مازال الغموض يكتنف مستقبل المدرب البوسني وحيد هاليلوزيتش حول بقائه على رأس العارضة الفنية ل “الخضر" من عدمه. ورغم أنّ الجميع كان ينتظر جوابا شافيا من التقني البوسني حول هذا الموضوع خلال الندوة الصحفية التي عقدها بعد مواجهة كوت ديفوار، إلاّ أنّ هاليلوزيتش زاد الأمر ضبابية عندما أكّد أنه لم يقرّر بعد مستقبله الذي سيفصل فيه خلال الأيام المقبلة. ويبدو أنّ هاليلوزيتش لم يكن يتوقّع هذا السيناريو الكارثي المتمثل في خروج المنتخب من الدور الأول، بدليل أنّه ظهر في كثير من الأحيان شارد الذهن و كأنه تفاجأ لمستوى بعض اللاعبين الذين كان يتوقّع منهم مستوى أحسن من الذي ظهر به خلال مباريات الدور الأول. “الفاف" متمسّكة به في الوقت الذي بدا هاليلوزيتش متردّدا في الإفصاح عن قراره النهائي بخصوص بقائه من عدمه على رأس “الخضر"، كان رئيس الاتحادية أكثر وضوحا عندما أكّد أنّ هاليلوزيتش سيواصل مهامه كمدرب للمنتخب الوطني لأسباب عديدة أهمّها تطور مستوى المنتخب مقارنة بالفترة السابقة، بدليل سيطرته بالطول والعرض على الكرة خلال مواجهة الطوغو وتونس، إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار نظرا لأنّ مباراة البنين على الأبواب والتأهل لكأس العالم يبقى الهدف الرئيسي بالنسبة للاتحادية لأنّ المشاركة في هذه المنافسة سيكون لها أثر إيجابي كبير سواء من الناحية الرياضية أو المالية على خزينة “الفاف". أما الأمر الأخر يتمثل في حديث روراوة خلال الندوة الصحفية التي عقدها قبل السفر إلى جنوب إفريقيا في المركز التقني للمنتخبات الوطنية بسيدي موسى، عندما أكّد أنّ صفقة هاليلوزيتش متعدّدة الأهداف ومتمثلة في ثلاثة أهداف رئيسية وهي: التأهل إلى كاس إفريقيا والوصول إلى النصف النهائي في هذه المنافسة، إضافة إلى التأهل إلى كاس العالم 2014 التي ستجرى في البرازيل، وقد حقّق التقني البوسني هدف التأهل وأخفق في الثاني المتمثل في الوصول إلى النصف النهائي، ويبقى مطالبا بتجسيد الهدف الثالث المتمثل في التأهل إلى كاس العالم. أما من الناحية القانونية فالعقد المبرم مع هاليلوزيتش والذي سينتهي في جويلية 2014، يتضمّن بنودا عديدة تحمي المدرب و«الفاف" في حال غدر الأول بالثاني أو العكس. فالاتحادية ستكون مطالبة بدفع قيمة العقد في حال إقالة البوسني والمتمثل في الأجور الخاصة بالأشهر المتبقية من العقد، ونفس الأمر سيقوم به هاليلوزيتش في حال قرّر الرحيل، حيث سيكون مطالب بالتنازل عن قيمة ما تبقى من عقده. ورغم أنّ تردّده مفهوم نظرا للاخفاق في “الكان" إلاّ أنّ الضغط الذي عاشه التقني البوسني جعله يفكر لأكثر من مرة قبل اتخاذ القرار النهائي، خاصة أنّه مقبل على مباراة حاسمة في تصفيات كأس العالم وتحقيق نتيجة سلبية معناه تضاؤل نسب التأهل. ويعلم بحكم تجربته في كأس إفريقيا أنّه سيعيش تحت ضغط كبير من طرف وسائل الإعلام، وحينها سيقع على عاتقه القيام بعمل مضاعف من خلال تحضير الفريق من الناحية النفسية. ورغم أنّه حاول كسب ودّ الصحفيين الجزائريين من خلال التوجه إليهم بعد الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة كوت ديفوار وصافحهم جميعا وتبادل معهم أطراف الحديث حول عديد الأمور، إلاّ أنّ هذا الأمر قد لا يشفع للتقني البوسني المطالب بإيجاد الحلول لتحقيق نتيجة جيدة أمام البنين.