عودة الأمل والفخر إلى الشعوب العربية وإسماع صوتها بكل وقار أجمع محللون سياسيون وأساتذة جامعيون، على أن رئاسة الجزائر للجامعة العربية بعد انعقاد القمة العربية بأرض الشهداء نوفمبر من السنة الماضية، كانت استثنائية ومميزة على جميع الأصعدة، حيث صنعت الحدث من خلال إعادة ترميم الجسم العربي ولمّ شمله، وها هي سوريا تعود الى مقعدها بالجامعة العربية بمباركة الجميع، كما أن قمة نوفمبر بالجزائر أعادت القضية المركزية للأمة العربية للصفحات الأولى على الأجندة العربية، ونجحت في لمّ الشمل الفلسطيني وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهذا كله تتويجا لإعلان الجزائر التاريخي، الذي رسم طريق العرب في أصعب مرحلة يمر بها العالم و بكل دقة. أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر 3، رابح لعروسي أن القمة العربية التي انعقدت انعقدت تحت رئاسة الجزائر كانت ناجحة بامتياز، وباعتراف أقلام عربية وأجنبية، وهذا نظير الزخم الذي عرفته القمة قبل وأثناء وبعد انعقادها، وحتى من حيث الكثافة الموضوعاتية التي طرحت والملفات التي نوقشت والتي توجت ببيان إعلان الجزائر. وأضاف المتحدث في تصريح ل "الشعب": " تلك الملفات كانت ثقيلة بمضمونها وقوية بأبعادها الجيوسياسية، عاكسة مهارة الدبلوماسية الجزائرية العالية، وكانت بذلك قمة للمّ الشمل العربي".وأبرز الأكاديمي ذاته، أن الحديث عن قمة عربية قادمة، يسبقها الحديث عن تتويج مسار قمة الجزائر وما قدمته من انجازات وعمل دؤوب، خلال هذه الفترة القصيرة، لكنها كبيرة بالملفات وبالإنجازات، على رأسها تحقيق المصالحة الفلسطينية، واتفاق الجزائر الذي جمع 14 فصيلا فلسطينيا والذي تضمنه إعلان الجزائر، وكل هذا يعتبر إنجازا حقيقيا حول القضية المركزية، لأنه أعاد القضية الى الواجهة العربية وعلى الصفحات الأولى لأجندتها بعدما غُيبت في القمم السابقة". كسب الرهان في نوفمبر الشهداء أما الملف الثاني الذي تحقق، وهو نتيجة مسار وجهود الدبلوماسية الجزائرية، هو عودة سوريا الى مقعدها بالجامعة العربية، يؤكد لعروسي، الذي يشدد على أن " اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي وافق على عودة سوريا للجامعة العربية، تتويجا لمسار الجزائر، وللجهود التي بذلتها، خاصة أن المقاربة الجزائرية أصبحت هي المركزية للكثير من الدول العربية، وها هم اليوم يؤيدونها بالإجماع لعودة سوريا للبيت العربي، خاصة وأنها دولة مؤسسة في الجامعة العربية، وكانت مرشحة لأن تكون خزانا اقتصاديا عربيا، وللغذاء العربي العربي، داخل الكتلة العربية لولا ما حدث خلال العشرية الماضية". من جهته، أكد المختص في الشؤون الوطنية والدولية المحلل السياسي نبار سليمان، ل "الشعب"، أن القمة العربية التي انعقدت في الجزائر نوفمبر من السنة الماضية، توجت بإعلان الجزائر، وشهدت تحقيق العديد من الأهداف، أولها كسب رهان تنظيم هذه القمة، بحضور استثنائي لمعظم القادة العرب، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، رئيس الاتحاد الإفريقي، ورئيس حركة عدم الانحياز. كما أن البداية الفعلية للمبادرة الجزائرية في إصلاح الجامعة العربية كهيكل تنظيمي يعمل على تحقيق الأهداف العربية المشتركة، كان من بين أهداف قمة نوفمبر، وخلص إلى أن " قمة الجزائر كانت فرصة لتحقيق العمل العربي المشترك".