بادرت مصالح البلدية لمنطقة "سيدي مبارك" الواقعة على بعد 10 كلم شرق عاصمة الولاية، بالتنسيق مع مصالح دائرة بئر قاصد علي، وجمعيات المجتمع المدني والكشافة الجزائرية الإسلامية، إلى إطلاق مبادرة واسعة النطاق، استهدفت تنظيف غابة "البردي" والأحياء المجاورة لها، مكّنت من رفع أزيد من 115 طن من النفايات الهامدة والصلبة، ومخلفات المنازل، والأغصان الميتة. سخّرت المصالح البلدية لمنطقة سيدي مبارك شرق ولاية برج بوعريريج، أزيد من 50 عاملا و5 شاحنات و3 جرارات، إلى جانب تجنيد إمكانات بشرية معتبرة من أجل إنجاح هذه الحملة التطوعية، والتي شملت أزيد من 20 عونا من مصالح الغابات وعددا معتبرا من المتطوعين من مواطنين، جمعيات ونوادي رياضية على غرار الكشافة والنوادي الرياضية والشبانية المعروفة بالنشاط التطوعي، قدموا من داخل وخارج البلدية، من أجل المساهمة في إنجاح الحملة التطوعية. واستهدفت الحملة الأحياء والتجمعات السكانية المحاذية لغابة "البردي" والمسالك والطرق الرئيسة والفرعية داخل الغابة، مكّنت من رفع أزيد من 115 طن من النفايات المتراكمة على مستوى النقاط السوداء والمفارغ العشوائية ومخلفات البناء وأحراش وأغصان الأشجار الميتة التي تشكل المادة الأولية تساعد على انتشار الحرائق المحتملة في المنطقة الغابية، تمّ تحويلها إلى مركز تجميع النفايات وفرزها التابعة لمركز الردم التقني بالولاية. وتندرج العملية بحسب القائمين عليها، في إطار التدابير الاحترازية للوقاية من حرائق الغابات التي تسهر السلطات الوصية على تجسيدها عبر الحملات الإعلامية والتطوعية لحماية الشريط الغابي، وتجريم أي فعل مرتبط بالمساس بهذه المكتسبات الطبيعية، لاسيما فيما تعلق برمي النفايات داخل هذه المناطق الغابية. في ذات السياق، كشف المدير المكلف بتسيير شؤون البلدية بالمنطقة، وليد ميهوب، على هامش عملية تنظيف الغابة، أن هذه المبادرة تندرج في إطار توصيات السلطات المحلية وعلى رأسها والي ولاية برج بوعريريج من خلال تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، حيث تهدف العملية إلى حماية الغابة ومكافحة حرائق الغابات من خلال الرفع من درجات الالتزام وإجراءات احترازية، لاسيما وأن الغابة تقع بالمحاذاة من سكان حي "الدوار" ذات التعداد السكاني المعتبر. ودعا محدثنا الشباب ومرتادي الغابة إلى الرفع من درجة الالتزام والوعي البيئي، للحفاظ على هذا المكسب الطبيعي الهام للمنطقة، من خلال الالتزام بعدم رمي الأوساخ على مستوى الممرات والطرق الغابية المؤدية إلى الغابة، وإلى ضرورة التحلي بقدر من المسؤولية والالتزام بالنسبة للشباب ومواطني السكنات المجاورة لغابة "البردي". وذكر ميهوب، أن أبرز النفايات التي يعمد المواطنون لرميها تتعلق بترك النفايات ومخلفات المنازل المرتبطة بعمليات هدم وترميم وبناء المنازل، ورميها في المسالك والطرق الفرعية المؤدية للغابة مستغلين شساعة المساحة الغابية التي يصعب إخضاعها للحراسة الدقيقة من طرف أعوان المصالح المختصة في كل لحظة، والتي من شأنها أن تكون سببا في عرقلة وحماية هذا المكسب الطبيعي الهام للمنطقة، وتهديد هذا المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة خاصة الرياضيين والعائلات، ممن يقصدونها لممارسة هواية الرياضة والاستجمام. ونوّه المتحدث بدور المتطوعين في إنجاح هذه الحملة خاصة أصحاب الجمعيات وفاعلين من المجتمع المدني والكشافة الإسلامية الجزائرية والمتطوعين من المواطنين الذين كان لهم الدور البارز في إنجاح هذه العملية. ويذكر أن غابة "البردي" الواقعة شرق ولاية برج بوعريريج، بمنطقة سيدي مبارك تعد متنفساً، للعديد من العائلات، ومزارا يستهوي الرياضيين والشباب على حدّ سواء خاصة خلال أيام العطل ونهاية الأسبوع، يتوافدون إليها من مختلف بلديات الولاية هربا من ضجيج المدينة واستمتاعا بالهواء النقي العليل الذي توفره النباتات والأشجار الغابية الكثيفة بالمنطقة.