شكّل موضوع "دور وأهمية جدول تسيير الوثائق الأرشيفية في توحيد إجراءات تسيير الأرشيف البلدي" محور يوم دراسي جهوي احتضنته قاعة المحاضرات لولاية بومرداس، الاثنين، تحت إشراف المديرية العامة للأرشيف الوطني ومديرية التعاون والنشاطات العلمية بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وهذا بمشاركة عدد من ممثلي بلديات الوسط ومختصين ساهموا في إثراء النقاش بمداخلات وورشات عمل تطبيقية. حاول المتدخّلون خلال اليوم الدراسي حول جدول تسيير الوثائق الأرشيفية بالبلديات الإجابة على الإشكالية الرئيسية المتعلقة بطبيعة ونوعية الحلول، والاجراءات الواجب اتّباعها من أجل تطبيق جدول التسيير للوثائق الأرشيفية، وأهميته في تنظيم وتسيير الأرشيف البلدي الذي يعتبر من الملفات الحسّاسة والاستراتيجية بالنسبة لهذه الهيئة القاعدية اللاّمركزية في الهرم الاداري للدولة، وهذا بهدف تحقيق جملة من الأهداف الأساسية، أهمّها توحيد قواعد تسيير الأرشيف من خلال الدليل التوجيهي لتسيير أرشيف البلديات، أهمية إشراف رؤساء مصالح الأرشيف الولائية على متابعة العملية على المستوى المحلي، مع رفع توصيات ومقترحات كانت من ضمن مخرجات الورشات التطبيقية للملتقى. وأكّد سامي عثماني مدير التفتيش وممثل مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية في كلمته بهذه المناسبة "أنّ اليوم الدراسي يسعى إلى دراسة وتشخيص المناهج الأساسية في التسيير الأرشيفي قصد التحسيس بأهمية الموضوع أولا، ثم تبيان آثاره الحميدة على حسن سير وتنظيم الادارة المحلية لا سيما على مستوى البلديات بصفتها الجماعة القاعدية الاقليمية الأولى للدولة". كما ركّز المدير المركزي بالمديرية العامة للأرشيف الوطني "على أهمية طرح مختلف المسائل المهنية ذات العلاقة بالملف لتمكينهم من إيجاد الأساليب والمناهج العلمية لإعداد تصوّر واقعي بخصوص تفعيل النشاط الأرشيفي على مستوى الجماعات المحلية ليتبوّأ الدّور الحقيقي المنوط به تماشيا مع السياسة العمومية المنتهجة، وانسجامها مع الأدوات التّشريعية والقانونية التي ستعتمد مستقبلا في إطار روح استشرافية بعيدة عن النظرة الضيقة والمحدودة التي تضمحل لا محالة بمرور الوقت". ودعا في الأخير "إلى أهمية الخروج بتوصيات ومقترحات مفيدة وعملية لترفع إلى المديرية العامة للأرشيف الوطني من أجل المساعدة في تنفيذ المشروع في صيغته النهائية، وإضفاء قيمة مضافة لمبادرات ترقية أنماط التسيير على مستوى الإدارة المحلية". وشهد اللّقاء أيضا عدّة مداخلات من قبل المشاركين بغرض إثراء محاور النقاش، كان من بينها مداخلة حول موضوع "إعداد وتطبيق جدول التّسيير للوثائق الأرشيفية"، من تقديم مالك جوهرة، المديرة الفرعية لتقنيات التسيير بالمديرية العامة للأرشيف الوطني، التي قدّمت جملة من المزايا المتعلقة بهذه التقنية التي اعتبرتها أداة مهمّة في ضمان استمرارية تسيير الوثائق، والإجابة على التساؤلات التي تطرح من طرف منتجي الوثائق، الإشارة إلى المدة الزمنية لاستغلال الوثائق، محتواها ومصيرها، وأيضا اعتبارها أداة إلزامية لتوحيد طرق الحفظ وإتلاف الوثائق، مع القدرة على التحكم في الزخم الوثائقي ومساحات التخزين.