أكد بجاوي أن الصراع الثقافي في العالم بين مختلف القوى العالمية حقيقة قائمة وليست وليدة اليوم، فالولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى من خلال الهيمنة بسط سيطرتها الثقافية على العالم من خلال المنظمة العالمية للتجارة التي تفرض فيها شروطا على رفع الدعم عن إنتاج الأفلام وفتح المساحات الثقافية على الإنتاج الخارجي وهو ما يخلق تبعية قاتلة تقضي على الثقافات المحلية. وأشار بجاوي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حمائية لفائدة الثقافات المحلية على غرار ما تقوم به فرنسا على مستوى اليونيسكو، حيث تسعى للحفاظ على موروثها الثقافي ومناطق نفوذها. وقال بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية بسطت هيمنتها من خلال 10 آلاف قاعة سينما وتضمن تلك المساحات عائدات مالية ضخمة تفوق ملايير الدولارات تضمن كل المصاريف وتدر أرباحا طائلة، ولا تحقق فرنسا 20 بالمائة، مما تحققه القوة الأولى في العالم التي تمكنت من صرف 6 ملايير دولار على فيلم ''أفاتار'' وهو ما يمثل إجمالي ميزانية تونس. ويمثل الأمريكان 25 بالمائة من جمهور السينما العالمية ولكن بالرغم من هذه الإحصائيات قامت الكثير من الدول بخطوات جريئة ومهمة يمكن أن تكون لنا حافزا للنهوض بالسينما فكوريا الجنوبية وتبعا لتقدمها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي حققت نجاحات كبيرة من خلال إرساء صناعة سينمائية كما أن الهند واصلت الحفاظ على تقاليدها السينمائية من خلال الوصول إلى 40 ألف قاعة سينما مع احتلال المرتبة الأولى في إنتاج الأفلام السينمائية. ومن الدول التي برزت في هذا المجال تركيا التي انتقل إنتاجها السينمائي من 20 فيلما إلى 120 وتشييد 250 قاعة سينما جديدة في 10 سنوات وهو ما يعكس النهضة السياسية والاقتصادية لهذا البلد الذي يسوق لصورة مجتمع حديث وعصري تمكن من منافسة حتى أوروبا وهو ما يعجل بانضمامها للاتحاد الأوروبي، وتمكنت مصر من انجاز 45 قاعة عرض سينما جديدة ب 250 شاشة تجعل الجمهور يختار ما يرغب في مشاهدته في مكان واحد. ومن الدول التي اهتمت بالصناعة السينمائية الصين والمفاجأة الكبيرة جاءت من نيجيريا التي وصل إنتاجها إلى 300 فيلما - فيديو- وحتى وإن كانت النوعية الرديئة، فالمجهودات يجب أن تثمن وعلى الجزائر أن تقتدي بهذه النماذج لتدارك التأخر والوصول لإنتاج سينمائي في مستوى تطلعات الجماهير الجزائرية . تدارك تأخر فتح السمعي البصري القنوات الخاصة ليست «عدوا» ويجب التعامل بحسن النية قال أحمد بجاوي أن النقاش يجب أن يدور حول تدارك التأخر في المجال السمعي البصري وفرض قنوات جزائرية قادرة على المنافسة وتقديم مضمون يخدم الثقافة الوطنية موضحا بأن أحسن وسيلة لإنجاح قنوات إذاعية وتلفزيونية خاصة هو تهيئة الأرضية جيدا من خلال دفتر شروط يحفظ حقوق الدولة ويسمح بممارسة الحق في الإعلام. وأوضح ''ضيف الشعب'' المختص في السمعي البصري والسينما أن الجزائر تمكنت في سنوات السبعينيات والستينيات من تسويق صورة ممتازة من خلال الأفلام السينمائية مثل ''ياسمينة'' و''الأفيون والعصا'' التي أكسبتنا احتراما عالميا، غير أنه وبعد منتصف الثمانينيات تراجعت السينما بعد تدهور التكوين والاهتمام وبروز جيل من المسؤولين في القطاع اكتشفوا السينما والإبداعات التلفزيونية في أوروبا بعيدا عن الجزائر وهو ما ولد لديهم عقلية الاحتكار في العقليات من خلال إهمال الإنتاج السينمائي والقاعات الوطني وهو ما ولد فراغا كبيرا. وتساءل بجاوي حول السينما والسمعي البصري في الجزائر عن سر تباطؤ فتح المجال السمعي البصري الذي يؤكد الواقع انه فضاءا مفتوحا حتى ولو أردنا غلقه، فجهاز التحكم عن بعد يسمح لنا برؤية أية قناة نريد، وهذا في ظل بروز حرب إعلامية خفية تستهدف عقول وتوجهات الرأي العام في مشهد يجعلنا نسرع في الاندماج، لأن الأزمة في تونس ووضعية الساحل كشفت عن تلاعبات إعلامية خطيرة يجب أن ننتبه إليها جيدا. ودعا في سياق متصل إلى وضع الثقة في القنوات الخاصة وعدم اعتبارها عدوا مع فتح المجال للشباب لتفجير إبداعاته في السمعي البصري من خلال وكالات الاتصال والإشهار، مشيرا بأن السماء الإعلامية تتوفر على 75 قناة إعلامية تتحدث بالعربية وهو ما يجعلنا نسرع في فتح السمعي البصري بدلا من حصر النقاش في أمور هامشية تجعلنا نتأخر أكثر فأكثر. وطمأن المتحدث بوجود عدد كبير من الذبذبات والترددات للقنوات التلفزيونية والإذاعية، فالتكنولوجية الحديثة وفرت الكثير من الفرص لإطلاق مئات القنوات دون أن يكون هناك أي مشكل ''عكس ما كان عليه الأمر في بداية التسعينيات حين كان عضوا في المجلس الأعلى للسمعي البصري كانت لدينا 3 ذبذبات واليوم كل ذبذبة بإمكانها البث ل 10 قنوات وتصل في بعض الأحيان إلى 50 قناة وبالتالي لا يوجد أي مبرر للتأخر أكثر.