قال نادي الأسير إنّ سلطات الاحتلال الصهيوني، تواصل توسيع دائرة جريمة الاعتقال الإداري التعسفيّ بحقّ الفلسطينيين، تحت ذريعة وجود (ملف سرّي)، حيث وصل عددهم حتى نهاية شهر آذار/ مارس المنصرم، إلى (1016) معتقلًا إداريّا، من بينهم (6) أطفال، وأسيرة، وهذه النسبة هي الأعلى منذ عام 2003. وأوضح نادي الأسير في بيان له، إنّ أعداد أوامر الاعتقال الإداريّ التي صدرت منذ مطلع العام الجاريّ بلغت، نحو (800)، والنّسبة الأعلى منها كانت أوامر اعتقال إداريّ جديدة. ويقبع المعتقلون الإداريون في ثلاثة سجون مركزية وهي: (عوفر، والنقب، ومجدو)، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين في سجن (النقب) (442)، وفي سجن (عوفر) (340)، وفي سجن (مجدو) (131)، فيما يقبع بقية المعتقلين في سجون أخرى، علمًا أنّ هذه الأعداد حتى نهاية شهر آذار/ مارس. وأضاف نادي الأسير في بيان له، إنّ جريمة الاعتقال الإداريّ التي تُشكّل إحدى أبرز وأخطر الجرائم التي تنفّذها بحقّ الفلسطينيين، تصاعدت بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، مقارنة مع الأعوام القليلة الماضية، ففي شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي كان عدد المعتقلين الإداريين نحو (500)، وفي نهاية العام الماضي تجاوز عددهم (850). وبيّن نادي الأسير، أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني، أصدرت على مدار التّسع سنوات الماضية نحو 13 ألف أمر اعتقال إداريّ، وكانت أعلى نسبة خلال العام الماضي، مقارنة مع السّنوات القليلة الماضية حيث بلغ عدد الأوامر (2409). ولفت نادي الأسير إلى أنّ 80 % من المعتقلين الإداريين، هم معتقلون سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال ومنها رهنّ الاعتقال الإداري. وتهدف سلطات الاحتلال من خلال جريمة الاعتقال الإداريّ، إلى تقويض أي حالة فاعلة في المجتمع الفلسطينيّ، وعلى عدة مستويات، ولا تستثني من ذلك أي من الفئات، خاصة في ظل تصاعد المواجهة الراهنة. من الجدير ذكره، أنّ سلطات الاحتلال تلجأ للاعتقال الإداري، ضد من لا تستطيع أن توجه بحقّه لائحة اتهام وذلك بذريعة وجود ملف سرّي، وكإجراء (انتقامي)، مستندة بذلك إلى قانون الطوارئ التي ورثته عن الانتداب البريطاني، وتتواطأ محاكم الاحتلال عبر قراراتها، في ترسيخ هذه الجريمة عبر تنفيذ أوامر مخابرات الاحتلال. ويستعرض نادي الأسير حالة المعتقل وائل عبد الحافظ عوضات (51 عامًا) من مخيم عقبة جبر/ أريحا، الذي اُعتقل في 27/3/2023 وصدر بحقّه أمر اعتقال إداريّ، لمدة 6 شهور. المعتقل عوضات، هو والد الشهيدين إبراهيم ورأفت عوضات، اللّذان اُستشهدا في السّادس من شباط/ فبراير من العام الجاري إلى جانب ثلاثة شهداء آخرين، كما أنّه والد المعتقل عبد الحافظ عوضات (23 عامًا)، المعتقل منذ الأول من آذار/ مارس، والذي تعرض لتحقيقٍ قاسٍ في معتقل (عوفر)، وما يزال موقوفًا. تعرضت عائلة عوضات لسياسة العقاب الجماعي، ولعلميات تنكيل متكررة من خلال اقتحام منزلها والتنكيل بهم، وتهديدهم، ففي الرابع من شباط/ فبراير 2023، داهمت قوات الاحتلال منزل العائلة، وقامت بهدم واجهته. وكان المعتقل عوضات، قد تعرض للاعتقال عدة مرات سابقًا، منذ سنوات التسعينات، وكذلك عام 2006، وأمضى ما مجموعه عامين، وهو متزوج وأب لستة من الأبناء والبنات.