استضاف صالون نادية في طبعته السادسة عشر، بالتنسيق مع دار الثقافة محمد بوضياف، وسيط الجمهورية، الاعلامي والكاتب الدكتور ياسين خذايرية، قدم خلالها مداخلة حول موضوع "الاعلام الثقافي ومواكبته لنصوص ذات العلاقة بالأدب الثوري"، نشطتها الدكتورة حسينة بوشيخ، وحضرها قامات من الأدباء حيث توجت المداخلة بمناقشة ثرية متنوعة، ووصلات شعرية من إلقاء مجموعة من الأقلام الشعرية المبدعة المرفوقة بألحان موسيقية للعازفين لخضر طبيب والفنان الفلسطيني قصي. طرح المحاضر في مداخلته سلسلة من الإشكاليات التي تشهدها الساحة الثقافية، موضحا في عرضه النقاط المهمة التي تعتري هيكلها والمتربصة بطريق تقدمها، وحسب رؤيته لتشخيص الصحة العامة للفضاء الثقافي الذي يعيش مرحلة تميزت بالركود، ارتأى أن يثيرها على هذا الشكل: من يشتغل اليوم في الاعلام الثقافي؟ هل الصحفيون قادرون على مواكبة الانتاج الثقافي وعلى نقده؟ هل هم قادرون فعلا على تقييم المنتج الثقافي؟ وفي المقابل، هل هناك منتج ثقافي يستحق تلك المواكبة؟ ونوّه الدكتور خذايرية في مداخلته الموجهة بشكل خاص للإعلاميين وللمهتمين بالشأن الثقافي عامة، عن أهمية الأستاذ الجامعي في الحياة الثقافية، وإلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الثقافي الذي يجب أن يكون من صميم اهتمام النخب بالدرجة الأولى، كما عقبت عليه الدكتورة حسينة بوشيخ بقولها: "نلاحظ بأن كثيرا من الصحف اليوم والمجلات الناجحة يقف وراءها أساتذة جامعيون، كما كان في الماضي الأدباء يصنعون مجد الصحف خصوصا فيما تعلق بالصحافة الأدبية". وفي ذات السياق، تحدث ضيف صالون نادية، عن العديد من الصحف التي ماتزال تواكب الفعل الثقافي والحركة الثقافية، وقال: "ومع ذلك نحن بحاجة إلى عمل حثيث في هذا الجانب، وبحاجة إلى فعل ثقافي". من جهتها أعربت الدكتورة حسينة بوشيخ عن قلقها إزاء واقع الثقافة اليوم سواء في الجزائر أو في الوطن العربي، حيث أوضحت "ما يلاحظ أيضا أن العديد من النشاطات الثقافية باتت تمر في صمت، فأحيانا نجد نشاطات وتظاهرات وفعاليات ثقافية وإصدارات قيمة للكتب، ولكن لا يوجد لها صدى في الصحافة، ربما هذا جزء من الوضع العام الذي تعيشه الصحافة في الجزائر لاسيما في الدول العربية"، وأشارت إلى مسألة طغيان البيئة الرقمية وطغيان مواقع التواصل الاجتماعي الذي عبرت عنه بقولها: "بأنه غيَّر من المفاهيم حولنا وما تعودنا عليه في ما قبل الانترنت"، "وهذا ما سبب تراجع المقروئية في جميع الفئات، حيث على سبيل المثال بات الطلبة الجامعيون لا يقرأون إلا ما يتناسب مع تخصصهم وهذا يتعارض مع المفهوم العام للثقافة"، تقول المتحدثة. للإشارة، صرّحت الشاعرة نادية نواصر ل«الشعب" أن اللقاء جاء في إطار إحياء مناسبة عيد النصر، حيث تم استضافة وسيط الجمهورية الاعلامي والكاتب الدكتور ياسين خذايرية، الذي قدّم مداخلة تطرق فيها إلى تحديد عوامل النهوض بقطاع الثقافة، إضافة إلى بعض الكتابات المستوحاة من الأدب الثوري، حيث كانت الأخيرة متبوعة بمناقشة نشطتها الاعلامية الدكتورة حسينة بوشيخ، وللتخفيف من جو الثقافة وهموم الإعلام الثقافي، شهد الحدث قراءات شعرية من طرف جمال جباري، أحمد عاشوري، بلال نوار وممثل السفارة الفلسطينية الشاعر مصطفى حمدان، جميل حفافنة، نسيمة عريف، حسين لرباع، وغيرهم.. مرفوقة بوصلات موسيقية من طرف العازف لخضر طبيّب، بمعية الفنان الفلسطيني قصي، وذلك وسط حضور لافت من داخل وخارج الولاية.