نجح اتحاد العاصمة في دخول التاريخ من أوسع الأبواب، بعدما حقّق لقبه القاري الثاني في أقل من ستة أشهر عقب فوزه سهرة أول أمس على الأهلي المصري في نهائي "السوبر" الإفريقي بهدف القائد بلعيد، ليضيف أشبال بن شيخة النجمة القارية الثانية إلى رصيدهم بعد الفوز بكأس "الكاف"، ويؤكّد النّادي طموحاته الكبيرة خلال الموسم الجديد. كانت مواجهة اتحاد العاصمة أمام الأهلي المصري بملعب الملك فهد بمدينة الطائف (العربية السعودية)، من مستوى كبير، خاصة أن أشبال بن شيخة دخلوا المواجهة بدون ضغط بما أن المنافس هو الذي كان مرشحا فوق العادة من أجل الفوز، والبعض ذهب أبعد من هذا عندما جزم بأنّ مهمة أشبال السويسري كولر ستكون يسيرة، والفريق قادر على الفوز بفارق ثلاث أهداف على الأقل. لاعبو اتحاد العاصمة دخلوا المباراة بقوة، وفرضوا شخصيتهم على حامل لقب رابطة أبطال إفريقيا، وأكّدوا من خلال هذا الأداء قبل تسجيل الهدف أنهم يريدون التتويج، وسيقدّمون كل ما لديهم من أجل نيل مرادهم، وهو الظفر باللقب القاري وتأكيد طموحات الفريق الكبيرة تحت قيادة بن شيخة. مدرب الأهلي المصري بدأ يستشعر الخطر بعد مرور ربع ساعة فقط، حيث بقي واقفا على خط التماس وهو غير المتعود على هذا، وكان في الكثير من المرات يكتفي بمنح التعليمات ثم يعود الى مكانه على دكة البدلاء، إلا أنه خلال مواجهة اتحاد العاصمة الأمور كانت مختلفة أمامه، حيث تأكد انه يواجه فريقا جاهزا من كل النواحي لمنافساته بقوة على التتويج باللقب. تعليمات المدرب بن شيخة كانت واضحة بالنسبة للاعبين وهي "التنافس" على أي كرة، وهو ما فهمه اللاعب بن زازة، الذي نجح في دفع مروان عطية لاعب الأهلي الى ارتكاب الخطأ داخل منطقة الجزاء، وهو ما دفع الحكم الغابوني اتشو الى إعلان منح ضربة جزاء للاتحاد بعد العودة لتقنية "الفار". المدافع القوي زين الدين بلعيد أبى إلا أن يكون هو من يعطي الضوء الأخضر لأنصار الاتحاد للاحتفال من خلال تسجيل ضربة الجزاء بجدارة واستحقاق ودون تردد، حيث تقدّم بثقة كبيرة ووضع الكرة على يسار الحارس المخضرم الشناوي، الذي لم ينجح في سد ضربة الجزاء مثلما تعوّد من قبل. توقيت تسجيل هدف الاتحاد قبل نهاية الشوط الأول كان له دور كبير في منح الفريق الأفضلية المعنوية، حيث تسرب الشك الى المنافس، وهو ما عكسته القرارات غير الموفقة حسب الصحافة المصرية المقربة من الأهلي من طرف المدرب كولر، الذي قام بتصحيح أخطائه التي ارتكبها خلال اختيار التشكيلة الأساسية من خلال الاعتماد على الجنوب افريقي بيرسي تاو ومحمد مجدي "افشة" لكن تغييراته لم تأت بنتيجة. تغييرات المدرب بن شيخة كانت مدروسة ونجح في تحقيق المراد من خلالها، وهو الذي كان يصبو الى الحفاظ على توازن الفريق وتفادي العودة كلية الى الخلف لأن هذا الأمر يخدم الأهلي كثيرا، وهو الذي يملك الفرديات القادرة على صنع الفارق، إلا أن التغييرات التي قام بها كان لها أثر إيجابي على المستوى الفني للفريق. المدرب بن شيخة تفوق تكتيكيا على مارسيل كولر، وهذا الامر كان واضحا للعيان خاصة خلال الشوط الثاني من خلال "تقليص" دور العناصر التي قام كولر بالاعتماد عليها على أمل منح الإضافة للأهلي، إلا أن رد فعل بن شيخة من الناحية الفنية كان مميزا، ونجح في الحفاظ على المكسب الى النهاية. ويمكن وصف تتويج الاتحاد بالسوبر الإفريقي بالمستحق، ورد على من شكك في قوة الفريق عندما فاز بكأس "الكاف"، وحينها هناك من وصف هذه المنافسة بأنها ضعيفة، ومن يريد قياس قوته عليه الفوز برابطة أبطال افريقيا ليأتيه الرد من طرف بن شيخة في ظرف وجيز من خلال الإطاحة بصاحب الرقم القياسي في عدد التتويجات برابطة ابطال افريقيا وكأس السوبر الافريقي معا، وهو الفريق الذي يعد معظم تعداده عناصرا أساسية في منتخب مصر الأول. تتويج اتحاد العاصمة باللقب القاري يؤكد أنه مع توفير الإمكانيات والعمل الجدي يمكن لأي فريق جزائري تحقيق تتويجات قارية، ويقف أمام أكبر الأندية في صورة الأهلي ويفوز عليها، وهي رسالة الى الأندية الأخرى بضرورة استغلال الإمكانيات المالية التي تتوفر عليها بأفضل طريقة ممكنة.