يدخل تكليف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الحكومة خلال ترأسه لمجلس الوزراء بالاعتماد على وزارة الثقافة للقيام بكل المساعي والإجراءات التي تثمر باحتضان قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ضمن سياسة حرصه على ايلاء اهتماما كبيرا بالثقافة واعتبارها محورا من محاور التنمية الشاملة. ويعد احتضان قسنطينة لإحدى كبرى التظاهرات التي تتعلق بعاصمة الثقافة العربية قفزة نوعية وخطوات للأمام في هذا القطاع المهم، خاصة وأن هذا الحدث مر بالجزائر في 2007، حيث أن مثل هذه الفعاليات الكبرى تحقق نتائج ايجابية في جميع الأجناس والألوان الثقافية، التي تعتبر عنصرا مهما في حياة المجتمع ومحورا من محاور التنمية الشاملة. وما عودة عاصمة الثقافة العربية إلى الجزائر بعد ثماني سنوات وتغلغلها في البلاد العميقة عبر مدينة الجسور المعلقة إلا دليل على الحرص على الإبقاء على الهوية والشخصية الوطنية والعربية حية، خاصة وان الهدف الأول التي وضعته اليونسكو لدى خلقها للعواصم الثقافية هو تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، من خلال إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافية وتنمية ما تقوم به من دور رئيسي في دعم الإبداع الفكري والثقافي تعميقاً للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز القيم، التفاهم والتآخي، التسامح واحترام الخصوصية الثقافية. واختيار قسنطينة كعاصمة للثقافة العربية 2015 يرجع للمكانة الكبيرة التي تحتلها هذه المنطقة التاريخية عبر مختلف المراحل والحضارات التي مرت بها الجزائر، حيث أنها أقدم مدينة في المنطقة المغاربية، اختيرت باسم (سيرتا) عاصمة للدولة النوميدية التي كانت تمتد من تونس إلى المغرب ومرورا بالجزائر، كما أنها عاصمة العلم والعلماء ومعقل رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس. كل هذه المعطيات والحقائق، تحتاج إلى نفض الغبار عنها وكشفها للتأكيد على الزخم الثقافي للجزائر الضاربة جذوره في عمق أولى الحضارات المعروفة والتي نقلت وغيرت حياة المجتمعات، والإصرار على التسجيل القوي لحضور الجزائر في كبرى المشاريع التي تعنى بالثقافة.