لونيسي: الجزائر تبقى مع فلسطين ظالمة أو مظلومة التضامن مع الشعب الفلسطيني وفاء للتاريخ النضالي تتصدر الجزائر دورا رائدا في وقوفها الداعم مع القضية الفلسطينية والتضامن المستمر واللامشروط مع نضال الشعب الفلسطيني ضد جيش الاحتلال الصهيوني، مؤكدة في كل مرة على وفائها ودورها التاريخي والتزامها بواجبها تجاه فلسطين، وأنها خير سند لها ولشعبها في كل الأوقات والأزمنة. ما تزال الدولة الجزائرية على عهدها متمسكة في دعمها ومساندتها لفلسطين من خلال مواقفها الثابتة المشرفة، وتسخير كل منابرها ووسائلها الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية وسيرها على مبادئ ثورتها التحريرية المجيدة التي تمثل مصدر الهام للشعب الفلسطيني الذي يعاني من جرائم بشعة وممارسات وانتهاكات جسيمة يرتكبها الاحتلال الصهيوني. وتجسد موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية من خلال المساهمة المالية العاجلة التي أمر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار ما دمره الاعتداء الهمجي الصهيوني على مدينة جنين الفلسطينية الذي خلف العديد من الضحايا بين الأشقاء الفلسطينيين العزل. وأكد أستاذ التاريخ المعاصر، الدكتور رابح لونيسي ل«الشعب " أن الجزائر من البلدان التي بقي موقفها ثابتا تجاه القضية الفلسطينية عبر تاريخها والدليل على ذلك تضامنها الدائم مع نضال الشعب الفلسطيني بالرغم من الضغوطات الدولية التي تفرض على الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى رفضها التام للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كونها تعتبر القضية الفلسطينية مقدسة بالنسبة للشعب الجزائري. وقال لونيسي إن وقوف الجزائر إلى جانب فلسطين ثابت وضارب في التاريخ، ولن يتزعزع، خاصة وأن معاناة الشعب الفلسطيني من ظلم وويلات الاحتلال الصهيوني لا تختلف عما عاشه الجزائريون مع طاغوت استعمار فرنسي استيطاني أوحش وأكبر من أي استعمار مارس أبشع أنواع الجرائم في حق الشعب الجزائري، وستكون الثورة التحريرية الجزائرية مصدر إلهام للشعب الفلسطيني نحو التحرر والوحدة الفلسطينية. وأشار لونيسي إلى أن محطات تاريخية بارزة ستبقى شاهدة على دعم الجزائر التاريخي للقضية الفلسطينية وتمسكها بهذا الموقف سيستمر في كل الأوقات والأزمنة، موضحا أن تخلي الجزائر عن فلسطين يعني اعترافها بشرعية الاستيطان الاستعماري، وهذا ينافي مبدأ الجزائر الداعم لحركات والقضايا التحريرية وتصفية الاستعمار كقضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الشعوب الإفريقية التي ترزخ تحت وطأة الاستعمار. وأضاف أستاذ التاريخ المعاصر أن الجزائر تتعرض إلى مضايقات كبيرة نتيجة مواقفها الثابتة والمساندة الدائمة للقضية الفلسطينية، خاصة وأن الحركة الصهيونية أصبحت تتموقع قرب حدودنا مع المغرب المطبع مع الكيان الصهيوني، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا للجزائر ودول شمال إفريقيا، باعتبار أن دور الجزائر يقلق كثيرا من الدول بما فيها الكيان الصهيوني، ومكانتها لا تخدم السياسة المتبعة والمنتهجة من قبل الكيان وحلفائه. وأبرز لونيسي أن الدولة الجزائرية صامدة أمام الضغوطات والمحاولات من أجل أن تتخلى عن مبادئها الأساسية في سياستها الخارجية، ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية ودعمها لحركات التحرر في العالم، ومساندة الشعوب التي تتعرض للاستعمار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مؤكدا أهمية تعزيز المشاركة العربية والإسلامية في العمل المقاوم داخل فلسطين وإحداث نقلة في دعم القضية الفلسطينية.