ناقش، أمس، بجامعة وهران-2، المشاركون في فعاليات الملتقى الوطني حول "الأمن الغذائي واقتصاد المعرفة في ظل الأزمات الراهنة: آليات رفع التحدي في الجزائر"، ناقشوا سبل كسب رهانات السيادة الغذائية التي تسعى الجزائر اليوم إلى تحقيقها، من خلال عديد المشاريع والاستراتيجيات الخاصة باستعمال الذكاء الاصطناعي والرقمية في الإنتاج الفلاحي. شدد وزير الفلاحة الأسبق الدكتور رشيد بن عيسى، في مداخلته، على "ضرورة إعادة النظر في العلاقة بين المعرفة والرقمنة التي تعتمد على العلم، والبحث الأكاديمي، والمعرفة الضمنية، التي تولدت عن تجارب وخبرات الفلاحين في الميدان وتم توارثها جيلا عن جيل، مع الحرص على دراسة وتطوير كل الفروع الفلاحية دون استثناء وإدراجها في الاستراتيجيات التي تضعها الحكومة لتطوير قطاع الفلاحة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل النمو الديموغرافي وتسارع التكنولوجيات وأهمية تحديث تكوين اليد العاملة ودعمها بأحدث الآليات والتقنيات". من جهته، أشار الخبير في اقتصاد المعرفة البروفيسور عبد القادر جفلاط، أن "الأمن الغذائي لا يقتصر على تحسين آليات الإنتاج الزراعي والمعرفة، بل يطرح مسألة تتعلق بتحسين وانتقاء مناطق الزراعة واستعمال التكنولوجيات وتشجيع الدراسات والأبحاث العلمية، مع حوكمة سديدة تسعى إلى وضع بيئة تحتية ناجعة على المستويين المحلي والمركزي، تشجع البحث العلمي وغرس ثقافة التضامن الاجتماعي، مع مواكبة كل المتغيرات السياسية والجيوسياسية والمناخية لمواجهة تحديات الزراعة على الصعيد الإقليمي والدولي". وسلط البروفيسور أبوالحسن بن يمينة، من جامعة وهران-2 في مداخلته، الضوء على موضوع "الزراعة الذكية والأمن الغذائي، من خلال تحقيق ترشيد استهلاك الماء والطاقة واستدامة إنتاج المحاصيل الفلاحية"، وهو الرهان الذي يمكن كسبه، بحسبه، من خلال "رقمنة تقنيات الزراعة الكلاسيكية القديمة وتحديثها من أجل زراعة ذكية وتنمية مستدامة". وتحتاج هذه التحديات، يضيف بن يمينة، "إلى اليقظة وتحصيل كل المعطيات حول المنتوج ونوعية الأرض، متغيرات المناخ، نوعية وصحة السماد، إلى جانب الإلمام بكل الأمراض وكيفية التحكم في دورات الإنتاج بالاستعانة بالذكاء الصناعي". واستدل البروفيسور بن يمينة في ذلك، بأربعة مشاريع بحثية يقوم المختبر الذي يترأسه بتجسيدها ميدانيا، منها مشروع إعادة تدوير مياه تربية الأسماك وكذا المياه المستعملة في الري الفلاحي بعد معالجتها، لأن تحقيق الأمن الغذائي مرهون بالأمن المائي، استغلال منصة رقمية بأحدث التقنيات وكذا الطاقة الشمسية، مع إشراك الفلاحين لزراعة ذكية موجهة عن بعد، إضافة الى مخططات خاصة لمراقبة المحاصيل الزراعية". وطالب البروفيسور محمد لعريض، من جامعة مستغانم، "بضرورة الخروج إلى الميدان للوقوف على واقع الأمن الغذائي"، مشيرا في مداخلته إلى أن "هذا الأخير يقوم أساسا على الوفرة، النجاعة، الاستقرار والوصول بأريحية الى المنتج ويستلزم تحقيقه سياسة فلاحية مدروسة، مع إعادة النظر في الوضعية القانونية وطرق منح الأراضي والمستثمرات الفلاحية والتقليل من النزاعات، والعمل على ترشيد الاستهلاك". للإشارة، الملتقى الوطني حول الأمن الغذائي، الذي احتضنته، هو من تنظيم كلية العلوم الاقتصادية، التجارية وعلوم التسيير، بالتعاون مع مخبر البحث: هندسة التنمية المستدامة، مسؤولية الجامعة والإندراج الاجتماعي، حوكمة تعتمد على الاستشراق والفلاحة الرقمية باستعمال الذكاء الاجتماعي.