أشاد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح أمس، «بالرعاية السامية من لدن القيادة العليا، التي تعمل في ظل توجيهات ودعم فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة، التي منحت للملتقى التاريخي الهام، الذي تناول أحد الخيارات والإستراتيجية التي راهنت الثورة التحريرية وكسبت رهانها، وهو مجال «التكوين والتدريب في الجيش الوطني الشعبي». وأكد الفريق قايد صالح في كلمته في اختتام أشغال الملتقى الذي نظمته مديرية الايصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني ببني مسوس، على أن ابراز صوابية بل شجاعة تبني هذا لرهان الحيوي من طرف قيادات ثورة التحرير الوطني، والإصرار على كسبه مهما كانت الظروف المعاشة والتحديات المعترضة، هي الغاية المراد تحقيقها من الملتقى الدراسي . وقد خصص اليوم الثاني من المداخلات لتسليط الضوء على بعض وحدات التكوين العسكرية الإستراتيجية التي ساهمت قيادات الثورة التحريرية بفضلها في بناء النواة الأولى للجيش الوطني الشعبي والذي ساهم بدوره في بناء الجزائر المستقلة، من بينها «التكوين في المتفجرات»، «في سلاح الإشارة»، «تكوين الطيارين الأوائل»، «النواة الأولى للبحرية الجزائرية»، إلى جانب «التكوين في الصحة العسكرية، في الاستعلامات» وكذا في «متطلبات الثورة وبناء الدولة.» وأفادت الشهادة الحية التي قدمها العقيد المتقاعد عبد الرحمان زيغود أن «الثورة الجزائرية قد سجلت مند سنة 1956 نقلة نوعية في مساره، حيت انتقل الجيش من الأسلحة التقليدية إلى استعمال الأسلحة المتطورة، الأمر الذي مكن من إعطاء العدو ضربات مفجعة، هذا بالإضافة إلى اقتران هذا التطور بفتح الباب واسعا أمام مجال التدريب والتكوين للجنود وللطلبة والثانويين». وأضاف العقيد زيغود أن «قرار العدو الفرنسي بوضع خطوط شارل وموريس المكهربة وزرع الألغام لعزل الثورة الجزائرية وقطع سبل الإمدادات عليها دفع بقيادات الجبهة إلى خلق مدرسة المتفجرات (الحدود الشرقية للبلاد، والتي بدأت مهامها الأولى في 10 فيفري 1956، تحت تأطير ضباط سوريين». وأكد المتدخل أنه في سنة1960 أصبح خط «شارل» عبارة عن مجموعة من الثغرات صنعتها أيادي المختصين الجزائريين في فك ونزع الألغام . «البحرية والطيران» ثمرة لرؤية مبصرة لقيادات الثورة «اندرجت فكرة تكوين طيارين وتقنين في الملاحة الجوية ، ابتداء من سنة 1956 في إطار إستراتيجية توسيع المجابهة مع العدو الفرنسي السعي إلى أيجاد أنجع السبل والوسائل لتحقيق الانتصار»، كما جاء في مداخلة العقيد المتقاعد محمد الطاهر بوزغوب. وكشف العقيد أن «الفكرة التي انبثقت من مؤتمر الصومام قد تجسدت بمساعدة البلدان الشقيقة والصديقة كسوريا، مصر ، الصين الشعبية، العراق والاتحاد السوفيتي، مؤكدا أنه وبرغم من عدم استعمال الإطارات ، الضباط والتقنيين الذين بلغ عددهم في 1962 135 إطار مدرب، إلى أنهم شكلوا النواة الأولى لسلاح الطيران للجزائر المستقلة، وقد شكل آنذاك عددهم مجموع قوات الطيران في تونس والمغرب» وكان الأمر سيان بالنسبة إلى التكوين في البحرية ، حيت أنشأت أول مدرسة بالمغرب وعملت قيادات الجيش على تشجيع تأطير الجنود والشباب في هذا المجال والذي استعين بهم في وضع أول نواة البحرية الجزائرية. وقال العقيد المتقاعد عبد الله حنان في هذا الخصوص أن الجزائر وجدت نفسها عند الاستقلال أمام إطارات شابة قادرة على تكوين اللبنة الأولى للبحرية الجزائرية، وعلى استلام المنشآت التي تركتها فرنسا واستلام وتسليح سفينتين حربيتين و خلق إدارة البحرية . وأجمع المشاركون في الملتقى على أن التدريب والتكوين العسكر في جيش التحرير الوطني قد شمل إلى جانب تعلم التقنيات اللوجستيكية تلقين مبادئ الوطنية والواجب الثوري نحو الشعب الجزائري وحقه في الحرية والعيش بكرامة، مستذكرين بالمناسبة حرص «العقيد عميروش ورفقائه على إرسال ودعم دفعات التكوين من جبهات القتال والمدن والقرى إيمانا منهم على إنشاء نخبة قادرة على تشكيل النواة الصلبة لجيش التحرير الوطني والعمود الفقري للجزائر المستقلة مهما طال الزمن» .