تعهّد زعماء العالم في قمة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة المنعقدة أمس الأول، بإحياء وعودهم لتحسين مصير البشرية جذريا ومساعدة الدول الأكثر ضعفا، والتي باتت تتخبط في مزيد من الأزمات والنزاعات، لكن يُخشى أن يطغى على القمة ملفات التوترات الجيوسياسية كالحرب في أوكرانيا، فيما أن التطلعات الدولية المنشود تحقيقها في أفق 2030 تهدف بشكل خاص إلى القضاء على الفقر والجوع، وتعزيز العمل المناخي والتعليم. أطلق رؤساء الدول والحكومات المجتمعون في قمة الأممالمتحدة للتنمية، الاثنين، تعهدات بإحياء وعودهم لتحسين مصير البشرية بشكل جذري، ومساعدة فقراء العالم بشكل أكبر، فيما تواجه الدول الأكثر ضعفا أزمات ونزاعات متعددة. وعشية بدء الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للمنظمة الدولية، كانت هناك مخاوف من أن تخيم على قمة "أهداف التنمية المستدامة"، سلسلة التوترات الجيوسياسية المتافقمة، وأبرزها الحرب في أوكرانيا الدولة التي يشارك رئيسها فولوديمير زيلينسكي في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها 78. وبدأ الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بقمة "أهداف التنمية المستدامة"، بالدعوة إلى تعزيز الجهود على مسار 17 هدفا اتفق قادة العالم على تحقيقها بحلول عام 2030 لتحسين حياة الناس في كل مكان. وفي 2015، تبنّت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي تهدف إلى تحقيق 17 هدفا تنمويا منها القضاء على الفقر المدقع والجوع وتعزيز العمل المناخي والتعليم الجيد، والصحة، وضمان ألا يعاني أي من سكان الأرض البالغ عددهم ثمانية مليارات نسمة من الجوع، المساواة بين الجنسين، خدمات الطاقة، المياه والصرف الصحي، إقامة بنى تحتية، عمل لائق للجميع، الحد من انعدام المساواة، تأمين المدن والمستوطنات البشرية، ضمان وجود أنماط استهلاك، مكافحة التصهر وتدهور الأراضي، حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية، والسلام والعدل، وتنشيط الشراكة العالمية. "خطّة إنقاذ عالمية" قبيل الاجتماع، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأنّ القمة ستسعى لإنجاز "خطة إنقاذ عالمية" بشأن الأهداف، لكن اعترف بأن 15 بالمائة منها فقط هي على الطريق الصحيح نحو التحقق، فيما يمضي بعضها في اتجاه عكسي للغاية المعقودة. وشدّد غوتيريش على أن الأهداف تتعلق "بالآمال والأحلام والحقوق وتوقعات الناس وصحة بيئتنا الطبيعية...بتصحيح الأخطاء التاريخية والتئام الفوارق العالمية ووضع عالمنا على المسار نحو سلام دائم"، مضيفا: "لقد حان الوقت لإثبات أنكم تستمعون إليهم"، مشددا على مكافحة الجوع وتسريع تطوير الطاقات المتجددة وحصول الجميع على فرص عمل كريم. كما أشار إلى أنه "في عالمنا الوفير، يشكل الجوع وصمة عار مروعة على جبين الإنسانية". وعانت الجهود لتخصيص المال والانتباه لأهداف التنمية المستدامة، من إخفاقات عدة، بما فيها جائحة فيروس كورونا وحرب أوكرانيا وغيرها من الأزمات العالمية، في ظل الكوارث المناخية المتزايدة والزيادات الحادة في كلفة المعيشة. في هذا السياق، اعتبرت الناشطة ورئيسة جمعية "أوكسفام" لمكافحة الفقر آبي ماكسمان بأن قمة الأممالمتحدة "هي مجال حيوي من أجل إحداث تغيير"، مشيرة إلى أن "على القادة أن يخضعوا للمحاسبة، وأن يستجيبوا لنداءات أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية والاستفادة من هذا الوقت للإنصات والقيام بالتزامات ذات جدوى ومتابعة الأمر بعمل فعلي". وأوضحت ماكسمان بأن إحدى الخطوات الملموسة ستكون قيام الدول الغنية بدعم إصلاح المؤسسات الاقتصادية الدولية لمواجهة الديون الهائلة التي تثقل كاهل بعض دول العالم النامي. وفي إعلان تم إقراره بالإجماع خلال القمة، التزمت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة العمل "دون تأخير" لتحقيق "خطة العمل هذه من أجل الإنسانية والكوكب والرخاء والسلام والشراكات".