وهذا وسط تضاؤل، إذا لم نقل، تلاشي آمال العثور على مزيد من الناجين تحت الأنقاض بعد 6 أيام من أسوأ كارثة حلت بالمنطقة منذ قرن والتي أودت بحياة أكثر من 23 ألفا وخلّفت عشرات الآلاف من المصابين، وامتدت آثارها في المجمل إلى ملايين السكان في البلدين. فيما تتسابق الدول لتقديم مساعدات للبلدين لتجاوز هذه المحنة الإنسانية المريعة. يرتفع عدد القتلى نتيجة الزلزال بوتيرة سريعة مع مرور الوقت وتواصل جهود البحث والإنقاذ في عدد من المدن التركية والسورية، حيث تخطت حصيلة القتلى حتى أمس، أزيد من 23 ألف قتيل، فيما تخطى عدد المصابين نحو 81 ألف شخص إجمالا. ومع مرور الساعات ودخول الكارثة يومها السادس، تتلاشى الآمال في الوصول إلى أحياء تحت الأنقاض، خاصة في سوريا. وأعلن نائب الرئيس التركي، مساء الخميس، ارتفاع عدد قتلى الزلزال في بلاده إلى 18,990، بينما تخطى عدد المصابين ال75 ألفاً. فيما وصل عدد القتلى في عموم سوريا جراء الزلزال المدمر إلى 4000، وإصابة أكثر من 5300. وأكد نائب الرئيس التركي أن أعمال البحث والإنقاذ اكتملت في ولايتي كليس وشانلي أورفا، مضيفاً: "وإلى حد كبير اكتملت في ولايات ديار بكر وأضنة وعثمانية". وانتشلت فرق الإنقاذ المزيد من الناجين من تحت المباني المنهارة، الخميس، في تركيا، بينما لم تتمكن فرق الإنقاذ في شمال غرب سوريا من العثور على أي ناج، الخميس. وكان الزلزال الذي يعد من أكثر الزلازل دموية في العالم منذ أكثر من عقد، دمر آلاف البنايات، ودفن أسرا بأكملها تحت الركام، وشرّد مئات الآلاف. أردوغان: الاستجابة لم تكن سريعة من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أرودغان امس الجمعة، أن المناطق المتضررة من الزلزال تمتد إلى نحو 500 كيلومتر، الأمر الذي يصعب إيصال المساعدات إليها جميعا، مشيرا الى أن "الاستجابة للزلزال لم تكن بالسرعة التي نريدها". وكانت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ذكرت في وقت سابق أمس أنه جرى إجلاء ما يصل إلى 75 ألفا و780 شخصا من المناطق المنكوبة. وقال أردوغان الخميس إن تركيا واجهت أكبر كارثة زلزال شهدتها هذه المنطقة عبر التاريخ، مشيرا إلى أن أعمال الإغاثة مازالت مستمرة وأن الدولة تحشد كل مواردها لإنقاذ الأرواح والتخفيف عن المنكوبين ووعد بإعادة بناء ما دمّرته الكارثة الطبيعية. سوريا بحاجة إلى مزيد من المساعدات ورغم أن العدد الأكبر من الضحايا سُجل في تركيا، فإن التحذيرات تتوالى من ارتفاع مطرد في عدد القتلى شمالي سوريا، وسط ضعف الإمكانات وقلة الموارد وتأخر وصول المساعدات الدولية اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ. في غضون ذلك، دعا المبعوث الأممي الخاص لسوريا "غير بيدرسون " إلى تسريع وتكثيف إمدادات الإغاثة للمتضررين من الزلزال وعدم عرقلتها، وأعلن كل من رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، الخميس، توجههم إلى سوريا. وكتبت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر "ميريانا سبولجاريك "على "تويتر": "وصلت الليلة إلى حلب في سوريا وقلبي مثقل، يجب الاستجابة للوضع اليائس للسكان".قبيل ذلك، كتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "على "تويتر": "أنا في طريقي إلى سوريا حيث تدعم منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي ضربها الزلزال الأخير، استنادا إلى عملنا في البلاد منذ وقت طويل". تزامنا، أعلنت الأممالمتحدة أن مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق المساعدات الطارئة مارتن غريفيث سيتوجه إلى تركياوسوريا نهاية الأسبوع. ويزور غريفيث، اليوم السبت، غازي عنتاب في جنوبتركيا، وحلب في شمال غرب سوريا، غدا الأحد، حسب ما قال المتحدث باسمه، وسيلتقي خلال زيارته أيضا "السلطات في العاصمة السورية دمشق". مخزون الغذاء ينفد في الاثناء، قال برنامج الأغذية العالمي إن مخزونه ينفد في شمال غرب سوريا وطالب بفتح المزيد من المعابر الحدودية من تركيا. وصرحت "كورين فلايشر "المديرة الإقليمية للبرنامج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأن 90% من السكان في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات الإنسانية، مشيرة الى ضرورة البدء بادخال مخزونات جديدة من الأغذية. وفي السياق، أعلنت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الأممي الخاص لسوريا عن حاجة مناطق شمال غرب البلاد لمزيد من الدعم العاجل لتلبية الاحتياجات المتزايدة بعد الزلزال الذي وقع الاثنين الماضي. رشدي كشفت أيضا عن وصول أول قافلة مساعدات أممية إلى شمال غرب سوريا بعد أن تسبب الزلزال المدمر في اضطراب مؤقت للعمليات. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن 14 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت الحدود من تركيا إلى شمال سوريا أمس. وقال المتحدث بول ديلون إن الشاحنات تحمل "أجهزة تدفئة كهربائية وخياما وبطانيات وأغراضا أخرى لمساعدة المشردين من جراء هذا الزلزال الكارثي"، موضحا أن المساعدات متجهة إلى إدلب. الأسد يتفقد الأضرار في حلب في الأثناء، تفقد الرئيس السوري بشار الأسد المناطق التي تضررت في مدينة حلب وقام بزيارة مستشفى المحافظة للإطلاع على حالة المصابين. ونشرت الرئاسة صورا للأسد وزوجته خلال زيارة مصابين جراء الزلزال المدمر الذي تسبب أيضا بإصابات تجاوزت المائة ألف. وفي وقت سابق، أعلن مجلس الوزراء السوري المناطق المتضررة من الزلزال "مناطق منكوبة".وكان وزير الصحة السوري، حسن الغباش، قد دعا مساء الخميس، خلال مؤتمر صحفي بشأن تداعيات كارثة الزلزال، منظمة الصحة العالمية، إلى منح بلاده إمدادات طبية وإغاثية، مطالبا الأممالمتحدة والوكالات الدولية بمد يد العون لبلاده.وأكد وزير الصحة السوري حرص بلاده على وصول المساعدات لمستحقيها وبشكل فوري، مشيرا إلى وجود نقص في معدات الإنقاذ ورفع الأنقاض. وأشار إلى أن القطاع الصحي في سوريا يحتاج إلى مزيد من الدعم الدولي، موضحا أن القطاع الطبي السوري يعاني من أزمة من قبل الزلزال من جراء العقوبات. ووجهت الأممالمتحدة صرخة للمجتمع الدولي، لدعم سوريا بعد الزلزال.