تعكف السلطات العمومية، من خلال النظام الذي وضعته، على تحفيز وتشجيع الطلبة الجامعيين على ولوج عالم المقاولاتية بذهنية الابتكار والإبداع التي تسمح بإنشاء مؤسسات ناشئة تساهم في تطوير عالم البحث والمقاولاتية وعالم المال والأعمال، وذلك لتحقيق التطور الاقتصادي. أوردت وزارة اقتصاد المعرفة، أن حوالي ألفي مؤسسة ناشئة حصلت على علامة "لابل" لأحسن مؤسسة ناجحة، السنة الماضية، ما يؤكد الاهتمام البالغ الذي توليه الحكومة والسلطات العليا لتطوير هذا النوع من الشركات، التي احتلت مراتب مهمة في التصنيفات العالمية. بدورها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تعمل على تشجيع البحث العلمي وكل ما يتعلق بالتطوير، الابتكار والإبداع، الذي من شأنه المساهمة في إنشاء شركات" ستارت آب". وكان وزير التعليم العالي قد دعا أساتذة الجامعات إلى تأطير الطلبة الراغبين في إنشاء مؤسسات ناشئة ومناقشة ذلك في مشروع تخرج يتم تجسيده لاحقا في الميدان، باستغلال مختلف التحفيزات المالية التي تقدمها الدولة. كما تفاءل كمال بداري، أثناء زيارته مختلف المعاهد العليا والجامعات عبر الوطن، بالمشاريع المعروضة من قبل الطلبة، التي تجاوزت 600 مشروع، بحسب آخر الأرقام، مشاريع قد تتحول إلى مؤسسات ناشئة تساهم في خلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية على المستوى الوطني. وأبرز بداري، أهمية المرافقة لتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق، بما يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني. وأشار الوزير في لقاءاته الأخيرة، إلى التعاون القائم بين وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة بكافة هياكلها ووزارة التعليم العالي لتطوير هذه المشاريع وتحويلها إلى أفكار ابتكارية إلى منتوج قابل للتسويق، للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني. في المقابل تساهم شركات اقتصادية كبرى، تنشط في الجزائر منذ سنوات، في عقد اتفاقيات شراكة لتطوير الشركات الناشئة ومرافقتها. قال مسؤول العلاقات العامة بشركة هواوي حاجي عادل ل "الشعب"، إن الشركة وقعت خلال السنتين الماضيتين اتفاقيتي شراكة مع مؤسسة تعزيز وإدارة الهياكل الداعمة للشركات الناشئة "ألجيريا فونتور" لتنمية الابتكار وهياكل الدعم للشركات الناشئة الجزائرية. وأكد ممثل الشركة، أن الاتفاق يضمن تقديم تسهيلات للمؤسسات الناشئة لإنجاح مشاريعها، كما يضمن تواجدها الدولي من خلال مرافقتها في مختلف التظاهرات الدولية "كالاندبليوس ببرشلونة" "ألجانياكس في دبي"، كما تم الاتفاق مع الشركة بتقديم نظام "كلاود- هواوي" مجانا لأصحاب المشاريع لاستعماله في مشاريعهم، بدل دفع مبالغ مقابل تقديم هذه الخدمة. وصرح المتحدث، أن البرنامج الذي سيختتم نهاية سنة 2023، يهدف أساسا إلى دعم الشركات الناشئة، مؤكدا أن التعاون الثنائي بين الطرفين سمح باحتلال العديد من المشاريع الجزائرية مراتب عالية دوليا، كما ساعد أصحاب المواهب الشابة على الانخراط في ريادة الأعمال، الابتكار، الإبداع والاقتصاد الرقمي. أشار عادل حاجي، إلى الطبعة الثانية من البرنامج التي ستعقد، مطلع السنة المقبلة، وتسمح باختيار 30 مؤسسة ناشئة التي تستفيد من خدمة "كلاود" وهذا في إطار الدعم والمرافقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى تعريفهم بشركاء جدد لمساعدتهم على تمويل مشاريعهم وتنمية قدراتهم وإشراكهم في تحقيق التنمية. وعليه، فإن رؤية الحكومة والسلطات العليا تصب في هذا الاتجاه الذي يراد من خلاله دعم وتطوير المؤسسات الناشئة للمساهمة في ترقية النشاط الاقتصادي في الجزائر، خاصة وأنها تعتمد على التكنولوجيا والتقنيات العالية التي تسمح بتطوير الاقتصاد الرقمي الذي يعد رافدا للاقتصاد الوطني.