انتشار الأوبئة..تهديد جديد يواجهه النازحون في غزة، الذين يروون قصّة مأساة عنوانها الفرار من القصف الصهيوني نحو واقع تنعدم فيه شروط الحياة. يدفع الاكتظاظ في الملاجئ والمخيمات نحو واقع صحي مخيف، في ظل نقص المساعدات الإنسانية بفعل الحصار الصهيوني المطبق. مؤشّرات الإصابة بالأمراض باتت مؤكّدة، حيث كشفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، عن تسجيل إصابة ما يقرب من 55 ألف شخص بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، وما يفوق عن 33 ألفا بحالات إسهال حاد معظمها من الأطفال ما دون سن الخامسة. وحذّرت المنظّمة من احتمال انتشار موجة كبيرة من الأوبئة، تهدّد بإصابة نحو 600 ألف شخص لانعدام الشروط الصحية، ولتسبّب أزمة الوقود في شل مفاصل الحياة، حيث توقّفت أنشطة إدارة الصرف الصحي وجمع النفايات في غزة، والخوف الأكبر من شرب مياه ملوثة بعد توقف محطة تحلية المياه عن العمل واعتماد سكان غزة على المياه الجوفية والصهاريج. وضع قد ينذر بكارثة يصعب السيطرة عليها، في ظل توقف كل المؤسسات الصحية عن الخدمة وشبه انعدام الدواء. وحول الوضع الإنساني في قطاع غزة، يقول المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان لندمير: لا يمكن لسكان غزة مواصل العيش في مثل هذه الظروف القاسية من انقطاع للمياه الصالحة للشرب وتفاقم انتشار النفايات من حولهم. ويقول، "إنّ غياب كل مقوّمات العيش، يجعل سكان غزة يعيشون في أزمة إنسانية وصحية بمعنى الكلمة"، ويضيف "بإمكان الوضع أن يزداد خطورة، خاصة مع غياب المنشآت الصحية والعلاجية اللازمة". كما يتخوّف لندمير من سرعة انتقال عدوى بعض الأمراض الخطيرة بين سكان غزة أمام غياب المراقبة الصحية، وتجمعهم في ملاجئ مكتظّة وضيقة. وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إلى أنّ هذه الأخيرة تسعى بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى تحسين الوضع الصحي في القطاع رغم صعوبة الأمر في الوقت الحالي مع انتشار بعض الأمراض. وقال أنّ المساعدات التي تحصل عليها غزة تأتي من المعابر الحدودية أو عبر الإسقاط الجوي، وهي مساعدات شحيحة لا تفي بالحاجة المرجوة لسكان القطاع، خاصة مع تدهور الوضع الصحي يوما بعد يوم، حيث يستشهد طفل فلسطيني كل 10 دقائق . وتعهّد بالسعي من خلال الضغوطات الدبلوماسية لوقف استهداف المستشفيات، وكشف خطورة تفاقم تدهور الوضع الصحي في المنطقة، والدعوة إلى ضرورة حماية كل من السكان والرعاية الصحية. واستغلّ المتحدّث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان لندميرالفرصة للمطالبة بوقف إطلاق النار، وإقامة هدنة إنسانية مستعجلة لإيصال المساعدات والإمدادات الطبية اللازمة للجرحى والمصابين.