اقتحمت مجموعات المستوطنين، صباح أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الصهيوني، فيما حاول مستوطن إدخال جدي إلى الأقصى لتقديمه "قرباناً للهيكل" المزعوم. أفاد شهود عيان بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته، وسط انتشار لقوات الاحتلال بشكل كبير. وفرضت سلطات الاحتلال، بالتزامن مع ثاني أيام أحد الأعياد اليهودية، قيوداً على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس وأراضي 48، ودقّقت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية. يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر أن مستوطناً حاول إدخال جدي إلى الأقصى لتقديمه "قرباناً للهيكل" الموعوم. يشار إلى أنّ عناصر حركات الهيكل اليهودية المتطرفة يحاولون إدخال القرابين عشية وأثناء الأعياد اليهودية إلى المسجد الأقصى. وتحظى المجموعات الاستيطانية المتطرفة التي تدعو إلى بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى بدعم غير مسبوق من حكومة نتنياهو. وفي هذا السياق، كشفت مصادر إعلامية صهيونية، أنّ وزارة التراث في حكومة نتنياهو العنصرية تعاونت مع حركات الهيكل في استيراد أربع بقرات حمراء من ولاية تكساس الأميركية، بهدف اختبارها وفحص مدى مطابقة إحداها للشروط الواجب توفرها في البقرة الحمراء التي تشترط الشريعة اليهودية "تطهير" المسجد الأقصى برمادها بعد حرقها قبل تدشين الهيكل المزعوم على أنقاضه. المقاومة بالمرصاد من ناحية ثانية، أكّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الذكرى الثامنة لانتفاضة القدس المباركة، أن دماء الشهداء وقود لمعركتنا المتواصلة ضد العدو، مشددة على أن المساس بالقدس والأقصى سيواجَه بمزيد من المقاومة الشاملة. وقالت حركة حماس في بيان صحفي أمس الأحد: "إنَّ انتفاضة القدس بعد ثمانية أعوام، لا تزال جذوتها متّقدة؛ منارةً يهتدي بها شعبنا في مواصلة نضاله وانتصاره للقدس والأقصى، ولهيباً يكتوي بناره العدو وقطعان مستوطنيه". وأكّدت الحركة أن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع المستمر مع العدو الصهيوني، مشددة على أنَّ كل محاولاته للنيل منهما، استيطاناً وتهويداً وتقسيماً وتهجيراً وعدواناً على أهل القدس والمرابطين، لن تعطيه شرعية زائفة أو سيادة مزعومة فيهما، وسيبقى شعبنا ثائراً مدافعاً عنهما بكل الوسائل حتى تحريرهما. وأوضحت أنّ دماء شهدائنا الأبرار التي سالت بفعل إرهاب وعدوان الاحتلال ومتطرّفيه الصهاينة، ضد شعبنا الفلسطيني على امتداد الوطن وخارجه، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً، هي جرائم موصوفة، ستبقى شاهدة على ساديته وفاشيته، وأنَّ تصعيد حربه ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، لم ولن يفلح في كسر إرادة شعبنا، وإخماد جذوة انتفاضته المستمرة حتى دحره عن أرضنا. وشدّدت الحركة على أنّ أسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات في سجون الاحتلال الصهيوني، هم جزء أصيل من نسيج شعبنا المتماسك، وفي قلب انتفاضاتنا المستمرة من الأقصى إلى القدس، وفي معركتنا المتواصلة ضد عدوان الاحتلال، محذرة حكومة الاحتلال الفاشية من أنَّ تصعيد عدوانها وجرائمها ضدهم لن يفتّ من عزيمة صبرهم وإرادتهم وقهرهم للسجّان، مؤكدة أنَّ وفاء الأحرار سيكون سبيلنا لتحريرهم. مزيد من الوحدة ورصّ الصّفوف ودعت الحركة إلى مزيد من الوحدة والتكاتف ورصّ الصفوف، لمواجهة عدوان الاحتلال المتصاعد، صفاً واحداً، وإفشال مخططاته، داعية كذلك جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تكثيف تضامنهم ودعمهم ونصرتهم لقضية شعبنا العادلة ونضاله المشروع في انتزاع حقوقه، محملة كل الدول والحكومات في العالم مسؤولياتها السياسية والإنسانية والقانونية، لتجريم الاحتلال وإنهائه، وإنصاف شعبنا بنيل حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.