حقّقت ولاية معسكر خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حركية تنموية هامة في كافة القطاعات، ذات الأثر الإيجابي في تحسين الإطار المعيشي للمواطن بصفة عامة، وسكان المناطق النائية على وجه الخصوص، لاسيما تلك المناطق التي تأثرت بالهجرة الجماعية من الأرياف نحو المدن، للظروف الأمنية في العشرية السوداء، إضافة إلى عامل إختلال التوازن بين التنمية في المناطق الحضرية والمناطق الريفية. حظيت ولاية معسكر بعناية خاصة من الدولة، التي تنظر إلى المؤهلات الفلاحية والاستثمارية بهذه الولاية الفلاحية بعين الاستشراف، والتطلع إلى تحويلها إلى قطب فلاحي بامتياز، بالاعتماد على عنصر تحفيز الفلاحين من سكان المناطق الريفية، وتشجيعهم على العودة إلى أراضيهم، ما سمح كثمار أولى لجهود الدولة، بإعمار عدد من الدواوير المهجورة من السكان، بفضل الانجازات المحققة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتحسين الخدمات، من خلال ربط العديد من التجمعات السكانية بمختلف الشبكات الطاقوية والمياه الصالحة للشرب، وشق الطرقات لفك العزلة، ناهيك عن البرامج السكنية الضخمة والمرافق التربوية والصحية والرياضية. وشملت جهود الدولة منذ ثلاث سنوات مضت، تسطير وتجسيد البرنامج الاستعجالي للسيد رئيس الجمهورية، المرتكز على 04 أهداف إستراتيجية، أولها تقليص فوارق التنمية بين مناطق الولاية، عبر تعميم تزويد السكان بالكهرباء والغاز والماء الشروب وفك العزلة عن سكان المناطق الريفية البعيدة والجبلية، فضلا عن توفير الخدمات المتعلقة بالصحة والتعليم، وتنويع القنوات الاقتصادية بالمناطق المعزولة بهدف خلق فرص العمل، ومنها تشجيع ودعم الفلاحين في برامج استصلاح الأراضي والزراعة الجبلية. وفي إطار سياسة الدولة القاضية بالتكفل بمناطق الظل، عرفت ولاية معسكر خلال سنوات 2020-2021-2022 إنجاز 731 مشروع عبر 262 منطقة، مست معظم القطاعات، منها قطاعات حظيت بحصة الأسد من المشاريع الإنمائية، على غرار قطاع التموين بمياه الشرب والموارد المائية، وقطاع الأشغال العمومية والطاقة، حيث تم تنفيذ 33 مشروع ربط بالغاز الطبيعي، و112 مشروع ربط بالكهرباء، مسّ الأول 19119 عائلة، ما سمح برفع نسبة التغطية الغاز الطبيعي إلى أزيد عن 76 %، في حين مسّت مشاريع الربط بالكهرباء 7106 عائلة ما سمح بتطور نسبة التغطية بالطاقة الكهربائية إلى عتبة 98 %. كما يعتبر قطاع الأشغال العمومية الحيوي لتنفيذ إستراتيجية الإنعاش الاقتصادي، من أكثر القطاعات المحظوظة بتسجيل برامج تنموية، لفك العزلة عن المواطنين، خاصة في المناطق الريفية المعزولة، حيث تم إنجاز وتهيئة 809.61 كلم من الطرق الريفية والبلدية والولائية، خلال سنوات 2020-2021-2022، ضمن 158 مشروع عبر 293 دوار وتجمع سكاني، منها 108 منطقة ظل، زيادة على البرنامج السكني الضخم في مختلف الصيغ، وجهت حصة معتبرة منه لنمط البناء الريفي، بحكم طبيعة المنطقة واحتياجاتها المرتفعة في هذا القطاع، وشهد قطاع الموارد المائية هو الآخر، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تطورا في منشآت الري والتخزين والتموين، شملت مشاريع لتحسين خدمات التطهير والتزويد بمياه الشرب، ومشاريع السقي الفلاحي، حيث ترمي هذه الأخيرة إلى المساعدة على تخطي مشاكل قطاع الفلاحة في المناطق الريفية النائية التي يعتمد فيها نشاط الفلاحة على زراعة البور، التي تعتمد على المغياثية، بذكر استفادة الفلاحين عبر تراب الولاية من 1609 قرار تهيئة آبار و429 قرار حفر بئر، كما عرف قطاع الموارد المائية بمعسكر تجسيد 120 مشروع.