كانت، وستظل الجزائر تطلُ، وتهل، وتُظِّل بظلالها الوارفة، قلبها النابض بحب فلسطين؛ ونشيدها تحيا فلسطين وإعلامها يرفع قضية فلسطين، والقدس في كل المحافل العالمية، وفي مختلف المناسبات الدولية؛ حيث يدعم الرئيس الجزائري، وحكومتهِ الرشيدة، وكُلّ الشعب الجزائريفلسطين؛ فمن الجزائر يفوح عطر عبيرها الفواح الذي ترتاح له الأرواح، وفي كل صباح، وفي الليل ينير نور الجزائرلفلسطين كأنهُ المصباح؛ فحفظ الجزائر ربُنا العظيم العليم الفتاح. لقد انطلقت قبل عدة أيام من دولة الجزائر الشقيقة، ومن قلب المركز الدولي للمؤتمرات مركز "عبد اللطيف رحال" أعمال الندوة الدولية المخلدة للذكرى الأليمة ذكرى اغتصاب وضياع فلسطين 75 للنكبة الفلسطينية تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة، والعودة حق"؛ ولقد أشرف على تنظيم الملتقى الدولي وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، وبمشاركة سفارة دولة فلسطينبالجزائر، وحضر الملتقى الدولي وزراء، وممثلي الجمهورية الجزائرية، واعضاء من البرلمان الجزائري بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني، ومجلس الأمة)، وسفراء، وقناصل، وممثلي السفارات، والبعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الجزائر وممثلي عن الجمعيات الحقوقية، والنقابات، والاتحادات المختلفة المحلية والدولية، وكادر سفارة دولة فلسطين وحشد من الجالية الفلسطينيةبالجزائر؛ وقد قامت الشخصيات الاعتبارية الرسمية الفلسطينية خلال كلماتها في الجلسة الافتتاحية المشاركة في الندوة الدولية لإحياء الذكرى 75 للنكبة، بتقديم جزيل الشكر، والعرفان لمواقف الجزائر الجليلة الثابتة، والداعمة للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، داعين إلى الاسراع في تنفيذ قرارات "إعلان الجزائر" من أجلِ لمْ الشمل الفلسطيني، ودعا الفلسطينيون المشاركون في الندوة، إلى تحقيق المصالحة الوطنية تنفيذًا ل "إعلان الجزائر" الذي رعاه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون حفظه الله، ووقعت عليه الفصائل الفلسطينية في الجزائر شهر أكتوبر الماضي، مؤكّدين على دعم الجزائر لصمود الشعب الفلسطيني، وتلك المواقف الرسمية، والشعبية الجزائرية العظيمة الداعمة لفلسطين؛ والتي تؤكّد على أن الشعب الفلسطيني يخوض معركة الكفاح، والصمود، والنضال، والتحدي، والتصدي ضد الاحتلال الصهيوني المجرم، واعتداءاته، وممارساته التعسفية ضد الشعب الفلسطيني المجاهد؛ مع تأكيد سيادة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون، بكون الجزائر لن تكون أبدًا طرفًا في أي اتفاقات تطبيع، و«لن تشارك فيها ولا تباركها". وللحقيقة، فإنّ الجزائر تُعد من أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية عبر التاريخ، وهي أول من اعترف بدولة فلسطين التي تم الاعلان عن قيامها من قلب العاصمة الجزائرية؛ حينما تم إعلان الاستقلال هو إعلان استقلال دولة فلسطين (للمرة الثانية)، والذي تم في تاريخ 15 نوفمبر 1988 من طرف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. لقد شكّلت النكبة الفلسطينية أكبر عمليات تطهير عرقي للشعب الفلسطيني، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، بسبب عصابة الكيان الصهيوني، ورفضهِ الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، ومواصلة عدوانه، وعجز المجتمع الدولي عن إرغامه على تطبيق القرارات الدولية والاممية، مما عمق مأساة الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 6 ملايين، و600 ألف لاجئ في الوطن والشتات؛ ولذلك، في ذكرى النكبة أكدت الجزائر، وبحضور لفيف من السفراء في العالم بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى، مؤكّدين على ضرورة نُصرة القضية الفلسطينية، وأهمية دعم الدول العربية، والعالم الحُر لتوجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة؛ ولذلك نجد القيادة الفلسطينية دائمًا ومن خلفها الشعب الفلسطيني يتقدمون بجزيل الشكر، والتقدير، للشعب الجزائري الشقيق وللسيد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على المواقف الجزائرية العظيمة المقدمة من أجل فلسطين. لقد جاءت ذكرى إحياء النكبة في الجزائر ليؤكد من خلالها الشعب الفلسطيني من قلب الجزائر لكل الأمة العربية والاسلامية، والعالم أجمع تمسك الشعب الجزائري، وقيادته، والشعب الفلسطيني بحقهم المقدس في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرًا، وقهرًا! وعلى حق العودة باعتبارهِ حقًا مقدسًا لا يزول بالتقادم، ولا يضيع؛ وأن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة، ويسعى لنيل حريته، واستقلاله من العدو المحتل الجبان، بدعمٍ، ومساندة كبيرة رسمية، وشعبية من قلب الجزائر، ومن الرئيس، والشعب الجزائري البطل؛ وفي ذلك رسالة واضحة للعالم بأن فلسطين هي أرض وقف إسلامي، وإن المسجد الأقصى المبارك، والقدس الشريف هي قضية كل العرب، والمسلمين ويجب الدفاع عنها، والعمل بكل السبل، والوسائل المشروعة من أجل تحريرها من الأعداء الغاصبين؛ وأن الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه، ومقدساتهِ، وسيبقى في الخندق المتقدم للدفاع عن الأمة العربية والإسلامية. صار من الواضح الاهتمام الجزائري الكبير بفلسطين؛ وأن الجزائر لم ولن تساوم في دفاعها عن فلسطين في كل المحافل الدولية، وستظل الجزائر شعبا وقيادة على قلب رجل واحد، مع فلسطين ظالمة أو مظلومة؛ وإن القضية الفلسطينية تعتبر أرض الجزائر "فضاء إعلاميًا مفتوحًا صادحًا يُجلجل بالحق..ولن ينسى شعب فلسطين المخرجات التاريخية للقمة العربية 31 والتي عززت بقراراتها الدعم، والمساندة للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف؛ ولذلك سوف تظل الجزائر العاشقة البَارَِقة الباسقة دقات قلب فلسطين النابض حبًا، وكرامةً، وخيرًا، حتى التحرير، والتمكين، والنصر على المحتلين.