كلما هبّت رياح التغيير، أو سُمعت لها قرقعة على الأبواب والنوافذ، تنذر بهبوبها القوي، يتململ بعض الذين في قلوبهم مرض، أو الذين تعوّدوا جريان الرياح حسب ما تشتهيه سفنهم، لذلك تراهم ينزعون إلى زرع الشك في النفوس، وزرع الأشواك في الطريق، ولكن قد فاتهم أن زرع الشك والشوك لا يفيد في شيء، ولا ينقص ولا يزيد لأن عجلة الزمان تدور دائما ولا تتوقف، وويل لمن يريد أن يعترض طريقها. إننا نعيش اليوم عهدا جديدا يتطلب منا أن نتخلص من عاداتنا وطباعنا السلبية القديمة، وأن نتفاعل مع الواقع وأن نعيشه بكل كياننا، إن حركة التغييرات التي مست ومازالت تمسّ مؤسسات كثيرة في البلاد هي حركة جريئة وشجاعة يفرضها المنطق والعقل والخوف على مصلحة الوطن والمواطن. أظن أنه يكون من الناجع والمفيد في أن نفكر في إجراء حركة موازية لهذه التي باشرها ويباشرها السيد رئيس الجمهورية تكون حركة لتغييرالأذهان وإعادة تشكيله حسب متطلبات الواقع وآفاق المستقبل. إن رئيس البلدية مثلا الذي يجعل ألف حاجز بينه وبين مواطنيه الذين أعطوه ثقتهم من قبل وعلّقوا عليه آمالهم في حلّ مشكلاتهم وفك أزماتهم، إنما بفعله ذلك يسيء إلى الوطن ويخون الأمانة أولا وبل كل شيء وهذا معروف بالبديهة، وأعتقد أن مجرد عزله من مكانه لا يغير في الأمر كثيرا، إذ أظن أنه من الأجدر أن نغير في القوانين التي يكون لها القوة والفعالية في تقريب المواطن من البلدية والتي تفرض على رئيسها »المير« أن ينزل إلى الشعب ويبحث هو بنفسه في مشاكلهم ولا ينتظر أن يأتوا إليه فيصد أبوابه في وجوههم.. ربما يبدو هذا ضربا من الخيال لدى البعض وخاصة الذين تؤثر فيهم الشكوك ولا يؤمنون بإرادة الشعوب وعزمها على التغيير ونفض غبار الضعف والهوان، إن قطار التنمية قد بدأ في الانطلاق فعلا ولابد له أن ينطلق نحو هدفه النبيل، وهو ازدهار الجزائر وعزّتها وتعزيز مكانتها بين الأمم، ولذلك علينا أن نؤمن وأن نعمل جميعنا على تغيير الأذهان أولا وقبل كل شيء، وتلك أعتقد أنها مهمة الجميع. ------------------------------------------------------------------------