بدأت نهضة القطاع السياحي في الجزائر تتجلى ملامحها بشكل أوضح هذه الصائفة، في ظل الإزدحام اللافت الذي عرفته الولايات الساحلية بالمصطافين والسياح عبر شواطئها وشوارعها المُزدانة بأبهى صور الفرح والانشراح، وكذا تدفق عائلي وجمعوي شباني تواصل على مدار أشهر موسم الإصطياف المُشرف على الإنتهاء. سعت الحكومة جاهدة لإنجاح موسم الإصطياف الحالي بكل الإمكانات المتاحة، من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات القانونية والتحفيزية والترويجية لصالح السياحة الداخلية، ووضع تدابير خدمية ورقابية وأمنية مشمولة بمحاربة كافة أشكال المضاربة بالسلع وترويج الممنوعات وكل المضايقات التي تطال المواطنين، أسفرت بمرور الأيام والأسابيع عن تشكل انطباع عام في أوساط الجزائريين بتحسّن وضعية القطاع وموثوقيته، وإعطائه بذلك أولوية عن السياحة في الخارج. وقد أدّت الإجراءات الجديدة لترقية السياحة الوطنية، بحسب ما لاحظناه، إلى حدوث تغيّر جذري في دينامكية وحركية القطاع، بتحوله إلى وجهة سياحية مفضلة لدى الكثيرين بعد عزوف مُخلّ شابه طيلة العقود الماضية، ولعلّ أبرز مؤشراته الإيجابية هو اكتظاظ الولايات الساحلية بالسياح صيفاً وبالمدن الصحراوية شتاءً، وكذا انتهاء ظاهرة تشكل وتكدس طوابير سيارات الجزائريين على أعتاب المعابر الحدودية البرية بغرض السفر والسياحة بالخارج في مثل هكذا مواسم صيفية ومناسبات. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس جمعية صدى الجزائر لتشجيع السياحة وتطويرها، طلحي عبد العزيز، موسم الإصطياف السياحي الحالي ناجحاً، بفضل جهود السلطات العمومية التي عملت على تسبيق عدّة إجراءات تنظيمية وترتيبات ميدانية مصاحبة لها. وأوضح طلحي عبد العزيز، في تصريح خصّ به «الشعب»، أن الحكومة بكل مكوناتها وأجهزتها وقفت على إنجاح موسم الإصطياف، بداية من الأسلاك الأمنية الوطنية التي وفرت الأمن والنظام العام على طول الشريط الساحلي، مما أسهم في توافد العائلات والسياح المصطافين من كل ولايات الوطن واستمتاعهم بأجواء البحر في أمان وأريحية تامة، يضاف لها النشاط الكبير لمفتشيات التجارة التي عملت في كامل الموسم من أجل توفير جميع المواد الإستهلاكية اللازمة ومحاربة افتعال ندرتها والمضاربة فيها من طرف تجار المناسبات. وتابع محدثنا قائلاً: «لعبت وزارة الداخلية التي تشرف على موسم الإصطياف، دورا كبيرا في توفير الإمكانات وظروف وشروط النجاح، بالتنسيق مع مختلف القطاعات، إذ يتوافق ذلك مع الغايات التي نادت بها جمعية صدى الجزائر لتشجيع السياحة وتطويرها، وتتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين لمواصلة الإنفتاح الموجود في الساحة السياحية، وانتهاز الفرص لجعل الجزائر قبلة سياحية للمواطنين الجزائريين كهدف أول». إلى ذلك، شدّد رئيس جمعية صدى الجزائر لتشجيع السياحة وتطويرها، طلحي عبد العزيز، على ضرورة تدارك النقائص الموجودة في القطاع السياحي وتلافيها مستقبلاً، ومواصلة العمل على جذب استثمارات نوعية مسايرة للتطورات في المجال، خصوصا أن قانون الإستثمار الجديد جدّ مشجع للمستثمرين المحليين والأجانب، ومحفز لهم على استحداث فضاءات عصرية وهياكل مستقطبة للسائح.