الصهاينة..رقم قديم متجدد في معادلة بيع المخزن لكرامته وشرفه لم يعد غريبا، تحامل نظام المخزن ومؤرخو وإعلاميو «البلاط»، على جزائر الأحرار، وشن حملات عدائية «لا طعم لها ولا ريح»، فمنذ الأزل والدسائس تحاك ضد بلد المليون ونصف مليون شهيد، من أجل تحقيق أطماع توسعية، وتنفيذ مخططات استعمارية وصهيونية فشلت سابقا، بجعل المنطقة في حالة لااستقرار، وهو ما لن يتحقق؛ لأن الجزائر ترى بعين المتأني الواقعي ولا تهرب من الحق والحقيقة، وهي بلد السلم والأمان ورصيدها التاريخي والنضالي في افريقيا يشهد له العدو قبل الصديق مثلما يؤكده مختصون في التاريخ والإعلام ل»الشعب». توظيف معطيات تاريخية للمطالبة بما ليس حق يقول الدكتور فيصل مبرك، مختص في تاريخ المغرب الأقصى الحديث بالمركز الجامعي سي الحواس بريكة، ل «الشعب» «إن الادعاءات المتعلقة بامتداد الحدود واستعمال المنطلقات والنصوص التاريخية وتوظيفها بشيء من التسييس والأدلجة، ليست بالأمر الجديد، وإنما له امتدادات تعود لقرون مضت. وذلك لخصوصية الجارة الغربية التاريخية التي تدعي المركزية، وهذا الأمر جد واضح في الكتابات الأولى للمخزن». وحسب المختص، بعض حكام الجارة الغربية لهم نزعة توسعية على حساب غيرهم، ووظفوا كل الإمكانات السياسية والاستراتيجية وحتى المعطيات التاريخية ليطالبوا بما ليس لهم فيه حق، بل طالب أحد حكامهم بكل من الجزائر وتونس والاسكندرية، مهددا الدولة العثمانية ذاتها في منتصف القرن 16م ! وأكد الدكتور مبرك، أن المغرب تاريخيا ليس وحدة تاريخية واحدة، بل ينقسم إلى قسمين في معظم تقلباته التاريخية، مملكة فاس، ومملكة مراكش، وكثيرا ما حدثت حروب وثورات وانقسامات دامت عقودا طويلة اختلفت فيها آراء المؤرخين بين وصفها بالحروب الأهلية وبين وصفها بثارات طلب الملك. وأكد مبرك أن ملف الحدود مع المغرب أمر منته منذ البداية، ولا سيما أن الواقع السياسي والراهن الحالي لا يخوض كثيرا في التاريخ بقدر ما يعتمد الاتفاقيات الدولية والحدود الرسمية مما تعارف عليه المجتمع الدولي والمنظمات العالمية كهيئة الأممالمتحدة وغيرها. أطماع توسعية قديمة .. يصف استاذ علوم الإعلام والاتصال العيد زغلامي، في تصريحات ل «الشعب»، «شطحات» إعلام المخزن ب «الأطماع التوسعية» وقال إنها « توجد في أذهانهم منذ ستينيات القرن الماضي، لأنه في عز الثورة التحريرية ظهرت أطماع الجارة الغربية بوضوح، حين طالبت من فرنسا الاستعمارية منحها جزء من التراب الجزائري المسقي والمحرّر بدماء الشهداء الأبرار، وبعد استقلال الجزائر لم تهضم اتفاقية ترسيم الحدود، وترجمت رفضها بحرب الرمال 1963 «. وأكد زغلامي أن هذه الفكرة مازالت مترسخة في أذهان «المخازنية» الحاقدين على الجزائر والذين لا يريدون الخير لأرض الشرفاء بتاتا، مشيرا إلى أن قضية الحدود والخريطة قديمة جديدة كل مرة يحاولون يائسين إحيائها لا لشيء إلا للبحث عن زعزعة استقرار وأمن المنطقة برمتها لأغراض توسعية. وأضاف زغلامي، أنه في كل مرة يتأكد المخزن أن الجزائر ثابتة في مواقفها ومتمسكة بمبادئها الاستقلالية واحترام وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، إلا وقام بإحداث الإشكالات، جاعلا من قضية الصحراء الغربية المشروعة والمسجلة في الأممالمتحدة كقضية تصفية استعمار، أساس نزاعه مع الجزائر، ويبني عليها محاولاته الفاشلة لاستهداف وحدة الجزائر، من خلال حملات التشويش والاتهامات ونسج دعايات وسيناريوهات غبية. وتدل «الشطحة الاخيرة» لبيادق نظام المخزن، حسب زغلامي، على مواصلة إحياء أطماعه التوسعية، بعدما تيقن أن الجزائر متمسكة بموقفها الحيادي إزاء الصحراء الغربية وأن هذا الملف يخص تصفية الاستعمار، على مستوى الأممالمتحدة، فظل يعمل بشتى الطرق لإزعاج الجزائر. ولعل الأمر الذي ضاعف هذا العداء، وزاد في أطماع المخزن التوسعية، في السنوات الأخيرة يقول زغلامي «استقواء المغرب بالكيان الصهيوني، والتطبيع معه في إطار ما يسمى باتفاقية ابراهم»، واستعانته بآخر التكنولوجيات في مجال الجوسسة والتصنت والاقمار الاصطناعية والطائرات دون طيار، وهو الآن يوظفها للتجسس والتصنت على جيرانه. واعتبر زغلامي هذا الأمر، سياسة استفزاز وتحريض من أجل جر المنطقة إلى مستنقع حرب لا يعرف متى تنتهي ولا انعكاساتها وتداعياتها السلبية، في حين المستفيد منها أطراف أجنبية، في صدراتها الكيان الصهيوني. مزاعم لإفراغ شحنات الضغط السياسي الحديث عن مسألة الحدود الشرقية التي يروج لها «إعلاميو البلاط» حسب بشير حمايدي أستاذ تاريخ العلاقات الدولية بجامعة معسكر، هي مزاعم باطلة، يلجأ إليها المخزن كلما ظهرت أزمة سياسية داخلية حول السلطة، فيستخدم التعابير الواهية لإفراغ شحنة الضغط السياسي الاجتماعي والاقتصادي بتحميل الجزائر المسؤولية. وأكد حمايدي، ل «الشعب»، أن كل الوثائق التاريخية وحتى ما يسمى خضوع القبائل الصحراوية لم تكن تمت للمغرب بأي صلة عبر التاريخ، إلا التي سجلها بحروبه واعتبر أنها نصر فحمل العبيد وصنع منهم الجيش المغربي أو المخزن الحالي الذي يعتمد عليه في قهر الشعب المغربي الشقيق. وفسر حمايدي تحامل المغرب على الجزائر، برغبته ايجاد معبر في قلب إفريقيا، المخطط الذي فشل وفشلت معه مناوراته ومؤامراته خلال الستينيات بعد الاستقلال، ولجأ حينها إلى استفزاز الجزائر في وقت لم يكن هناك أي جلسة رسمية تمنحه الأمل أو الحديث حول الحدود. واعتبر حمايدي إعادة طرح مسألة الحدود قضية «بائسة» ومشهورة، نادى بها المغرب الواهم في السبيعينات، وفي الثمانينات والتسعينات وفي الألفينات، واليوم يعيد الكرة، وما هي إلا حجة واهية، لأن الوثائق والاتفاقيات الدولية المرسمة للحدود موجودة بتفاصليها. وفي هذا السياق، أكد أستاذ التاريخ، أن أساس رسم الحدود الجزائرية، المقاومات التي قام بها الجزائريون، ومحاولات المخزن اليوم تغير رسمها بأقلام الرصاص أو التلوين ، هي أجندة استعمارية سعى لتجسيدها من نهر النيل إلى وجدة، وقد تلقى مساعدة من فرنسا واسبانيا ليكون المغرب حجرة عثرة لتقسيم العالم العربي إلى قسمين، أزمة موجودة في المغرب العربي تسمى الاحتلال المغربي للصحراء الغربية واحتلال الكيان الصهيوني لفلسطين في المشرق العربي وبالتالي تحقيق اللاتوازن واللا أمن، وبهذه التعابير يحاول أن يجسد أجندة استعمارية لكي تكون المنطقة لا في حرب ولا في سلام، أي لا استقرار في المنطقة. ولأن التحولات الحالية وتطورات سلسلة فضائح نظام المخزن، واشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية عليه نتيجة الاتجاهات السياسية، لجأ المغرب - يضيف حمايدي - إلى التآمر ورمي غسيله على حبال غيره، لأن المغرب عبر التاريخ الاستعماري وما بعد الاستعمار، كان يتغذى من الاقتصاد الجزائري ومن السياسة العدائية، وهو أسلوب فاضح، تعاملت الجزائر معه بعقلانية لكونها تعرف ما يسمى الدسائس الاستعمارية المتكررة بأساليب الجري وراء الحدود. ولفت المتحدث الإنتباه إلى أن التلاعب بالمصطلحات وقلب أنظار المجتمع المغربي ومحاولات ما يسميه المعركة الدبلوماسية، ما هي إلا تعبير عن فشل النظام المغربي برمته، وكذلك استغلال موارد المغرب في تحقيق قاعدة عسكرية في الصحراء الغربية، وهذا حسب أستاذ التاريخ يعد تهديدا لأمن المنطقة ككل، وهذا ما لا نسمح به قط، وفي العرف الجزائري والأبجديات الاستراتيجية العالمية معروف أن الجزائر تدافع عن التحرر وحرمة البلدان واحترام الجار. وأبرز حمايدي، أن نظام المخزن يرفض ولا يريد أن يقتنع بأن الجزائر استقلت برجال الثورة التحريرية الخالدة، وهو ما ترفضه فرنسا الاستعمارية كذلك، وهو الآن بوق من أبواق الاستعمار لمواصلة رسالة التحامل على الجزائر، ولن يكون لهم ذلك لأن الجزائري يملك وعيا شديدا ويدرك المخاطر التي تحيط به، وسلامة الجزائر بوعيها وبعد النظر في تجاوز الأزمات العالمية التي تحولت من صحية إلى اقتصادية وغذائية وتحديات أمنية مفروضة، وهي تعمل بتأنّ وواقعية وعدم الهروب من المواجهة، ورصيدها التاريخي والنضالي في إفريقيا يشهد له العدو قبل الصديق.