شهد المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، عشية افتتاحه، أمس الأحد، بمسرح عزالدين مجوبي بعنابة، توافدا كبيرا لمحبي الفن الرابع وإقبالا لنجوم الخشبة وكاتبات ومبدعات من داخل الجزائر وخارجها. وقد كانت السهرة الأولى للتظاهرة الثقافية مناسبة لتكريم رمزي لضيفات المهرجان، على غرار الأديبة القديرة زهور ونيسي، الشاعرات زينب لعوج، جميلة زنير، فوزية لرادي والفنانة والمخرجة التونسية دليلة مفتاحي. أثنت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي في كلمة ألقاها نيابة عنها ممثلها نبيل حاجي، عن المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي الذي اعتبرته فضاء جماليا للمرأة المسرحية الجزائرية، لا لتعرض إبداعها ورؤاها الفنية فحسب، وإنما لتشكل قيمة مضافة في المشهد المسرحي الجزائري والعربي على السواء، مضيفة أنها مافتئت تحصد الجوائز الكبرى في المحافل الوطنية والدولية. وقالت، «تكتمل الفرحة اليوم بجمالية الاستمرار لهذا الموعد الثقافي، مهرجان العودة بعد الطبعة الاستثنائية السابقة، ولعل القيمة الحقيقية إلى جانب الإبداع الذي تقوم به فهي قيمة التحدي الكبير الذي تقوم به المرأة الجزائرية المبدعة على مر التاريخ». وزيرة الثقافة وخلال الدورة السادسة من التظاهرة، أبت إلا أن تقف وقفة احترام لمسار الفنانة صونيا، والتي كانت تقول الوزيرة النواة الأولى لتأسيس هذا التقليد الثقافي وحرصها الشديد خلال 4 دورات كاملة على تكريس صوت المرأة المسرحية والارتقاء به نحو الاحترافية والمنافسة. كما أثنت على احتفاء هذه الدورة التي تحمل شعار «المرأة والكتابة المسرحية.. إبداع وتميز»، بقامتين فنيتين، الفنانة يمينة غسول التي عايشت فترة الشهيد عبد القادر علولة، والفنانة فريدة صابونجي التي عايشت فترة الشهيد رضا حوحو، قائلة إن هذا الاحتفاء والتذكر من شهادات نجوم المسرح والتلفزيون والسينما الجزائرية، سيؤسس لتقليد الاعتراف والتواصل البناء من أجل تطوير وترقية الممارسة المسرحية والذهاب بها نحو المزيد من التألق والنجاحات على المستويين الوطني والدولي. من جهتها أكدت محافظة المهرجان ليندة سلامي، أن الدورة السادسة للتظاهرة، مناسبة لمرافقة صانعات العروض المسرحية في الجزائر، والتفكير بجدية في آليات الإنتاج المسرحي، لتكون الفنانة المسرحية إسما فعالا على الركح. وأضافت، بأن هذه الدورة اعتراف بجهود فنانات رائدات ومناضلات، بداية بسيدة المسرح الفنانة كلثوم إلى نجمتي هذا الحفل الغائبتين الحاضرتين يمينة غسول وفريدة صابونجي، إلى جانب الفنانة صونيا التي منحت للمسرح كل شيء، تقول ليندة سلامي. بدوره اعتبر والي الولاية عبد القادر جلاوي، المهرجان مناسبة لبناء حركية مسرحية مستدامة وملتزمة وقوية بمبدعيها وفنانيها وجمهورها، تكون هادفة في محتواها ومتنوعة في مضامينها وفي مستوى وعظمة هذا الوطن. المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي، عرف في سهرته الأولى تكريم الفنانتين يمينة غسول وفريدة صابونجي، وتوقيع اتفاقية بين المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ومحافظة المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي لإجراء ورشات تكوينية في الكتابة، الصورة والسينوغرافيا.. إلى جانب تقديم عرض مسرحي افتتاحي تكريما للأديبات الجزائريات، بعنوان «أكتب اسمي»، ليتم، صبيحة أمس، في إطار مواصلة نشاطات التظاهرة تنظيم لقاء فكري تضمن شهادات حية حول مسار الفنانتين فريدة صابونجي ويمينة غسول بحضور زملائهما ورفقائهما وعائلتيهما، إضافة إلى تقديم العرض المسرحي الأول في إطار المنافسة «حواء» لتعاونية النهضة المنايلية برج منايل - بومرداس، و»صليحة وألف تكليحة» لأكاديمية «راما كيدز للتدريب والتطوير» تبسة.