أكد رئيس المجلس العسكري في النيجر، عبدالرحمن تشياني، أن أي تدخل من دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) سيتم اعتباره احتلالا. وقال "سنقوم بما يلزم ونرد على أي اعتداء علينا"، مؤكداً أن الفترة الانتقالية للسلطة "لن تتجاوز ثلاث سنوات". وطلب من الشعب التأهب لمواجهة أي عمل عسكري محتمل، مبيناً "جاهزون للدخول في أي حوار يقبله الشعب". أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم في النيجر أن الفترة الانتقالية للسلطة لن تتجاوز ثلاث سنوات، مؤكدا أنهم يهدفون إلى ترسيخ الحكم الرشيد والعودة للديمقراطية، محذرا من أن أي هجوم يستهدف بلاده لن يكون سهلا على المشاركين فيه. وقال الجنرال عبد الرحمن تياني في خطاب تلفزيوني "طموحنا ليس مصادرة السلطة"، مضيفا أن الهجوم على النيجر لن يكون "نزهة في الحديقة". لكنه حذّر من أنه "إذا شُنّ هجوم ضدنا، فلن يكون تلك النزهة في الحديقة التي يبدو أن بعض الناس يعتقدونها". وقال أيضا: "إيكواس تستعد لمهاجمة النيجر من خلال تشكيل جيش بالتعاون مع جيش أجنبي"، دون أن يذكر الدولة الأجنبية التي عناها. جهود دبلوماسية وجاء تحذيره مع وصول وفد من جماعة دول غرب إفريقيا (إيكواس) إلى نيامي في مسعى دبلوماسي أخير قبل اتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري. والتقى وفد الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الذي وصل بعد ظهر السبت إلى نيامي الرئيس محمد بازوم المحتجز منذ انقلاب 26 جويلية، وفق ما أفاد مصدر في المنظمة الاقليمية. وقال المصدر إن بازوم "معنوياته مرتفعة". كما أعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، عن تفاؤلها بقبول الإدارة العسكرية في النيجر إجراء حوار معها. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مفوض الشؤون السياسية بالمجموعة عبد الفتاح موسى موسى، الذي أبدى تفاؤله بشأن الحوار المزمع مع قادة الانقلاب في النيجر، لكنه أكد التزام "إيكواس" بإعادة الرئيس محمد بازوم إلى الحكم واستعادة النظام الدستوري في البلاد. وأوضح أن "المجموعة ستراقب الحوار عن كثب، وستفكر في الخيار العسكري حال فشل الحوار". وأضاف موسى: "سنرى كيف ستتطور المباحثات، وأؤكد لكم أننا لن ننخرط في حوار بلا نهاية". ونفى المزاعم بشأن ميل المجموعة الإفريقية باتجاه الحرب، معتبرا أن "الإدارة العسكرية في النيجر هي المسؤولة عن المأزق الحالي". وتابع مفوض "إيكواس": "لسنا نحن من نغلق أمامهم الباب، بل هم من يغلقون الباب في وجهنا". ومؤخرا، هدّدت "إيكواس" بالتدخل العسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، ووضعته خيارا جاهزا إلى جانب إجراءات عقابية مشدّدة. وتوازياً أعلنت "إكواس" أنّها "مستعدة للتدخل" العسكري لإعادة النظام الدستوري بالقوة إلى النيجر. بوركينافاسو تهدّد من جهتها، هدّدت بوركينا فاسو على لسان وزير دفاعها قاسوم كوليبالي بالانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" في حال تدخل الأخيرة عسكريا في النيجر. وقال كوليبالي: "بوركينا فاسو مستعدة حتى للانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لأنها تعتبر سياسة إيكواس تجاه النيجر غير منطقية". وجدد كوليبالي تأكيد "دعم بوركينا فاسو القوي للنيجر في مواجهة العدوان" المحتمل. وحذّر من "تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة حال سقوط النيجر في الفوضى"، مؤكدا أن "دول إيكواس ليس لها الحق في قتال بعضها بعضا". جدير بالذكر، أن بوركينا فاسو ومالي تؤكدان دعمهما للنيجر وسلطاته الجديدة. ونفذ عناصر من الحرس الرئاسي انقلابا على بازوم المحتجز في مقره الرئاسي منذ ذلك الوقت، وأعلنوا تعليق العمل بالدستور وتشكيل "مجلس وطني لإنقاذ الوطن"، ثم حكومة تضمّ مدنيين وعسكريين. واشنطن على الخطّ من جهة أخرى، وصلت سفيرة أمريكية جديدة إلى نيامي بهدف دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حلّ الأزمة السّياسية بحسب ما أكدت الخارجية الأمريكية في بيان السبت. ولن تقدّم كاثلين فيتزغيبون أوراق اعتمادها رسميا إلى السلطات الجديدة في البلاد. وأوضح البيان أن وصولها "لا يعكس تغييرا في سياسة" الولاياتالمتحدة، ولكنه "يستجيب للحاجة إلى موظفين لديهم خبرة في هذه الأوقات المعقدة" في البلاد. وستشمل مهمتها "الدعوة إلى حل دبلوماسي يحافظ على النظام الدستوري في النيجر، وإلى الإفراج الفوري عن الرئيس بازوم وعائلته وجميع المعتقلين بشكل غير قانوني"، بحسب المصدر نفسه. واستقرت فيتزغيبون التي تتمتع بخبرة واسعة في شؤون غرب أفريقيا، في نيامي رغم مغادرة الموظفين غير الأساسيين للسفارة في بداية أوت، بسبب الأزمة الناجمة عن الانقلاب. وتضغط الولاياتالمتحدة من أجل الوصول لحل دبلوماسي للأزمة التي اندلعت في 26 جويلية بالنيجر.