أقصى ما يبلغه سعر الدجاج هو 400 دينار في محلات التجزئة كشفت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن إجراءات وقرارات أسداها الوزير عبد الحفيظ هني خلال اجتماع طارئ على مستوى مقر الوزارة مع مجموعة من الفاعلين في القطاع، أمس الأثنين، بهدف ضمان استقرار الأسعار على مستوى السوق. في الوقت الذي يرى فيه ممثلو المنتسبين لهذه الشعبة، أن تنظيم السوق وتوفير الأعلاف والصّوص اللاحم بأسعارها الحقيقية للمربّين كفيل بتراجع الأسعار. أوضحت الوزارة في بيان لها، أنّ الاجتماع جاء على إثر الارتفاع غير المبرر لأسعار اللحوم البيضاء، بالرغم من الوفرة الكبيرة لهذا المنتوج. واستدعى المسئول الأول عن القطاع، الديوان الوطني لتغذية الأنعام، والشركة الجزائرية لضبط المنتجات الفلاحية، والمؤسسة العمومية الاقتصادية للتبريد، بالإضافة إلى ممثلي الفدرالية الوطنية لمربي الدواجن التابعة للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين ومربين خواص. وبحسب بيان الوزارة، فقد أسفر الاجتماع عن مجموعة من القرارات، منها مباشرة تحقيقات من طرف المصالح البيطرية، والإسراع في وتيرة توفير مدخلات أعلاف الدواجن لفائدة المربين الصغار، مقابل تقديم الاعتماد الصحي فقط الصادر عن المصالح البيطرية للولاية، وتبليغ الأسعار الأدنى على مستوى السوق الوطني للأعلاف المسوقة من طرف الديوان الوطني لتغذية الأنعام، وتبليغ وحدة سعر الوحدة للصوص اللاحم ب120 دينار للوحدة. بالإضافة إلى ذلك، الرفع من طاقات الإنتاج وذلك من خلال تموين السوق بالإنتاج المحلي والمستورد، تقليص أجال تموين السوق باللحوم البيضاء المستوردة والشروع في مشاورات مع ممثلي الفيدرالية الوطنية لمربي الدواجن. من جهته، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للدواجن سعيد حبريح، أن أعلاف الدواجن بلغت أسعارا خيالية وارتفعت بأكثر من 100٪، وقفزت من 3800 دينار نحو 10 آلاف دينار وعرفت تراجعا طفيفا في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع لا يقتصر على السوق الوطنية فقط وإنّما مردّه ارتفاع الأسعار على مستوى السوق الدولية وذلك منذ الأزمة الروسية- الأوكرانية. واعترف محدثنا، أن هذا الارتفاع لا يبرّر إطلاقا الأسعار التي بلغتها اللحوم البيضاء في الآونة الأخيرة والتي تشهد مستويات قياسية وغير منطقية، مقارنة بأي تكلفة قد تبلغها تربية الدواجن. وأضاف، "التكاليف الحالية بالفعل هي مرتفعة، لكن أقصى ما كان يمكن أن تبلغه أسعار اللحوم البيضاء وعلى رأسها الدجاج هو 400 دينار في محلات التجزئة". ويرى رئيس اللجنة الوطنية للدواجن، أن ما يعيق جهود الحكومة في ضبط أسعار اللحوم البيضاء هو عدم التنظيم. فالسوق الموازية تفرض منطقها برفع الأسعار، بداية من سعر الصوص اللاحم الذي يمر عبر عدة وسطاء قبل أن يصل إلى المربّي الحقيقي بسعر مرتفع بلغ 200 دينار في الآونة الأخيرة. وأرجع سعيد حبريح، أن الأنفلونزا المنتشرة بين الدجاج اللاّحم ضاعفت من متاعب المربّين، إذ يفقد هؤلاء بين 30 و50٪ من الإنتاج وهو رقم كبير أدّى إلى تراجع العديد من المربّين الصغار، عن فكرة المخاطرة بتربية الدواجن هذه الأيام. وعن مصدر هذه الأنفلونزا، أفاد رئيس اللجنة الوطنية للدواجن أن الصّوص اللاحم يحمل هذا الفيروس من أمهات الدجاج اللاحم وهو ما يجعل دورة حياته تتوقف عند اليوم 38. وأشار حبريح إلى أن ميدان تربية الدواجن عرف الكثير من الدخلاء على المهنة بدافع الربح السريع، وهو ما أثر على السوق في فترات مختلفة وأدّى إلى عزوف المهنيين الحقيقيين على المواصلة في تربية الدواجن، داعيا الجهات الوصية إلى تنظيم السوق وتطهير الميدان من هؤلاء الذين يستغلون المناسبات للرفع من أسعار اللحوم البيضاء، رغم استفادتهم من الأعلاف والصّوص اللاحم بأسعار مدعّمة. من جهة أخرى، أوضح رئيس المجلس الوطني متعدد المهن لشعبة الدواجن، مومن قلي، أن الارتفاع الشديد للحرارة هذه السنة، أدّى إلى عزوف صغار المربّين الذين يمثلون أكثر من 70٪ من الناشطين في شعبة تربية الدواجن على المغامرة برأس مالهم بتربية الكتكوت في ضوء موجة الحر التي ضربت المنطقة. وقال مومن قلّي، إن الرئيس تبون كان أول من دعا إلى توفير الأعلاف للمربّين بأسعار مدعّمة، بالرغم من ارتفاعها في السوق الدولية، مشيرا إلى أن الديوان الوطني لتغذية الأنعام مطالب بتسريع تطبيق توصيات رئيس الجمهورية، والديوان الذي يبيع الأعلاف بالسعر الحقيقي سيوفر على المربّين تكاليف كانت تثقل كاهلهم ويدفعها المستهلك في نهاية المطاف. وأشار محدثنا، أن جانبا مهما من حلّ مشكل ارتفاع الأسعار مرتبط بالديوان الوطني لتغذية الأنعام، فهذا الأخير مكلّف من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، بالتقرب من المربّين وإقامة شراكات ثلاثية، يتم من خلالها منح المربّين الأعلاف وحتى الصّوص اللاحم الذي بلغ 200 دينار في السوق الموازي، في حين يحدد سعره لدى الديوان بين 65 و 80 دينارا فقط.