المضاربون في قفص الاتهام .. والمواطن مستاء من الجشع والطمع عادت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة إلى الارتفاع، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 440 دينار في أغلب ولايات الوطن، لتعود أزمة زيادة أسعار الدواجن لتلقي بظلالها مرة أخرى على المواطن الذي يعيش على وقع زيادات مستمرة. شهدت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا فاحشا، بالرغم من محاولات وزارة الفلاحة كبح الأسعار، من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات سمحت بخفضها من 500 دينار إلى 350 دينار للكيلوغرام الأمر الذي استحسنه المواطن خاصة قي ظل الارتفاع القياسي لأسعار اللحوم الحمراء، إلا أنها عادت للارتفاع من جديد. أثار الارتفاع المفاجئ في أسعار الدواجن استياء المواطنين، الذين استغربوا الأمر، خاصة بعد انخفاض أسعاره إلى 320 دينار خلال الشهر الماضي، والتي جاءت عقب الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة وأتت بثمارها، حيث لاحظ المواطن التراجع المقدر ب 150 دينار في الكيلوغرام، الا انه استغرب عودة ارتفاعه من جديد، ليبدي هؤلاء مخاوفهم خاصة مع اقتراب شهر رمضان. وشدد التجار على ضرورة تنظيم الشعبة لتفادي الهزات التي تعرفها أسعار اللحوم البيضاء والبيض الذي تجاوز سعره 20 دينارا للحبة و680 دينار للصفيحة، في حين دعا المواطنون إلى ضرورة التدخل العاجل لخفض الأسعار قبل حلول شهر رمضان. تغير المعاملات وراء الارتفاع أرجعت الفيدرالية الوطنية لمربيي الدواجن سبب ارتفاع أسعار الدواجن إلى تغيير المعاملات بين الفلاحين ومنتجي الأعلاف، الأمر الذي أدى إلى تراجع عدد المتعاملين في هذه الشعبة، ما دفعها إلى مطالبة السلطات الوصية التدخل لتنظيم الشعبة والقضاء على المنتجين غير الشرعيين. وأوضح الناطق الرسمي باسم الفيدرالية بوداود جلول في تصريح ل «الشعب «، أن عدد المربين تراجع بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين بالنظر للصعوبات التي تعترض المهنة، وعلى رأسها تغيير المعاملات مع منتجي الأعلاف، الذين باتوا يرفضون منحهم الأعلاف بقرض، مما دفع بعضهم لترك المهنة، بالإضافة الى غلاء غذاء الدواجن كالذرة والصوجا. وأضاف بوداود جلول «بالنظر إلى الصعوبات التي تعترض الشعبة، أصبح الكثير من المربين عاجزين عن تأهيل مداجنهم، الأمر الذي احدث ثغرة تسببت في تذبذب الأسعار، موضحا أن الكثير من المربين قرروا التخلي عن تربية الدواجن، بسبب ارتفاع أسعار المواد المخصصة لتغذية الدواجن. من جهة أخرى، طمأن الناطق الرسمي باسم الفيدرالية، المواطنين أن الأسعار ستعود للانخفاض خلال شهر رمضان بحوالي 100 دينار، وهذا بالنظر إلى تخصيص كمية «كبيرة من الصيصان» لتكون جاهزة بإنتاج وفير بعد حوالي شهر ونصف، الأمر الذي يجعلنا نؤكد أن ثمن الدجاج سيعود للتراجع من جديد. الصوص يحدث أزمة أسعار قال المربي والتاجر حبريح سعيد في تصريح ل «الشعب»، إن الارتفاع المتكرر لأسعار الدواجن، يرجع عموما إلى فوضى الشعبة، بالإضافة الى مشاكل المربين التي تحدث بين فترة وأخرى سواء الأعلاف أو التغذية الموجهة لها، إلا أن السبب الرئيسي يرجع إلى نقص «الفلوس» المحول إلى بيض. أوضح في هذا الشأن، أن النقص المسجل في الصيصان، راجع إلى توجيهه إلى بيض الذي يباع بأسعار مرتفعة تسمح بتحقيق هامش ربح كبير، الأمر الذي احدث خللا في إنتاج الدجاج، مؤكدا أن نقص المنتوج وقلة العرض يجعلنا نتوقع الارتفاع في كل مرة. أشار الجزار سعيد حبريح إلى مشكل الأعلاف التي ترتفع أسعارها في كل مرة، ما جعل المربين يعانون خاصة في ظل تغيير المعاملات مع المنتجين، مشددا على ضرورة التدخل العاجل لإعادة تنظيم شعبة الدواجن، وفق ما يسمح بتحقيق هامش ربح للمربين ويضمن أسعار معقولة للمستهلك. وأكد المربي، إن الوضع سيتغير خلال الشهرين المقبلين، لأن التحضيرات خاصة «بالصيصان «جاهزة وستضمن إنتاجا وفيرا، من شأنه خفض الأسعار بالشكل الذي يناسب المستهلك الجزائري، خاصة في شهر رمضان، حيث يكثر الطلب على هذه المادة. ضبط السوق الحل الأنسب من جهته رئيس جمعية «الأمان» لحماية المستهلك، ارجع تذبذب أسعار اللحوم بأنواعها إلى عدم ضبط السوق، وانتشار المنتجين غير الشرعيين الذين فرضوا منطقهم، من خلال استغلال الظروف والمناسبات لرفع أسعار الدجاج إلى مستويات قياسية. قال المتحدث، إن اللحوم البيضاء تخضع لنفس إجراءات اللحوم الحمراء، حيث أدى ارتفاع سعر لحم البقر وعزوف المواطنين عنه، إلى ارتفاع أسعار الدجاج آليا بالنظر إلى إقبال المستهلك عليه، مشيرا الى وجود منافسة سلبية وليست نزيهة، غالبا ما تؤدي إلى رفع الأسعار وليس انخفاضها. أشار حسان منور إلى غياب مرافقة المربين وكذا انعدام الإحصاء الذي من شأنه القضاء على البارونات وضبط السوق، بالإضافة إلى انعدام التأطير، مشاكل جعلت الشعبة تعيش فوضى كبيرة، أثرت على الإنتاج وأحدثت خللا بالعرض. ودعا رئيس جمعية الأمان في ذات السياق، إلى رفع ثقافة الاستهلاك في الجزائر، من خلال شراء ما يحتاجه المواطن لضبط الأسعار، مشيرا الى إمكانية تعويض بروتينات اللحوم البيضاء ببروتينات الخضر وبسعر أقل، وكذا لكبح ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والحفاظ على صحة المواطنين من جهة أخرى. وأكد في الأخير، على ضرورة حل إشكالية اللحوم بأنواعها»بيضاء، حمراء، اسماك»، التي أصبحت تنخر جيوب المواطنين، خاصة العائلات محدودة الدخل والمعوزة، وذلك من خلال الوقوف عن كثب على وضعية سوق اللحوم.