السابع والعشرون من آب والذي يصادف اليوم الوطني لاسترداد جثامين شهداء الثورة الفلسطينية المحتجزة لدى كيان الاحتلال الفاشي، والبالغ عددهم مايزيد عن 400 شهيد، منهم 256 شهداء الحركة الأسيرة ومنهم 11 شهيد محتجزة جثامينهم وكان آخرهم اعتقالا لجثمانه الأسير الشهيد الشيخ خضر عدنان، هذا اليوم الذي يتزين بأقمارنا الإحدى عشر من شهداء الحركة الوطنية الأسيرة يأتي فى ظل ظروف غاية في الصعوبة على صعيد السجون والمعتقلات، وما لها من بنية تنظيمية واعتقاليه هدفها الأول تشويه الصورة الكفاحية لإرث أنيس دوله وناصر ابو حميد وكمال ابو وعر وغيرهم من الأقمار..كما أنه يأتي في ظل واقع سياسي إقليمي ومحلي ودولي مليء بالهزائم الآدمية والإنسانية لدعاة الديمقراطية البيضاء، وحملة النصوص والقوانين الدولية التي ما زادتهم إلا انحيازا وضعفا، وهشاشة أمام دماء وعذابات شعبنا وشهدائنا وأسرانا. السابع والعشرون من آب يعني أن تقف بشموخ أمام عظمة أمهات شهدائنا، وأمام صبر خنساوات فلسطين لتكون لنا دافعاً لتسليط الضوء على الشق الأبرز من حقيقة واحدة وهي: كفى استمراراً لوجود الاحتلال الصهيوني الأخير في العالم، والتي تصر المؤسسات الدولية الصامتة أن تشرعنه، وأن تبقى روايته هي الأحق بالاستماع. شهداؤنا وصمود أسرانا وصبر عوائلهم، وإصرار الأوفياء من قوى شعبنا الحية هم الأداة الأكثر إزعاجا للاحتلال، وأدواته الكثيرة والمتعددة التي تعمل لتبرئته وطبعنته للقبول بوحشيته، وزيف قيمه وحضارته والإفلات من الجريمة التاريخية التي أقدمت عليها عصابات الهاجاناه والايتسل وغيرهما..نحن هنا مع أقمارنا التي تزيد كل يوم لتحمل حكاية كل مدينة ومخيم وشوارع وأزقة فلسطيننا الكبيرة. عهدا للقادة الأوائل ألا نتوه، وألاّ تضيع البوصلة، وعهدا لمروان ونائل البرغوثي وناصر ومحمود أبو سرور ومحمد الطوس وضياء الأغا وحسن سلامة ورائد السعدي وإخوانهم الخمسة آلاف أن نبقى نسير بتوأمه كاملة..عاش السابع والعشرون من أب أغسطس يوما للوفاء، ويوما لتذكير المنظومات السياسية الدولية بكل مسمياتها بعجزها إن لم يكن انحيازها.