اكد العقيد المتقاعد عبد الله هنان يوم الاربعاء بالجزائر العاصمة ان اول نواة للبحرية الجزائرية قد انشاها جيش التحرير الوطني سنة 1956 بهدف احباط الهجمات المركزة التي تقوم بها قوات الاحتلال الفرنسي على السفن التي تنقل الاسلحة الى الجزائر. و اوضح هنان خلال ملتقى حول موضوع "التكوين و التدريب داخل جيش التحرير الوطني" من تنظيم وزارة الدفاع الوطني ان "فكرة التكوين في مجال البحرية قد ظهرت عندما لا حظت قيادة جيش التحرير الوطني ان عملية ايصال الاسلحة عبر البحر الى الجزائر اصبحت تواجه صعوبات كبيرة". كما اشار الى ان التكوين البحري يندرج كذلك ضمن استراتيجية جيش التحرير الوطني المعلنة منذ مؤتمر الصومام سنة 1956 القاضية بتزويد الثورة بضباط واطارات مؤهلة في القوات الثلاثة البرية و الجوية و البحرية. و اكد في هذا الخصوص ان اول البحارة قد تم تكوينهم في عدة تخصصات سيما تخريب الاهداف البحرية (سفن و موانئ عسكرية...) مضيفا ان هذا النوع من العمليات كان له "صدى اعلامي كبير على المستوى الدولي". و تابع يقول ان اول مجموعة بحارة من 11 شابا جزائريا قد تم تشكيلها بالمغرب و تم ارسالهم الى مصر لمتابعة تكوين في مجال تقنيات تخريب السفن وبعدها تم تحويلهم الى الاتحاد السوفييتي لمواصلة التخصص في ميدان البحرية. كما ذكر العقيد المتقاعد عبد الله هنان ان قيادة جيش التحرير الوطني قد شرعت في مطلع سنة 1961 في انشاء مدرسة لرجال الضفادع البشرية في المغرب. و يندرج اللقاء الذي انطلق امس الثلاثاء و يدوم يومين وشارك فيه كل من وزير المجاهدين محمد شريف عباس و وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية و الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزية في اطار "تصور يتمثل في تثمين التجارب و الخبرات التي ميزت مختلف مراحل الثورة الجزائرية". و يرى المنظمون ان الملتقى المنظم في اطار الاحتفال بالذكرى ال50 لاستعادة السيادة الوطنية يمثل "فرصة مواتية لانشاء رصيد وثائقي في المجال التاريخي و تعزيز الروابط بين الاجيال وفاء لشهدائنا الابرار". و يتضمن برنامج الملتقى مداخلات و شهادات لشخصيات عايشت احداث تلك الفترة كما سيتم التطرق لعدة مواضيع من بينها "الخيارات الاستراتيجية للثورة" و "النواة الاولى للاطارات المكونة" و كذلك "مدارس التكوين و مراكز التدريب التي انشاتها الثورة".