مساهمة فعّالة للمرأة في المجال الاقتصادي احتفلت الجزائر، على غرار دول باقي العالم، أمس الأربعاء، باليوم العالمي للمرأة، الذي يأتي في سياق وطني يتميز بتكثيف الجهود لمرافقة الجزائريات من أجل مساهمة فعالة في التنمية الاقتصادية للبلاد. وجدت المرافقة أسسها المتينة في التزام رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمواصلة العمل على رفع مكانة المرأة في الاقتصاد وتحسين وضعها الاجتماعي وتعزيز حقوقها، مع الحرص على خلق التوازن بين مختلف مناطق الوطن. وفي هذا الاطار، عززت الدولة، خلال السنوات الأخيرة، سياسة محاربة البطالة ودعم التشغيل، وفق مقاربة اقتصادية تشمل تعزيز المقاولاتية النسوية ومساهمة المرأة في دعم عجلة التنمية مع أولوية تخفيض نسبة البطالة وسط النساء بتقديم كل التسهيلات والتحفيزات من أجل ضمان انخراط أكبر للمرأة في النشاط الاقتصادي. وضمن هذا المسعى، يعرف قطاع المقاولاتية بالجزائر ديناميكية سريعة، أفضت الى مساهمة فعالة للمرأة في المجال الاقتصادي، مع تسجيل عدد معتبر من المؤسسات المصغرة بلغ اكثر من 41.500 مؤسسة في إطار الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "أناد" والوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر "أنجام" وهيئات أخرى. وفي إطار وكالة تسيير القرض المصغر، استحوذت النساء على 64 بالمائة من المشاريع المصغرة، وهو ما يبرهن على انخراط المرأة الجزائرية في مسار التنمية الاقتصادية. وفي إطار مرافقة المرأة في مجال المقاولة، أطلقت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "أناد" في مايو الماضي، شبكة النساء المقاولات، تحت تسمية "المقاولة"، والتي تصبو من خلالها لترقية المقاولاتية النسوية وفقا لرؤية اقتصادية شاملة وكذا خلق روابط بين النساء المقاولات ومساعدتهن على إبراز مكانتهن وتطوير مؤسساتهن من خلال تبادل الخبرات والتجارب. من جهة اخرى، وتجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية المسداة في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في 3 جانفي 2021، القاضية بمضاعفة الجهود لتعزيز مختلف الآليات الموجهة لفائدة المرأة الماكثة في البيت من أجل تشجيعها على الانخراط في مسار الإنتاج الوطني، تم إطلاق البرنامج الوطني لتشجيع انخراط المرأة في مسار الانتاج الوطني، لا سيما المرأة الريفية، والذي يرمي لتشجيع روح المقاولاتية لدى المرأة ودعمها من أجل تجسيد مشاريع صغيرة مدرة للدخل. وبلغة الارقام، تم إحصاء 36.395 إمرأة استفادت من هذا البرنامج الوطني خلال الفترة الممتدة بين سبتمبر 2021 وأوت 2022 . وفي القطاع التجاري، ارتفع العدد الإجمالي للنساء التاجرات في الجزائر بقرابة 18 بالمائة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ليصل مطلع مارس الجاري إلى قرابة 18 ألف إمرأة. وفي المجال الفلاحي، اقتحمت آلاف النساء الريفيات عالم الاستثمار بمشاريع ذات بعد اقتصادي مدرة للثروة ومستحدثة لمناصب الشغل، حيث ارتفع العدد الاجمالي للنساء الفلاحات الى أكثر من 60 ألف إمرأة يحُزن على "بطاقة فلاحة". هذا بالإضافة إلى استفادة أكثر من 8.000 إمرأة ريفية من وحدات لتربية المواشي والحيوانات الصغيرة وتربية النحل والبيوت البلاستيكية الموجهة للزراعات المحمية ومشاريع عديدة في القطاع الفلاحي، واستفادت 17 ألف إمرأة من دورات التكوين وإدراج العديد من النساء الريفيات ضمن المجالس المهنية المشتركة للشعب الفلاحية. وإلى جانب المرافقة، يرى ملاحظون أن إنشاء الجائزة الوطنية للمرأة المبدعة، الموجهة للاحتفاء سنويا بالنساء الجزائريات المبدعات المتميزات في كل المجالات، والتي أعلن عنها رئيس الجمهورية في 8 مارس 2020، خطوة ذات رمزية كبيرة، لكونها تكرس ثقافة الاعتراف بالجهود وتثمين الإنجازات وتحفيزا لمواصلة مسيرة العمل والإبداع. ليتواصل بعد ذلك تكريم الجزائريات المبدعات، ليس فقط بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بل في عدة مناسبات، آخرها الجلسات الوطنية للفلاحة، والتي تم خلالها تكريم سيدتين من طرف رئيس الجمهورية، نظير جهودهما في خدمة وترقية القطاع الفلاحي وتحسين مردوده من أجل تحقيق الأمن الغذائي الذي يعد من الرهانات الكبرى لبلادنا.