أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد أمس، ضرورة الارتقاء بتدريس المواد العلمية عامة ومادة الرياضيات خاصة، لمواكبة التطورات التكنولوجية في العالم، كاشفا في سياق آخر عن التحسن الملحوظ في تدريس هذه المادة، طيلة خمس سنوات الماضية. أوضح الوزير في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المنتدى الدولي الثاني حول «تعليم وتعلم الرياضيات «، الذي نظمه المعهد الوطني للبحث في التربية، على مدار يومين بحضور خبراء وباحثين، أن ترقية تعليم الرياضيات وتشجيع التلاميذ على الالتحاق بشعبتي الرياضيات وتقني رياضي ضرورة ملحة. وأشار بلعابد إلى تحسن تعليم هذه المادة، خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي التي تعتبر أساس مراحل التعليمية الاخرى، كاشفا عن النتائج الاستقرائية لتلاميذ الطور الأول للسنة الدراسية 2022/2023 التي عرفت تحسنا ملحوظا للمتحصلين على معدل أكبر أو يساوي 5/10 في مادة الرياضيات مقارنة بالسنة الماضية. ويتجاوز التحسن - حسب الوزير - بين نقطة مئوية وأربع نقاط مئوية، بالموازاة مع نتائج التعليم الثانوي سنة الثانية ثانوي التي حققت المراتب الأولى خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث تراوحت النتائج المتحصل عليها على معدل يفوق أو يساوي 10\20 في شعبة الرياضيات بين 8.60 الى 96.55 بالمائة. وعن مواد التخصص في مادة الرياضيات أكد بلعابد أن نتائجها كانت مرضية خلال الموسم الدراسي، حيث تحصل ما نسبته 80.25 بالمائة من التلاميذ على المعدل في الرياضيات و82.41 بالمائة في مادة الفيزياء، مشيرا أن نتائج مواد شعبة الرياضيات مقبولة، حيث سجلت 63.6 بالمائة في الرياضيات و27 بالمائة في العلوم الفيزيائية وأضاف الوزير، رغم التوجه الكبير لشعبة الرياضيات إلا أنها ما تزال دون المبتغى، والتلاميذ المتوجهون اليها يتحصلون على نتائج جد مرضية في البكالوريا، حيث احتلت شعبة الرياضيات صدارة الشعب من حيث نسبة النجاح، واستطاعت أن تسجل من سنة 2016 الى 2021 حوالي 21 نقطة مئوية. وقال المسؤول الأول على القطاع، أن شعبة الرياضيات حققت المرتبة الأولى في بكالوريا دورة 2022 بنسبة نجاح بلغت 78.78 بالمائة، متبوعة بشعبة تقني رياضي والهندسة التقنية 65.43 بالمائة، الهندسة الكهربائية 65.15 بالمائة. وأشار بلعابد إلى التطور الحاصل في عدد المترشحين الحاصلين على علامات أكبر أو تساوي 15/20 في مادة الرياضيات في امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا، حيث قفز العدد في شعبة بكالوريا رياضيات من 2042 الى 3322 مترشحا وانتقل العدد في شهادة التعليم المتوسط من 82.660 الى 89 بالمائة. ولتحقيق مسعى تطوير الرياضيات، تم تسطير برنامج ثري يرتكز أساسا على تنظيم حصص علمية وتقنية لفائدة التلاميذ المعنيين لتعريفهم بإجراءات التوجه إلى شعبة الرياضيات والتقني رياضي، حيث يشمل تنظيم لقاءات اعلامية لفائدة أولياء الأمور لتعريفهم بالشعبتين وتشجيعهم على اختيار هذين التخصصين. وشدد الوزير ايضا، على ضرورة اعلام التلاميذ بالمجهودات التي تبذلها الدولة لترقية الرياضيات من خلال استعداد المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة العلية للذكاء الاصطناعي، بالاضافة الى فتح المدرسة الوطنية العليا في علوم النانو وتكنولوجية النانو وأخرى في تكنولوجية الأنظمة. وعرج بلعابد على جملة من الإجراءات لتجسيد مسعى تطوير الرياضيات من خلال إبراز الجوانب الجمالية والابداعية فيها وإظهار الأهمية الفكرية المعرفية والمنهجية التي تتمتع بها المادة، من خلال تنظيم مسابقات تنافسية بين تلاميذ المؤسسات التعليمية بما يوفر بيئة خاصة لاكتشاف المواهب. وأشار الى الرهانات الجديدة والتحويلات التي يشهدها المجتمع المعلوماتي، وتسارع وتيرة التطورات العلمية والتكنولوجيا مع الانتشار الهائل للروبوت المحادثة، والوصول الى الذكاء الاصطناعي، هذه المستجدات التكنولوجية تفرض على الجزائر المساهمة في الشبكات والاستجابة للطلب الاجتماعي والاقتصادي الذي يقتضي مستويات أعلى في التفعيل والأداء. واختتم بلعابد اللقاء بالاشارة الى النتائج المشرفة التي حققها التلاميذ في المسابقات الدولية لمادة الرياضيات، وفي اول مشاركة لهم تحصلوا خلالها على ثلاث فضيات ومداليتين نحاسيتين «برونزية» وشهادة، فضلا عن مشاركة اخرى تحصل فيها الفريق على المرتبة الثالثة بثمان ميداليات.