يمثل شهر رمضان الفضيل بكل ما يحمله من معان روحية وإنسانية سامية، مناسبة تزداد فيها مظاهر التضامن الاجتماعي في المجتمع خصوصا مع العائلات المعوزة والفئات الهشة التي تعاني الفاقة، في ظل تدني القدرة الشرائية وتزايد الحاجيات اليومية لأطفالها، وهي الفرصة التي تستغلها كثير من الهيئات المجتمعية والمحسنين الذين يتسابقون على فعل الخير بكل صوره، كفتح مطاعم الرحمة لإفطار الصائمين وعابري السبيل، والتجند لجمع وتوزيع طرود غذائية لإدخال الفرحة على العائلات.. ليس مستغربا أن يكون الشعب الجزائري وبكل فئاته، مضربا للمثل في عمليات التضامن الاجتماعي، والوقوف عند الحاجة والشدة مع المحتاجين للمساعدة، والتدخل لتخفيف معاناتهم اليومية أو الظرفية خلال الأزمات، والأمثلة كثيرة عن هذه التجارب التي قدمت أروع الصور عن التآزر، وهي نفس اللحظات الروحية والانسانية التي تسود وتتضاعف منذ بداية اليوم الأول من شهر رمضان الذي تتنوع فيه أعمال الخير من صدقات وعملية التفاف وطواف على العائلات المحتاجة والاشخاص المحرومين للتكفل بحاجياتهم وإحساسهم بأنهم وسط إخوانهم ومحاولة إدخال الفرحة الى هذه البيوت والبسمة للبراءة والطفولة التي تتطلع الى أجواء العيد. وكعينة عن هذه المظاهر التضامنية المبشرة بالخير والدالة على قوة التماسك الاجتماعي للمجتمع الجزائري مهما كانت الظروف، هي الصور الجميلة التي صنعتها فعاليات المجتمع المدني من جمعيات خيرية وهيئات رسمية حركت أركانها لتسيير قوافل تضامنية مع المعوزين أعطت اشارتها وزيرة التضامن الوطني والأسرة لتلاحق العمليات الاخرى التي شملت توزيع طرود غذائية تتكون من مختلف المواد الغذائية الأساسية التي تحتاج إليها هذه الأسر بما فيها المواد الخاصة لشهر رمضان. كما قامت مديرية النشاط الاجتماعي لبومرداس، بالتنسيق مع المحسنين، بفتح 62 مطعم إفطار لفائدة الصائمين وعابري السبيل عبر 21 بلدية، والقائمة مفتوحة، وهذا كعادة سنوية ومظهر من مظاهر التكافل والتآزر، في حين بادرت السلطات الولائية الى تنظيم مائدة افطار جماعي لفائدة حوالي 3 آلاف شخص بملعب جيلالي بونعامة، بينهم عائلات معوزة وأيتام وأطفال محتاجين الى مثل هذه الرعاية والالتفاتة الطيبة التي تنظم سنويا خلال شهر رمضان تخللها أيضا توزيع هدايا وألبسة العيد للأطفال بمساهمة ومشاركة محسنين وأصحاب مؤسسات اقتصادية وجمعيات خيرية، مع التكفل بعمليات ختان جماعي لأطفال الأسر المعوزة. وتمثل هذه الأنشطة التضامنية والخيرية التي تشرف عليها الجمعيات والمحسنون مع العائلات المعوزة الى جانب المجهودات الرسمية المتمثلة في منحة التضامن الخاصة بشهر رمضان المقدرة ب10 آلاف دينار التي تم توزيعها قبل بداية الشهر المبارك، جانبا من جوانب التمساك الاجتماعي التي تميز الشعب الجزائري الذي حافظ على هذه الصفات والأخلاق العالية منذ أقدم الأزمنة.