كانت سنة 2023 إيجابية إلى حدّ كبير بالنسبة لفريق اتحاد العاصمة الذي نجح في التتويج بلقبين قاريين، ويتعلّق الأمر بكأس "الكاف" وكأس "السوبر" الإفريقي.. وهو ما سمح له بوضع نجمتين بشعار النادي على القميص، ورغم أن الفريق لم يكن مرشحا لتحقيق هذين الهدفين إلا أنه نجح في ذلك رغم الصعوبات والمشاكل التي عانى منها النادي وهو ما جعل طعم التتويج له ذوق آخر. لن ينسى انصار اتحاد العاصمة سنة 2023 وستبقى راسخة في ذاكرة كل مناصر وفيّ لصاحب اللونين الأحمر والأسود.. وهذا بالنظر إلى الإنجازات التي تحقّقت في هذه السنة وكانت أبرزها التتويجان القاريان من خلال الفوز بكأس "الكاف" وكأس "السوبر" الافريقي. لم تضع إدارة الفريق هدف التتويج بلقب قاري ضمن أهداف الفريق إلى غاية تولي المدرب عبد الحق بن شيخة زمام العارضة الفنية.. وهو المعروف عنه خوض التحديات الصعبة وكسب الرهانات غير المنتظرة بحكم قوته الذهنية وشخصيته التي نجح من خلالها في منح الفريق القوة اللازمة. بعد فترة من توليه مسؤولية العارضة الفنية أدرك بن شيخة أن تعداد الاتحاد لا يمتلك المقومات التي تسمح له بالمنافسة على أكثر من جبهة سواء ما تعلّق الأمر بالبطولة أو كأس الجمهورية إضافة إلى كأس "الكاف"، وهو ما جعله يركز اكثر على المنافسة القارية إدراكا منه أنه قادر على صنع المفاجأة. لم يفصح بن شيخة ومن ورائه فريق اتحاد العاصمة عن أهدافه الحقيقية، وكان في كل مرة يؤكد أنه يلعب على أكثر من جبهة الا ان تعامل المدرب مع المباريات جعل الجميع يحس انه اختار الجبهة التي سينافس عليها وهي كأس "الكاف"، رغم ان الرهان كان صعبا بالنسبة له وللاعبين. مأمورية الاتحاد لم تكن سهلة إلا أن شخصية البطل ظهرت خلال مواجهة نادي الجيش الملكي، وهي المباراة التي اكدت للجميع ان الفريق عازم على قول كلمته في المنافسة القارية، وهو الأمر الذي كان بالفعل حيث نجح الاتحاد في التتويج رغم خسارته في مواجهة العودة أمام يونغ افريكانز التنزاني لكنه استفاد من فوزه ذهابا بهدفين مقابل هدف. تتويج الاتحاد بكأس "الكاف" وهو أول لقب قاري يفوز به الفريق في تاريخه قاده للعب نهائي "السوبر" الافريقي امام الأهلي المصري الذي توج برابطة ابطال افريقيا وجميع الترشيحات كانت تصبّ في مصلحة هذا الأخير بحكم جودة اللاعبين التي كان يمتلكها دون نسيان تواجد مدرب خبير مثل السويسري مارسيل كولر. لم يكن احد يرشح اتحاد بالفوز على الأهلي المصري ونيل لقب "السوبر" الافريقي للمرة الأولى في تاريخه الا أن العكس هو الذي حدث حيث نجح الفريق في تجاوز الفراغ الذي تركه رحيل بعض اللاعبين المهمين في صورة المهاجم محيوص ومزيان إضافة الى لوصيف الذين فضلوا خوض تجربة أخرى بعيدا عن الفريق. الفضل الأكبر يعود الى اللاعبين والمدرب، ولكن لا يجب نسيان الدور الذي لعبه المدافع القوي زين الدين بلعيد الذي نجح في تسجيل هدف الفوز الذي منح الفريق لقبه القاري الثاني في سنة واحدة.. وهو الأمر الذي لم يكن منتظرا بالنسبة لجميع المتابعين بحكم أن الفريق لم يقم بانتدابات كبيرة لتغطية الفراغ الذي تركه اللاعبون الذين غادروا.