في اليوم ال29 من العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 4 ضباط خلال اشتباكات مع المقاومة شمالي القطاع، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء التوغل البري إلى 24، ومنذ "طوفان الأقصى" إلى 339. بالتوازي مع التوغل البري، واصل جيش الاحتلال قصف الأحياء السكنية مما أسفر عن العديد من الشهداء، وكانت حصيلة العدوان قد ارتفعت إلى أزيد من 9 آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 22 ألف مصاب وأكثر من 2000 مفقود. لكن حدّة القصف وكثافة الغارات التي تطال أنحاء القطاع كافة، تهدد بارتفاع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 10 آلاف خلال مدة قصيرة، حيث شن طيران الاحتلال الحربي وسلاح المدفعية غارات مكثفة، استهدفت مخيم جباليا، وبيت لاهيا، وحي الكرامة شمال القطاع، ومخيم البريج وسط القطاع، وحي الزيتون شرق القطاع، وحي تل الهوا والنصر غرب غزة. وصباح أمس الجمعة، ارتكب الاحتلال مجزرة وحشية بقصفه مدخل مقبرة بيت لاهيا، ما أسفر عن ارتقاء 7 شهداء على الأقل. وزعم "تطويق" مدينة غزة. وفي وقت متأخر الخميس، نفذ الاحتلال مجزرة عنيفة في خان يونس، إذ استشهد 11 فردا من أسرة أبو حطب، بينهم مراسل تلفزيون "فلسطين" محمد أبو حطب. وفي سياق متصل، قال الهلال الأحمر الفلسطيني؛ إنه سجل عددا من الإصابات بين النازحين في مستشفى القدسبغزة؛ نتيجة تهشم الزجاج الداخلي للمباني، بفعل غارات الاحتلال بمحيط المستشفى. أرقام مفزعة هذا وكانت آخر حصيلة رسمية لضحايا العدوان، صدرت عن وزارة الصحة الفلسطينية الخميس، تفيد بأن عدد الشهداء وصل إلى 9061، منهم 3760 طفلا و2326 سيدة، إضافة إلى أكثر من 32 ألف جريح. ومن بين الشهداء 135 من الكوادر الطبية، و40 صحفيا و18 ضابطا من الدفاع المدني، و49 من الأئمة والدعاة والوعاظ. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 35 ألف وحدة سكنية هدمت بالكامل، فيما تضررت 212 ألف وحدة سكنية. ودمرت غارات الاحتلال 85 مقرا رسميا، وألحق ضررا ب214 مدرسة، ما أدى إلى خروج 45 منها عن الخدمة. تعزيزات بالأسلحة تتخطى 3 آلاف طن في الأثناء، أعلن الجيش الصهيوني الخميس، استعداده لدخول الشهر الثاني من الحرب على غزة بجلب جسر جوي وبحري من الأسلحة ربما يتخطى ال3000 طن. وذكرت وزارة الحرب الصهيونية، أنه وصل إلى كيانها ما يزيد على 3000 طن من الأسلحة والمركبات المدرعة، عبر جسر جوي مكون من 100 طائرة شحن، و5 سفن حربية أيضا مليئة بالأسلحة ستنضم إلى قوات الجيش الصهيوني. وأكدت وزارة الحرب الصهيونية في بيان عسكري لها على صفحتها الرسمية على "إكس" (تويتر سابقا) أنها اشترت معدات وأسلحة من شركات الصناعات الدفاعية الصهيونية بقيمة تقدر ب 10 مليار شيكل (الشيكل = 0.25 دولار تقريبا). وأرفقت الوزارة شريط فيديو للجسرين الجوي والبحري، وظهر من خلاله وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال زيارته للكيان الصهيوني، وأنه من بين المعدات والأسلحة التي تم جلبها من الخارج، هي أسلحة أمريكية. "هدن" لا وقف القتال من ناحية ثانية، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا إلى إعلان هدن إنسانية، أي وقف مؤقت ومحدود لإطلاق النار، وليس وقفا دائما. وخلال مناسبة انتخابية، حض أحد الحاضرين بايدن على الدعوة لوقف لإطلاق النار في هذه الحرب، فرد الرئيس الأمريكي "أعتقد أننا بحاجة إلى وقف مؤقت". وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، ما الذي يعنيه هذا الوقف المؤقت. وقال إنه "وقف إنساني مؤقت ومحدد يتركز على هدف أو أهداف معينة، مثل إدخال مساعدات إنسانية وإخراج الناس". وصباح أمس، وصل وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، لتقديم مزيد من الدعم للاحتلال الصهيوني في عدوانه على غزة. كتائب القسام تتوعد في المقابل، توعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، بأن غزة ستكون "لعنة التاريخ" على الكيان الصهيوني، محذرة من أن عساكر الاحتلال سيخرجون "في أكياس سود". وأعلنت الكتائب صباح أمس، أنها قتلت 4 عساكر صهاينة من المسافة صفر، في وقت تواصل فيه استهداف الاحتلال وألياته العسكرية على أكثر من محور شمال غزة. وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري: "باغتنا قوة صهيونية في منطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا، وأجهزنا على 4 عساكر من مسافة صفر". من جانبه، أعلن جيش الاحتلال لاحقا، مقتل 4 ضباط وإصابة عسكريين بجروح خطيرة، خلال المعارك التي جرت مع المقاومة، في الساعات الماضية شمالي قطاع غزة. وأقر جيش الاحتلال، أن قواته تواصل خوض معارك ضارية في مواجهة مقاتلي حركة حماس. كما أعلنت كتائب القسام صباح أمس عن استهداف ثلاث آليات صهيونية في محور شمال غرب غزة بقذائف الياسين 105. وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أكد الخميس أن أعداد القتلى لدى الاحتلال "أكبر بكثير" مما تعلنه قيادة الاحتلال، وتوعد في كلمة له بجعل غزة "لعنة التاريخ" على الصهاينة. وقال أبو عبيدة، "إن القيادة الصهيونية تكذب على جمهورها بشأن أعداد القتلى من قواتها في قطاع غزة، وفي سير المعارك". وخاطب الصهاينة قائلا، "ترقبوا المزيد من عساكركم عائدين في أكياس سوداء". والخميس، "أقرّ رئيس حكومة الاحتلال، بتكبد جيشه وقواته المتوغلة على أطراف قطاع غزة "خسائر مؤلمة" خلال المواجهة التي تخوضها مع فصائل المقاومة الفلسطينية". 30 ألف طن من المتفجرات من ناحية ثانية، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات الإحتلال الصهيوني أسقطت أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة في إطار عدوانها المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين. وأبرز الأورومتوسطي ومقره جنيف، اعتراف الجيش الصهيوني بأن طائراته استهدفت أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة مع حصيلة قياسية من القنابل. ونبه المرصد إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على هيروشيما وناغازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أوت 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات. ويعني ذلك أن القوة التدميرية للمتفجرات التي ألقيت على غزة تزيد على ما ألقي على هيروشيما، مع ملاحظة أن مساحة المدينةاليابانية 900 كيلومتر مربع بينما مساحة غزة لا تزيد على 360 كيلومترا، وفقا للمرصد الأورومتوسطي. هذا يعني أن المتفجرات التي ألقيت على غزة تعادل أكثر من 30 ألف طن، أي قنبلة نووية بقوة 30 كيلوطنا، ومعها سيتبخر كل شيء، البشر والحجر وستنهار معظم المباني السكنية وسيصاب الجميع بحروق الدرجة الثالثة التي تمتد إلى جميع طبقات الجلد، وتدمر الأعصاب.