المقاومة تتصدى للاجتياح البرّي وتدمر آليات ودبابات مع دخول العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزّة شهره الثاني، تواصل قوات الاحتلال قصف المدنيين، مرتكبة المزيد من المجازر والمذابح، فضلا عن التدمير الممنهج للبنية التحتية لجعل الحياة مستحيلة على الفلسطينيين من أجل تهجيرهم، وبالمقابل تواصل المقاومة التصدي للاجتياح البري بمحاور القتال، معلنة بين الحين والآخر إيقاع خسائر في الأرواح والمعدات بصفوف الاحتلال . في اليوم الثلاثين من الحرب على غزة، واصلت قوات الاحتلال قصف المدنيين، وارتكبت مجزرة جديدة في مخيم المغازي خلّفت عشرات الشهداء، فيما أثارت تصريحات وزير التراث بالحكومة الصهيونية عميحاي إلياهو بشأن إلقاء قنبلة نووية على غزة واعتباره حلا ممكنا، ردود فعل غاضبة حتى داخل الكيان الغاصب . وأحصت وزارة الصحة في غزة ما يقارب عشرة آلاف شهيد منذ بداية العدوان الصهيوني، وأكدت أن 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 10 مجازر كبرى راح ضحيتها 231 شهيدا. سياسيا، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إحراز تقدم باتجاه هدنة إنسانية في غزة، في حين خرجت مظاهرات حاشدة في الولاياتالمتحدة ودول أوروبية، تطالب بوقف الحرب على غزة. "مجزرة دبابات" ضد الاحتلال في الاثناء، واصلت المقاومة التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة، وكبدتها المزيد من الخسائر في الأرواح والآليات. ونشرت كتائب القسام مشاهد لتدمير آليات صهيونية، في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال أن خسائره منذ 7 أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى 341 قتيلا و260 مصابا، وأن عدد العساكر الذين قتلوا في المعارك البرية بغزة بلغ 25. فيديو كتائب القسام يظهر تنفيذ المقاومة ل«مجزرة دبابات" في محاور القتال بشمال غرب غزة ضد قوات الاحتلال . وأظهر التسجيل تمكن مقاتلي القسام من ضرب عدد كبير من الدبابات وناقلات الجند التي توغلت قرب الطريق الساحلي شمال غرب مدينة غزة. من جهته، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تدمير 24 آلية للاحتلال خلال ال 24 ساعة الماضية" مشيرا إلى أن مقاتليه "باغتوا العدو عن قرب"، ودمروا هذه الدبابات جزئيا وكليا. وأضاف أبو عبيدة، خلال تسجيل صوتي، "نخوض حربا غير متكافئة لكنها ستدرس في العالم وسيخلدها التاريخ" مؤكدا: "مقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف قوات العدو ويلتحمون من المسافة صفر مع عساكره" مشيرا إلى أن "سلاح القنص ينفذ عمليات دقيقة ضد كل من يجرؤ على إخراج رأسه من الدبابة". وفي السياق نفسه، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، أنها قتلت 5 عسكريين صهاينة، فيما أصابت آخرين في اشتباكات شمال غربي مدينة غزة. وأوضحت أنها دمرت "آليتين صهيونيتين" متوغلتين جنوب تل الهوى بقذائف "الياسين 105″، كما استهدفت دبابة للاحتلال متوغلة جنوب غرب تل الهوى بصاروخ موجه من طراز "كونكورس". محللون صهاينة يتحدثون عن شراسة المقاومة على ضوء المواجهة التي تبديها المقاومة الفلسطينية، قال الناطق العسكري الصهيوني صباح امس الأحد، إن قوات الاحتلال هاجمت 2500 هدف داخل قطاع غزة منذ بدء العملية البرية، وإنها تواصل خوض المعارك وجها لوجه، مثلما تواصل توجيه الطائرات لتدمير البنى التحتية لحماس. لكن مراقبين صهاينة يتنبّهون لقدرة حماس على إطلاق الصواريخ، ويؤكّد عدد منهم ممن عادوا من جولة ميدانية أمس الاول في قطاع غزة، رواية مغايرة للرواية الرسمية ضمن مشاهداتهم وانطباعاتهم. وبخلاف رواية الناطقين العسكريين حول حقيقة ما يجري على الأرض، وتشير له أحيانا فيديوهات صادرة عن المقاومة الفلسطينية في القطاع، يوضح المحلل أنه رغم كثافة النار الصهيونية التدميرية، فإن قوات حماس ما زالت في الأنفاق، وتنتظر وتجبي أثمانا من القوات الغازية، ولا يلاحظ بعد انهيار في منظومات حماس. منوها إلى خطورة الاجتياح الواسع والكبير بقوله إن كثرة الآليات العسكرية الصهيونية داخل القطاع تجعلها أهدافا كثيرة لحماس والمسلحين الفلسطينيين. ويشير الخبير في تحليله إلى صعوبة أخرى مفادها أن تحديد الهدف الصهيوني من الحرب ووسائل تحقيقها غير واضحة، مما يزيد انشغال الصهاينة بعدد العساكر القتلى بما يمس الحصانة المعنوية لديهم. دعوة لقصف غزة بقنبلة نووية وبما أن المذابح التي تحصد يوميا مئات الفلسطينيين لم تشف غليل الصهاينة، فقد ذهب بعضهم للمطالبة بإبادة غزّة بصفة نهائية، حيث قال وزير التراث بالحكومة الصهيونية عميحاي إلياهو إن إلقاء قنبلة نووية على غزة هو حل ممكن، مضيفا أن قطاع غزة يجب ألا يبقى على وجه الأرض، وعلى كيانه الغاصب إعادة إقامة المستوطنات فيه، ورأى أن للحرب أثمانا بالنسبة لمن وصفهم ب«المختطفين" لدى المقاومة الفلسطينية. وردا على سؤال في مقابلة مع إذاعة محلية، عما إذا كان ينبغي قصف غزة بقنبلة نووية، أجاب إلياهو "هذا أحد الاحتمالات". هذا، و قالت حماس إن تصريحات أحد وزراء الاحتلال عن إمكانية إلقاء قنبلة نووية على غزة تعكس إرهاب حكومة الاحتلال ضد شعبنا. أطباء يحثون على قصف المستشفيات وعلى خطى الصهيوني العنصري عميحاي إلياهو، طالب 100 طبيب في دولة الاحتلال، الجيشَ بقصف المستشفيات في غزة وتفجيرها باعتبارها بنية تحتية لحركة حماس. ونشرت الصحافية الفلسطينية منى العمري، نص الرسالة المكتوبة باللغة العبرية على حسابها في موقع "إكس"، حيث قال الأطباء: "من يخلط بين المستشفيات والإرهاب لا مكان آمن له". ويبدو أن رسالة الأطباء الصهاينة جاءت في سياق تبرير أي قصف محتمل قد يشنه جيش الاحتلال على مستشفى الشفاء في مدينة غزة، لتدميره. وقد زعم الناطق العسكري باسم جيش الاحتلال، في وقت سابق، أن أسفل مستشفى الشفاء -الأكبر في القطاع- توجد أنفاق تستخدمها حماس كدرع، موضحا أن "القيادة المركزية لحماس موجودة أسفل مستشفى الشفاء". مصرع أكثر من 60 أسيراً جراء القصف قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" مساء السبت إن القصف الصهيوني على غزة منذ 7 أكتوبر تسبب في فقدان أكثر من 60 أسيرا. وأضاف أبو عبيدة "بعد عمليات البحث ما زالت 23 جثة منهم مفقودة تحت الأنقاض حتى الآن". وصرح بأنه "يبدو أننا لن نستطيع الوصول إليها أبدا بسبب استمرار القصف على غزة". وكان المتحدث باسم الجيش الصهيوني دانيال هاغاري، قد أعلن عن ارتفاع عدد الأسرى لدى حركة "حماس" منذ 7 أكتوبر إلى 242. 51 مليار دولار كلفة الحرب بالنسبة للاحتلال تكلفة ضخمة متوقعة للحرب الصهيونية الحالية على قطاع غزة، توقعتها تقارير إعلامية للاحتلال . وبحسب صحيفة اقتصادية صهيونية، فإن أرقاما أولية لوزارة المالية الصهيونية تشير إلى أن تكلفة الحرب التي تخوضها قوات الاحتلال في قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار). الصحيفة ذاتها قالت إن تلك التكلفة التي تعادل 10 % من الناتج المحلي الإجمالي، تستند إلى احتمال استمرار الحرب من 8 - 12 شهرا مع اقتصار الأمر على غزة دون مشاركة لجهات إقليمية أخرى، وكذلك على أساس العودة السريعة لنحو 350 ألف صهيوني تم تجنيدهم في قوات الاحتياط إلى العمل قريبا. وكان وزير المالية الصهيوني ذو التوجه اليميني المتطرف قد قال في وقت سابق إن الحكومة تعد حزمة مساعدات اقتصادية للمتضررين من الهجمات الفلسطينية والتي ستكون "أكبر وأوسع" مما كانت عليه خلال جائحة كوفيد-19.